نون والقلم

يوسف الجندي يكتب: الانتخابات الرئاسية الروسية من مشاهدات مراقب

هبطت طائرتي في مطار داماديدوفا جنوب شرق مدينة موسكو في الساعة ٨:٤٠ مساءً يوم الخميس 15 مارس ، و قائد الطائرة يعلن ان الجو لطيف في موسكو ولاتوجد رياح و درجة الحرارة تبلغ سالب 11 درجة مئوية.

جاءت هذه الرحلة بعد أن تلقيت دعوة رسمية من مجلس النواب الروسي تدعوني للمشاركة في المراقبة علي الأنتخابات الرئاسية في روسيا و التي ستجري في ال 18 من مارس 2018 .

تمت إجراءات الدخول في سرعة و سلاسة علي عكس ما تعودنا عليه خلال دراستنا في الحقبة السوفيتية، واختفت ملامح الصرامة من علي وجوه ضباط الجوازات و الجمارك. إنهيت الأجراءات و خرجت الي صالة المستقبلين لأجد “جريجوري” الشاب الحديث التخرج من معهد العلاقات الدولية المرموق يمسك بلوحة عليها اسمي و يرحب بي بلغة عربية فصحي. و لم يخفي شعوره بالإرتياح عندما علم انني اتكلم الروسية إذ قال انه و رغم معرفته الجيدة بالعربية الا ان قلة التعامل باللغة تجعل من الصعب عليه تحدثها
بطلاقة. وهكذا قضينا الوقت من المطار الي الفندق ننتقل ما بين اللغتين.

كنت أتطلع من نافذة السيارة علي الطريق لأرى مظاهر الدعاية الأنتخابية من لوحات إعلانية و لافتات دعاية لهذا المرشح أو ذاك ، غير أني لم اري شيئا من هذا القبيل. اللوحات الأعلانية التي شاهدتها كتب عليها “فلننتخب رئيس لروسيا” و في الخلفية ألوان العلم الروسي. و ذلك كان بحوالي 26 ساعة من بداية يوم الصمت الأنتخابي.

وصلنا الي الفندق و بدأت أتعرف علي المراقبين الذين يمثلون كل قارات العالم فيما عدا أمريكا الشمالية. و لا أدرى حقيقة إذا كان هناك مراقبين حضروا من الولايات المتحدة حيث أن المراقبين تم إستضافتهم في مجموعة من الفنادق. فقد وصل العدد الأجمالي للمراقبين الذين أكدوا الحضور إلي 1513 مراقب دولي .

وحسب قانون الأنتخابات في روسيا فأن من يحق له إستضافة مراقبين أجانب هم فقط: الرئيس و الحكومة ممثلة في وزارة الخارجية و مجلس النواب و اللجنة المركزية للأنتخابات.

و كان المراقبين في الفندق الذي نزلت به كلهم مستضافون من جهة واحدة و هي مجلس النواب الروسى (الدوما)، وبالأضافة للمدعوين من جهات مختلفة فقد غلب البرلمانيين بالطبع علي أعضاء هذه المجموعة. و ضمت المجموعة العربية بالأضافة لي زميل من مصر صحفي و باحث في الشئون البرلمانية و عضو برلمان سوري و وزير سابق و عضو برلمان حالي من المغرب.

وبعد العشاء دارت مناقشات عديدة عن المتوقع من الأنتخابات و الأزمة البريطانية- الروسية الحالية والتي أعتبرها الكثيرين أزمة مفتعلة ، و المدن التي سيقوم بزيارتها المراقبين حيث أن البعض كان يراقب في مدينة “سخالين” في أقصي الشرق و التي تبعد عن موسكو 7 – 8 بالطائرة ، و البعض في مدينة “كاليننجراد” في أقصي الغرب و البعض في “نوفاسبيرسك” في الجنوب.

