كل نجاح تحرزه مصر فى الداخل أو الخارج يتحول فى نظرهم إلى فشل وهزيمة وتراجع بعد أن أصبحت مصر التى يزعمون انتسابهم لها عدوا لدودا يستحق كراهيتهم ويستوجب المزيد والمزيد من أكاذيبهم وشتائمهم وخسيس تآمرهم.
هؤلاء نماذج الانتهازية البغيضة المستعدون دائما لتلبية الأوامر ثمنا للملاذات الآمنة التى يحتمون بها فى دول الشتات ويتوهمون مع أسيادهم القدرة على تشتيت انتباهنا بالدق على أوتار بعض المصاعب المرحلية العابرة.
لقد أصبح كل شىء واضحا ولا يحتمل أى مناقشة بل إنه لم تعد هناك فرصة للاستماع إلى أى حجة مهما كانت واهية من جانب الذين مازالوا يتحدثون ــ بحسن نية ــ عن إمكانية فتح أبواب التوبة لمن يريد العودة من هذا التجمع المعادى الذى فقد رشده نتيجة استقرار الأوضاع فى مصر وعودة عجلة الحياة للدوران فى الاتجاه الصحيح بدرجة يصعب وقفها أو تجميدها بأكاذيب التحريض أو قنابل الإرهاب!
أى مصالحة تلك التى يمكن الحديث عنها مع أناس لا نسمع منهم سوى الأكاذيب والشائعات المغرضة والتى جرت صياغتها بأحبار الحماقة والجهل والحقد لنشر الكراهية وبث اليأس مع وعيد وتهديد بتعليق المشانق فى الميادين العامة لكل من يخالفهم الرأى ويرفض رفع راياتهم السوداء!
إن عليهم أن يتطهروا من أدناسهم قبل أى حديث عن العفو أو التصالح وأن يخلعوا أردية الأوهام والأشباح والظلال التى يسكنون فيها وتحجب عنهم رؤية الحقيقة على أرض وطن اختار الأمن والسلام والاستقرار، ولم يعد مستعدا للارتداد إلى أجواء الدم والنار مرة أخرى !
لابد أن يطمئن شعب مصر إلى أنهم راغبون فى توبة حقيقية وليس مجرد بكاء وعويل مؤقت لا يكفى دليلا على خروجهم من الغيبوبة الفكرية التى انزلقوا إليها وأدت إلى سقوطهم فى آبار الخديعة والغدر والتآمر والحقد والطمع.. وبعدها يمكن أن يكون لكل حادث حديث!