برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي للإمارة،يواصل مؤتمر ومعرض الإمارات الدولي للأدلة الجنائية فعالياتدورته الثانية لليوم الثاني على التوالي في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، تحت شعار “العلم في خدمة العدالة”.
ويعد المؤتمر والمعرض واحدا من أبرز فعاليات علم الطب الشرعي في المنطقة، ويستضيف نخبة من أهم الخبراء والمختصين في العلوم الجنائية المتخصصة تحت سقف واحد لتبادل المعارف والخبرات ووضع الأساليب المبتكرة لمحاربة الجريمة ومرتكبيها على المستوى الدولي.
وناقش مؤتمر الإمارات الدولي للأدلة الجنائية في اليوم الثاني موضوعات في غاية الأهمية تتمثل في دراسة علامات الكروموسوم إكس لدى سكان دولة الإمارات العربية المتحدة، قدمها الدكتور طارق زياد محمد، في حين قدّم موضوع فحوصات الأدلة الكيميائية والمقارنة بينها: من البحوث الأساسية إلى ممارسة الطب الشرعي المعياري البروفيسور خوسيه ألميرال مدير المعهد الدولي لبحوث الطب الشرعي بجامعة فلوريدا الدولية، فيما تناول الموضوع الذي قدمه البروفسور رونالد سينغر المدير الفني والإداري في مكتب مقاطعة تارانت (تكساس) للفحص الطبي في فورت وورث بتكساس قوانين علوم الطب الشرعي: ترخيص العمل لعلماء الطب الشرعي لضمان الجودة.
وتحدّث البروفيسور توماس دالدروب أستاذ قسم علم السموم الشرعي بمعهد الطب الشرعي في جامعة هاينريش هاينه بألمانيا عن موضوع تفسير معدلات التركيز لمسكنات الألم ذات المفعول المركزي في مرحلة ما بعد الوفاة، وقدّم الدكتور نيكولاس كالانتزيس خبير الطب الشرعي ومدير مفتشي المستندات ومدير المختبرات في شركة شارتكولاروس بي موضوع التحيّز في سياق الكلام أثناء فحص الطب الشرعي: التعاريف والحلول والأمثلة في الحالة الحقيقية، وتحدّث السيد دافيد ايبستن نائب رئيس شركة LLC برايت لاين لعلوم الطب الشرعي عن تمكين استخدام خبرات لغات السكان الأصليين في جلب أفضل البرامج المطورة عالميًا إلى الأسواق الأقل خدمة، وتناول الموضوع الذي قدّمه الأستاذ الدكتور فهد الدوسري المدير العام لقسم التحقيقات في الشرطة الكويتية جواز قبول الأدلة الجنائية والهوية.
كما تضمنت الجلسات ورقة علمية للدكتور أندرو هوبوود حول تقييم أدوات العمل المباشرة للفحص الفعّال للاعتداء الجنسي والحصول على الحمض النووي، فيما تطرقت السيدة ميرنا غمراوي إلى موضوع التنبؤ بلون البشرة والعين والشعر لسكان لبنان، ومن ثم تناول الدكتور ستيفن أرمنتروت ورقته العلمية حول التقييم الموضوعي لنظام تحديد النمط الظاهري للحمض النووي الشامل، أما البروفيسور يحيى جاد فقد تحدث عن الحالات الشديدة للتحليل الوراثي في علم الطب الشرعي: مثال المومياء المصرية، فيما قدم الدكتور أندرو هوبوود موضوعا حول تحليل منطقة التحكم بالميتوكوندريا بواسطة مكثف متوازي اللوحين باستخدام نظام Powerseq ™ Mito Control المتداخل.
وتضمنت الجلسات أيضا ورقة علمية حول علم الطب الشرعي ما فوق الجينات: تقدير العمر البشري قدمها العقيد الملازم حسين الغامين، ومن ثم تطرق الدكتور أميثا لويس إلى دراسة تجريبية حول إن كان الإنهاك هو المؤشر الوحيد للتقديرات العمرية.