ولكن أهم ما ثار الجدال حوله كان موضوع زيارة منطقة القرم من قبل برلمانيين أوربيين -بعضهم كانوا أعضاء أيضا في البرلمان الأوربي أيض ا-ً أو الأمتناع عن الزيارة ، حيث حذر البرلمان الأوربي أعضاءه من زيارة القرم و متابعة سير العملية الأنتخابية هناك حتي لا تضفي هذه الزيارة الشرعية علي وضع القرم الذي ضمته روسيا إليها في عام 2014 كجزء تاريخي من الأراضي الروسية.

دارت مناقشات أيضا عن أن هناك عديد من البرلمانيين الأوربيين قد تلقوا توجيهات حزبية بالأعتذار عن الدعوة و الأمتناع عن المشاركة في المراقبة علي الأنتخابات مما قلص عدد المشاركين في وفود أوربية عديدة.

ومما لاحظته أيضا هو العدد الكبير للوفد الأسرائيلي و الذي كان أغلب أن لم يكن جل أعضائه من الأسرائيليين ذوى الأصول الروسية- السوفيتية.

أهم اللقاءات الرسمية التي تمت مع المراقبين كانت مع مسئول العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي والذي تحدث عن العملية الأنتخابية و عن التسهيلات التي قدمت للمرشحين مثل خفض عدد الأصوات المطلوب الداعمة للمرشح لتسجيله كمرشح. و أشار إلي أن عدد المرشحين ثمانية مرشحين من ضمنهم الرئيس الحالي فلاديمير بوتين.

ورداً علي سؤالي عما اذا كان لوحظ من قبلهم محاولات للتأثير علي الأنتخابات الروسية -كما أدعت من قبل أجهزة الأعلام الأميريكية بعد إنتخاب الرئيس الأمريكي أن الروس تدخلوا في الأنتخابات الأمريكية لصالح الرئيس ترامب- أكد المسئول أنهم لديهم العديد من الشواهد علي المحاولات الغربية للتأثير علي نتائج الأنتخابات و منها محاولات التشويش الإلكترونية علي المواقع الرسمية للأنتخابات و التمويل غير المباشر لبعض المرشحين بالأضافة لضغط الأحزاب الأجنبية علي أعضائها الذين وجهت إليهم الدعوة
لرفض المشاركة كمراقبين للأنتخابات.

وفي خلال اللقاء قام رئيس الوفد الأسرائيلي بمداخلة مطالبا روسيا بالتدخل لأنقاذ الأسرائيليين من أصول روسية عند تعرضهم للقصف من قبل الجماعات الأرهابية المسلحة كما قامت روسيا بالتدخل في لبنان لأنقاذ السيدات الروسيات و أطفالهم الهاربين من سوريا جراء الحرب. و كان من الواضح أن المداخلة كانت وسيلة لأستفزاز الوفد العربي .

وترأس نفس الشخص الوفد الأسرائيلي لمهرجان الشباب العالمي بمدينة سوتشى الروسية و بعدرجوعه قام بعدة لقاءات في القنوات الأسرائيلية المختلفة و إختلق أكاذيب مختلفة عن عدوانية الوفود العربية المشتركة الي حد تهديد حياة أعضاء الوفد الأسرائيلي و طلبه من السلطات الروسية حمايتهم. وقد حدثت بالفعل مشكلة في المهرجان عندما إكتشفت الوفود العربية المشاركة رفع العلم الأسرائيلي و مشاركة وفد إسرائيلي مع عدم رفع العلم الفلسطيني بالرغم من مشاركة وفد فلسطيني كبير. فقامت مجموعة من الوفود العربية بوقفة إحتجاجية و إمتنعت عن حضور حفل الأفتتاح الرسمي و طالبت برفع العلم الفلسطيني و بالفعل تم ذلك في نفس اليوم . و بالتأكيد لم يحدث أن تعدي أحد من الوفود العربية بالفعل أو القول علي أعضاء الوفد الأسرائيلي كما أدعي رئيس الوفد .

