وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس النظام السوري بشار الأسد بأنه «حيوان»، متوعدًا بأن الأسد سوف يدفع الثمن على فعلته باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين العزل من النساء والأطفال والشيوخ. دأب رئيس النظام السوري على استخدام الأسلحة الكيميائية وفي مقدمتها غاز الكلور ضد الأبرياء في سوريا، وقتل منهم الآلاف بدم بارد، وفي كل مرة كان يفعل ذلك تحت حماية رسمية من الأطراف الداعمة له، في دوما، وريف دمشق، وريف حلب، والغوطة، وخان العسال، وسراقب، وغيرها الكثير، منذ عام 2013 إلى اليوم، حيث لم يتوقف النظام السوري عن استخدام السلاح الكيميائي.
وشن الرئيس الأمريكي ترامب هجومًا لاذعًا على سلفه باراك أوباما، وسخر من الخطوط الحمراء التي كان أوباما يرسمها لنظام الأسد ويتراجع عنها في كل مرة. والحقيقة التي لا لبس فيها هي أن منظمة الأمم المتحدة، والقوى الدولية الكبرى، قد أفهمت العالم دائمًا أن استخدام الأسلحة الكيميائية أمر محرم تمامًا، وأنه يستدعي في أي مرة يقوم فيها أي نظام باستخدامها باتخاذ إجراءات مباشرة ورادعة تجاهه، إلا أن كل ذلك قد تبين أنه محض هراء، فنظام بشار الأسد يستخدم الأسلحة الكيميائية بشكل دوري ومستمر، وتحول السلاح الكيميائي بيد النظام إلى لعبة وعادة، وصمتت الأمم المتحدة، وصمت معها العالم.
والأكثر مأساوية وإجرامًا من ذلك هو أن السلاح الكيميائي بات وسيلة معتادة لإبادة النساء والأطفال، أمام مرأى ومسمع العالم. وفي كل مرة يتساءل البعض في الغرب: لماذا يستخدم النظام السوري السلاح النووي؟ يكون الجواب باختصار: لأنه قادر على فعل ذلك، ولأنه لا وجود لمن يردعه أساسًا! وفي كل مرة تتوارد أنباء استخدام النظام السوري هذا السلاح الفتاك ضد القرى والأرياف بمن فيها من مدنيين عزل، يكون رد الفعل الدولي عبارة عن مجموعة من الظواهر الصوتية من فوضى وجلبة وسعار فارغ لا تلبث أن تتلاشى وتختفي، ليعود النظام السوري ويقصف المزيد من المدنيين بالسلاح الكيميائي بعدها بأسبوعين أو ثلاثة!