قيل إن هناك عشرات الوظائف ستختفي في غضون عشر سنوات، وسيكون العالم شيئاً مختلفاً، وسيلغى دور الإنسان في أعمال المحاسبة، وفي الهندسة ومشاريع البناء، وفي الطب، لن يكون هناك بشر في الصيدليات، وسيشرح المرضى أوجاعهم لجهاز الكمبيوتر.
وسيتولى «الروبوت» علاجهم، هو الذي سيخلع الأسنان أو ينظفها ويلمعها ويمنحها ابتسامة هوليوود، وهو الذي سيزيل الزائدة الدودية إذا التهبت، وسيقوّم العظام إذا انكسرت، ويسلك الشرايين إذا تجلطت، وسيحل «الروبوت» مكان شرطي المرور، وسيكون الشرطي من الماضي، بشخصه أو مع دراجته وسيارته.
ولن تكون هناك حاجة للمحامي، فضغطة واحدة على زر بعد شرح القضية ومذكرة قانونية «مسبوكة» بين يديك، فقط تقدّم إلى القاضي الذي لا نعلم إن كان بشراً أو روبوتاً بعد السنوات العشر، فقد نسي المبشرون بإسقاط آدمية العمل والأداء والخدمة الواجبة الإشارة إلى القضاء.
ولكنهم لم ينسوا الصحافيين، فهم أيضاً سيكونون ضمن الذكريات، وستعلق صورهم وأدواتهم على جدران المتاحف، ولن يكون هناك بائع في البقالات وحتى الجمعيات الكبيرة، فقط بضائع وأجهزة وبطاقات دفع ومراقبة إلكترونية.
المدرسون يتساءلون إن كانت التقنية ستسلبهم مصدر رزقهم، ومعهم أساتذة الجامعات، أما الطلاب فقد قيل لهم ماذا يدرسون وماذا يتجنبون إذا كانوا يرغبون في حياة كريمة مستقبلاً، أما العمالة المساعدة أو المساندة والتي تبدأ من «فراش» المؤسسة وتنتهي عند السائق مروراً بالخدم في البيوت.
فهؤلاء لن يكون لهم أي وجود، فالقهوة والشاي والمشروبات الباردة تقدم منذ سنوات تقنياً، هناك آلات تجهزها، وهناك «روبوتات» تقدمها، وسيارات القيادة الذاتية تجوب الشوارع في بعض المدن العالمية لتجربتها، ولن تعجز التقنية عن الكنس وكي الملابس وإعداد الطعام.
لا يسعنا المجال للمرور على كل المهن، فالواضح أن هناك اتجاهاً حضارياً نحو إحلال الآلة مكان البشر في كل شيء، فاليوم كل شيء مرتبط بالحضارة، ومن يعترض على فكرة أو توجه يرى فيه ضرراً، يُتهم بالتخلف.
ولن أخفي عليكم أنني ومنذ الخامس من أبريل، أي قبل ستة أيام قرأت أن أحد المنتديات سيناقش قبل نهاية هذا الشهر دراسة إطلاق معايير لصناعة الروبوتات وفقاً للضوابط الإسلامية، أقول لكم، طوال هذه الأيام لم أفهم المقصود.
وسنحاول الفهم غداً إن شاء الله.