يوم الانتخابات

كان 70 شخصا قد أعلنوا عن رغبتهم للترشح منهم 46 مستقل و 24 عن أحزاب. و قد كان الموعد النهائي للتقدم بأوراق الترشح للجنة المركزية للأنتخابات حتي يوم 7 يناير للمستقلين و حتي 12 يناير لمرشحي الأحزاب. و قدم أوراق الترشح 36 شخص منهم 12 مستقل و 21 حزبي. رفضت أوراق 17 منهم و أنسحب 11 مرشح محتمل وبقي 8 مرشحين كما ذكرت من قبل وجاءت أسمائهم في البطاقة الأنتخابية بالترتيب الأبجدي كما يلي:-

1- سرجي بابورين:

و هو أكاديمي و قانوني و سياسي روسي و نائب سابق لرئيس مجلس النواب (الدوما) و نائب رئيس التجمع البرلماني الأتحادي لروسيا وبيلوروسيا. عضو مجلس النواب لعدة دورات. ترشح أكثر من مرة لعضوية مجلس النواب عن الحزب الشيوعي الروسي و لم ينجح و في ديسمبر 2017 أختير بالأجماع في مؤتمر حزب الأتحاد الشعبي الروسي كمرشح الحزب للأنتخابات الرئاسية.

وكان قد خرج من المنافسة في إستفتاء علي الأنترنت كمرشح لقوى اليسار لخوض الأنتخابات الرئاسة بعد أن وصل المرشحين بافل جرودينين و يوري بولديرف الي التصفيات و التي فاز فيها بافل جرودينين (مرشح الحزب الشيوعي للأنتخابات الرئاسية) بالمركز الأول.

جاء في المركز الثامن و الأخير بحصوله علي نسبة % 0.65 من الأصوات.

2- بافل جرودينين:

السياسي والقانوني و رجل الأعمال الناجح بافل جرودينين مرشح الحزب الشيوعي الروسي للأنتخابات الرئاسية. يرأس و يمتلك حاليا العدد الأكبر من أسهم مزرعة “لينين” و هي واحدة من أنجح المؤسسات الزراعية و التي كانت في السابق مزرعة حكومية نموذجية (سوفخوز) . و كان جرودينين أهم المرشحين المنافسين للرئيس و جاء في المركز الثاني . و سجل أقل نسبة يحصل
عليها الحزب الشيوعي في الأنتخابات ما بعد إنهيار الأتحاد السوفيتي.

و قد جاء إختيار جرودينين لتمثيل الحزب الشيوعي لروسيا الأحادية في الأنتخابات الرئاسية علي عكس المتبع من ترشح جينادي زيوجانوف زعيم الحزب الشيوعي لروسيا الأتحادية منذ عام 1993 بعد أن ترشح في كل إنتخابات الرئاسة السابقة و جاء دائما في المركز الثاني.

و قد حصل جرودينين علي المركز الأول في أستفتاء علي الأنترنت لأختيار مرشح يمثل اليسار الروسى ككل.

جاء في الأنتخابات الرئاسية في المركز الثاني بحصوله علي 11.77 % من أصوات الناخبين.

3- ر ین وڨس ك : ݘ فلاديمير السياسي المخضرم والمشهور بأرائه المثيرة للجدل. زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي و عضو
مجلس الدوما. ويعرف بأسلوبه الهجومي في المناقشات السياسية و كذلك في خلط الخطاب القومي بالخطاب الشعبوي. يعادى الغرب في تصريحاتها . و علي الرغم من أن الكثيرين يتندرون علي تصريحاته السياسية و لا يأخذونه علي محمل الجد ، الا أنه كان يأتي في المرتبة الثالثة من حيث عدد أصوات الناخبين التي يحصل عليها.

و لم يتغير الوضع في الأنتخابات الحالية حيث حصل علي المركزالثالث. ترشح للأنتخابات الرئاسية 6 مرات. أفضل النتائج توصل إليها في إنتخابات عام 2008 بحصوله علي 9.35 .% في الأنتخابات الرئاسية الحالية جاء في المركز الثالث و حصل علي نسبة 5.65 % من الأصوات.