وتميز المؤتمر هذا العام بتناول موضوعين مهمين يتمثلان في الذكاء الاصطناعي في الطب الشرعي، والاستشراف المستقبلي للجريمة.
وعلى هامش المؤتمر، قال الدكتور توماس كيلر رئيس قسم السموم في جمعية الكيمياء السمية والطب الشرعي، والممثل الإقليمي للنمسا في الرابطة الدولية لعلماء السموم الشرعي: “أتشرف بمشاركتي لمؤتمر ومعرض الإمارات الدولي للأدلة الجنائية وعلم الجريمة كما يشرفني أن أكون عضوًا بالمجلس العلمي الدولي، حيث يشارك في المؤتمر الذي ينظم بحرفية عالية نخبة من خبراء الطب الشرعي من كل بقاع الأرض، وتتسم اللقاءات العلمية والعروض التقديمية ومساهمات الملصقات التعليمية بدرجة عالية من الاحترافية والفائدة القصوى، إلى جانب المعرض الذي يستعرض أهم المنتجات والأدوات المستخدمة في مجال الطب الشرعي”.
ونوّه: “ترأست إلى جانب زميلتي ابتسام العبدولي جلسة علمية تناولت عدة محاور هامة وهي آثار استخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد على الأدلة الجنائية ودراسة تجريبية سابقة عن مراحل حياة بقع الدم في عينات التربة المختلفة، ومقارنة بين نقل بقع الدم بالتنقيط وبالملامسة على القطع القماشية، كما تم تناول دراسة تجريبية سابقة عن مراحل حياة بقع الدم في عينات التربة المختلفة، ومن الجدير ذكره بأن مؤتمر ومعرض الإمارات الدولي للأدلة الجنائية وعلم الجريمة من أهم الأحداث في تقويم فعاليات الطب الشرعي التي لايجب تفويتها في كل عام”.
بدوره، قال نيكولاس كالانتزيس، خبير الطب الشرعي ومدير مفتشي المستندات، مدير المختبرات في شركة شارتكولاروس بي: “يقدّم المؤتمر مجموعة متنوعة من المواضيع الحديثة والمثيرة للاهتمام، ويحافظ على نهج متعدد التخصصات لعلم الطب الشرعي المهم للغاية.” وأشار إلى تقديمه عرضاً حول التحيّز في سياق الكلام أثناء فحص الطب الشرعي: التعاريف والحلول والأمثلة في الحالة الحقيقية، وهو يحلل آثار الانحياز المعرفي كأحد عوائق التحليل الجنائي، كما يناقش الحالات الفعلية لإساءة تطبيق العدالة، فالعرض يتناول قضية متقدمة ويسعدني أن يُناقش هذا الموضوع الشيق والصعب في منتدى دولي حقيقي كمؤتمر الإمارات الدولي للأدلة الجنائية.
كما شاركنا البروفيسور توماس دالدروب، أستاذ قسم علم السموم الشرعي بمعهد الطب الشرعي في جامعة هاينريش هاينه بألمانيا بتفاصيل أكثر عن عرضه التقديمي خلال المؤتمر قائلاً: “يمكن الافتراض ببساطة أن اعتبار موت شخص مريض أو مسن إن كان بسبب جرعة زائدة موصوفة أو سريعة من المسكنات الأفيونية لايمكن إثباته غالباً، على الأقل ليس بإستخدام الأساليب الحالية في الطب الشرعي، ومن أجل تحقيق الشفافية، يجب وضع قائمة من التدابير ضمن الاحتمالات الواقعة في علم السموم الشرعي بعد الوفاة والتخصصات الشرعية الأخرى من أجل التمييز بين امكانية تناول جرعة عالية من المواد الأفيونية الضرورية لعلاج الألم وسوء استخدام هذه المواد لقتل شخص ما”.