4- فلاديمير بوتين:

رئيس روسيا القوي منذ عام 2000 – 2008 و منذ عام 2012 و حتي الآن. مؤسس حزب روسيا الموحدة. خلف الرئيس بوريس يلتسين. ترأس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي من 1998 – 1999 .

ويرجع له غالبية الروس الفضل في إستعادة الأقتصاد الروسى لعافيته بعد فترة حكم يلتسين والذي أستولي فيه مجموعة من كبار رجال الأعمال ) الأوليجارخ( المدعومين من السلطة في ذلك الحين علي مقدرات و أصول الأقتصاد الروسي من مؤسسات ضخمة و مصانع كثيفة العمالة و الأنتاج وسيطروا أيضا علي أغلب وسائل الأعلام المرئي و المسموع. ويرجع الفضل إليه كذلك في إستعادة الحالة الأمنية للبلاد بعد فوضي عصابات الجريمة المنظمة في التسعينات من القرن الماضي، ورفع مستوي مستوي معيشة المواطنين. لقد تمكن بوتين من إعادة بناء منظومة الإدارة المفككة وتعزيز مؤسسات السلطة المركزية والمحلية وتشكيل فريق من المدراء الفعالين .

وأما علي المستوي الدولي فيدين له غالبية الروس بإستعادة روسيا لدورها القوي علي الساحة الدولية و إسترجاع مشاعر العزة و الكرامة الوطنية. و يؤيد الروس توجهات بوتين للتصدي للمحاولات الغربية لبقاء العالم أحادي القطب.

وتأتي المعارضة الأساسية لبوتين من فئتين في المجتمع الروسي. الأولي هي فئة كبار رجال الأعمال و الذين قد تضرروا من من القيود التي وضعتها الدولة في عهده علي إستيلائهم علي مفاصل الأقتصاد.

والفئة الثانية هي فئة المثقفين و الليبراليين الذين يطالبون بديمقراطية أوسع علي النمط الغربي. ويعتب بعض الروس و خاصة الشباب منهم بأن الرئيس بوتين يولي إهتمام أكبر بالسياسة الدولية عن السياسة الداخلية.

وقد حدد بوتين في خطابه الأخير للجمعية الأتحادية ،عشية الأنتخابات، أولوياته في الفترة الرئاسية القادمة قائلاً أن الأجندة الداخلية ستحظي بالأهتمام الأكبر. وعن برنامجه أضاف أنه يعتزم الأستمرار في العمل علي الأرتفاع بمستوعي معيشة و رفاهية المواطن الروسي عن طريق النمو الأقتصادي و التوسع في تطبيق الأختراعات و الأبتكارات الحديثة، و الأرتفاع بمتوسط عمر المواطن الروسي لأكثر من 80 عاما و الأرتفاع بنفقات الرعاية الصحية لتصل إلي 5 % من الناتج الأجمالي القومي و تحقيق نمو إنتاجية العمل بوتائر لا تقل عن 5 بالمئة في السنة و مضاعفة حجم الصادرات الروسية من غير الخامات خلال السنوات الست القادمة لتصل
قيمته إلى 250 مليار دولارو كذلك الارتقاء إلى مستوى جديد نوعيا في مجال الأبحاث العلمية .

وذكر أن على روسيا أن تثبت مكانها ضمن الاقتصادات الكبرى الخمسة عالميا وتحقق زيادة الناتج الداخلي الإجمالي لكل فرد 1.5 مرة في منتصف العقد المقبل. وأكد كذلك علي أن الحفاظ علي القدرات الدفاعية لروسيا سيبقي أيضا ضمن أولوياته. و لكنه
أشار إلي أنه لن تكون هناك زيادة في الأنفاق و لا سباق تسلح.

وقد فاز في الأنتخابات الرئاسية بالمركز الأول بعدد 56 مليون و 430.712 ألف صوتا بنسبة 76.69 % من الأصوات و بزيادة نحو 11 مليون صوت عن الأنتخابات السابقة في عام 2012.

5- كسينيا سابتشاك:

الناشطة السياسية و الصحفية و مقدمة البرامج التلفزيونية و إبنة أول محافظ منتخب لمدينة سانت بطرسبورج و الصديق الشخصى لبوتين. مرشحة حزب المبادرة الوطنية الليبرالي. و هي المرأة الوحيدة المرشحة و أصغر المرشحين سنا .

معارضة شديدة للنظام ومعارضة لضم منطقة القرم وتطالب بعلاقات شراكة مع الولايات المتحدة و مع أوكرانيا و سحب العسكريين الروس من سوريا، و أن كان الكثيرين يعتقدون أنها دمية تم الأتفاق معها لتمثيل دور المعارض.

وبالرغم من ذلك فقد جاءت في المركز الرابع و حصلت في الأنتخابات علي نسبة 1.68 % من الأصوات.

6- مكسيم سورايكين:

مرشح و رئيس اللجنة المركزية لحزب ” شيوعيون روسيا”. كان هدف سورايكين من الترشح و النزول للأنتخابات هي الحصول علي المركز الثاني و التغلب علي جينادي زيوجانوف زعيم الحزب الشوعي الروسي و الذي في نهاية المطاف لم يترشح و إنما أيد ترشح بافل جرودينين .

جاء في المركز السابع بنسبة أصوات تبلغ 0.68 %

7- بوريس تيتوف:

رجل أعمال وزعيم حزب النمو ويعمل مفوضا لحقوق رجال الأعمال لدى الرئيس الروسي و يصنف الحزب كحزب يميني ليبرالي يدافع عن إقتصاديات السوق الحر و مصالح الطبقة المتوسطة و يعتبره البعض أنه حزب موالي للكرملين و أن كان له مواقف عديدة معارضة لسياسة الكرملين.

جاء في المركز السادس بنسبة أصوات تبلغ 0.76 %

8- جريجوري يافلينسكي:

السياسي المخضرم رئيس حزب يابلوكا (الحزب الديمقراطي الروسي المتحد) وعضو مجلس الدوما ونائب الجمعية التشريعية في مدينة بطرسبورج. خاض الأنتخابات الرئاسية من قبل في عامي 1996 و 2000 . و يخوضها الآن للمرةالثالثة.

و حزب يابلوكا حزب سياسي و إجتماعي ليبرالي روسي أنشأه يافلينسكي في أوائل التسعينات من القرن الماضي.

وجاء في المركز الخامس بنسبة أصوات 1.05 .%

بدأت مجموعتنا والتي ضمت مراقبين لمدينة موسكو من مصر و سوريا و المغرب و بلجيكا و مولدوفا و الهند و بيلاروسيا و تركيا و منغوليا و ليتوانية بزيارتها لأول مركز إنتخابي في حوالي الثامنة و النصف صباحا مع العلم أن مراكز الأقتراع فتحت من ال 8 صباحا و حتي ال 8 مساءً.

كان المركزالأنتخابي هادئا مما أتاح لنا الأطلاع علي الصناديق الأنتخابية الألكترونية و التي بمجرد إدخال بطاقة التصويت بداخلها تقوم بحساب عدد الناخبين و كذلك عدد الأصوات الصحيحة والباطلة و كذلك عدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح عن طريق المسح الضوئي. و لكن مثل هذه الصناديق لم تكن متوافرة في كل اللجان. كذلك لاحظنا وجود عدد من الصناديق الصغيرة المحمولة. و بالسؤال عنها قيل انها لمن لا يستطيع الوصول للمركز الأنتخابي بسبب المرض أو العجز أو التقدم في العمر فيقوم مندوب من المركز الأنتخابي بزيارته في منزله ليساعده في أداء واجبه الأنتخابي.

لاحظنا أيضا وجود كاميرات مراقبة علي الحوائط. و قيل لنا أن أي ناخب يستطيع أن يدخل من حاسوبه أو هاتفه المحمول علي هذه الكاميرات لمراقبةما يحدث في اللجنة الأنتخابية في الدقيقة ذاتها.