من جهته، قال دافيد ايبستن نائب رئيس شركة إل إل سي برايت لاين لعلوم الطب الشرعي في الولايات المتحدة الأمريكية: “لقد شهد علم الطب الشرعي منذ بداية عملي فيه عام 1982 إلى غاية اليوم الكثير من التطورات والتحسينات على المستوى الدولي، وهذا العام شاركت في مؤتمر ومعرض الإمارات الدولي للأدلة الجنائية، وقدّمت عرضاً حول استخدام واجهة برمجة التطبيقات (أي بي آي) لإمكانية تبادل البيانات الجنائية والادارية بين أنظمة الشبكات، والذي يركّز على تطوير العمل المخبري، وإدارة تحليل البيانات والأداء في مختبرات الطب الشرعي، من خلال تمكين لغات السكان الأصليين في نظام (لايم بلوس) وهو النظام الأكثر شيوعاً لإدارة معلومات مختبرات الطب الشرعي ويمكن اعتماد هذا البرنامج المميز في عمليات ومناطق تعدد اللغات”.
واستمرت خلال اليوم الثاني فعاليات مسابقة عروض الملصقات من قبل الطلاب المشاركين، حيث شارك في مؤتمر ومعرض الإمارات الدولي للأدلة الجنائية وعلم الجريمة 2018 عدد من الطلاب من مختلف الجامعات في الإمارات والخارج وتتمثل في طلبةالجامعة الأمريكية في الشارقة، جامعة زايد، جامعة الإمارات العربية المتحدة، جامعة الشارقة، جامعة برادفورد، معهد الطب القانوني في مدينة لاسي برومانيا، وأكاديمية ابن سينا الدولية، كامبس لانجيس باريس،جامعة أميتي دبي، جامعة ولاية بنسلفانيا وجامعة وستمنستر.
واستعرض المشاركون في معرض الأدلة الجنائية وعلم الجريمة 2018 آخر التقنيات الجديدة في علم الطب الشرعي وكشف الجريمة كما الخدمات المبتكرة التي أسهمت في إحداث نقلة نوعية في طريقة تعامل خبراء الطب الشرعي مع فك الرموز والإشارات والاتصالات المعقدة مثل أجهزة الذكاء الاصطناعي التي مكنت الأجهزة الذكية والروبوتات وأدوات اقتناء البيانات في علم الطب الشرعي، والتي تساعد في استعادة البيانات الجنائية واقتنائها للوصول إلى البيانات التي لا يمكن استعادتها يدويًا.
يذكر أن مؤتمر ومعرض الإمارات الدولي للأدلة الجنائية وعلم الجريمة يستمر حتى 11 أبريل 2018 بتنظيم من شركة اندكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض – عضو في اندكس القابضة، وبالشراكة مع شرطة دبي.
وزار وفد من الخبراء المشاركين في مؤتمر ومعرض الإمارات الدولي للأدلة الجنائية من دول مختلفة من أوروبا وآسيا وأمريكا بزيارة إلى مركز الشرطة الذكي في السيتي ووك، في تلبية لدعوة كريمة من سعادة اللواء عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، للاطلاع على تجربة شرطة دبي الفريدة من نوعها في مركز بدون رجال شرطة.
وقام الخبراء خلال زيارتهم بإجراء تجارب عملية حول آلية استخدام الأنظمة الذكية في المركز، وقدموا آراءهم بشأن هذه المبادرة المتميزة والفريدة، واطلعوا على كافة الخدمات المقدمة من حيث تسجيل البلاغات، والإعلان عن المفقودات، والتواصل مع الضحية وغيرها ضمن منظومة متكاملة من التواصل الإلكتروني مع إدارات العمليات في القيادة العامة بشرطة دبي، ويمكن اختيار اللغة للرد على الاستفسارات المختلفة ضمن عملية تحوّل ذكي للأنظمة الموجودة والربط القوي بين مراكز الشرطة ومراكز القيادة العامة لشرطة دبي.