كانت المظاهر الأحتفالية أمام اللجان واضحة من أغاني ورقصات شعبية روسية من فرق متخصصة . و بالرغم من ذلك فقد كان النظام ملاحظ بشدة في كل مكان.

تحدثت الي الناخبين من جميع الأعمار و سألتهم أن كانت هناك أية معوقات وجدوها للتسجيل و من ثم في الحضور و الإدلاء بأصواتهم… أجمع الجميع أنهم لم يعانوا من أى مشاكل أو منغصات أو ضغط للتصويت لأحدالمرشحين بالتحديد. و بالتحدث إلي الشباب وجدت أن الغالبية العظمي منهم قد صوتت للرئيس الحالي فلاديمير بوتين و أن كانوا -كما قال البعض منهم -لايتفق تماما معه في سياساته الداخلية و لكنهم لايرون مرشح أفضل منه لأعطائه أصواتهم. لاحظنا كذلك شعور عام عند الناخبين بالغضب من
الأستفزازات الأميريكية و الأوربية بشكل عام (العقوبات الأقتصادية، موضوع الجاسوس الروسي المتهمة روسيا بقتله في بريطانيا وما إلي ذلك) أدي بالناخبين للألتفاف حول بوتين حيث يمثل بالنسبة لهم الزعيم الذي إستعاد الكرامة الوطنية الروسية و الآن يقف بصلابة أمام محاولات الغرب لأذلال روسيا ووضعها في موقف التابع ولهم في ذلك تجربة مع الرئيس الروسي السابق يلتسين.

وإهتممت كذلك بالتحدث الي مندوبي مرشحي الأحزاب و المستقلين المتواجدين في اللجان لمراقبة سير العملية الأنتخابية عن رأيهم في سير العملية الأنتخابية و قد أجمعوا علي أن العملية الأنتخابية تتم بسلاسة و نظام و دون أية شكاوى من الناخبين أو المرشحين. في حالة واحدة فقط أشارت أحد المندوبات الي أن ناخب وافد لم يستطع التصويت لعدم وجود إسمه في الكشوف. و بسؤالنا رئيس اللجنة، أبلغنا أن الناخب وافد و لم يكن يعرف أنه من الواجب عليه أن يسجل رغبته للأدلاء بصوته في موسكو لوضع إسمه في
الكشوف و تم تدارك الأمر و السماح له بالتصويت في اللجنة التي يتبع لها سكنه المؤقت.

إستمر مرورنا علي اللجان حتي السابعة و النصف مساءً. زرنا خلالها 7 لجان في مدينة موسكو. كنا فريق عمل من المراقبين الدوليين ضمن عدد كبير من فرق المراقبين حيث أن مدينة موسكو فقط بها أكثر من 3000 مركز إنتخابي.

ملاحظات عامة:

– جرت عملية التصويت بتنظيم شديد للغاية وشفافية و لم تتجاوز عملية التصويت للناخب منذ دخوله وخروجه أكثر من 10 – 15 دقيقة.

– كل لجنة لم يتعدي عدد الناخبين فيها عن 2500 ناخب مسجل.

– أعطي الحق للناخب البعيد عن مقره الأنتخابي أن يدلي بصوته في المكان المتواجد به بعد إخطار اللجنة الأنتخابية لأدراج إسمه في الكشوف.

– بحسب تقاريرالبعثة الدولية لمراقبة الأنتخابات التابعة لمنظمة الأمن و التعاون في أوروبا و هي منظمة مستقلة، فأن نسبة حضور الناخبين بلغت 67.47 % بالرغم من أن التصويت يوم الأحد و هو يوم الأجازة الأسبوعية.

– حثت أجهزة الأعلام الناخبين علي التوجه لمراكز الأقتراع للأدلاء بأصواتهم.

– الإحساس عام عند الناخبين إنهم يقومون بواجب وطني.

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى