منذ بداية انطلاقة هذه الدولة كانت النظرة للإعلام تختلف في مفهومها وأسلوبها عن النظرات السائدة، فتأسست علاقة وثيقة بين القيادة والإعلام، ومازلنا نتذكر المؤسس زايد، طيب الله ثراه، وهو يفترش الأرض مع المراسلين الأجانب ليتحدث معهم، لم يضع حاجزاً.
ولم يسمح للرسميات أن تكون عائقاً أمام تواصله مع الصحافة وكل الوسائل الإعلامية الأخرى، ومشهد حديثه، رحمة الله عليه، عندما قرر قطع النفط عن المساندين لإسرائيل في حرب 73 مازال عالقاً في الأذهان، كان الإعلام عند زايد وراشد وخليفة هو الشراكة في البناء والتطور الحضاري، ومازال كذلك عند قيادتنا، لهذا غاب التصادم الذي عرفته مجتمعات أخرى، وغاب الشك في النوايا، وكان ذلك هو سر التطور والتقدم الإعلامي في الدولة.
حيث تجاوزنا المراحل، ومنحنا المنطقة كلها رئة تتنفس بها من خلال مدينة الإعلام بدبي، ولم نشهد ما يسمى بالصحافة الصفراء، أو الإعلام اللا أخلاقي، القائم على التشهير والابتزاز، ولم تسد في أي لحظة من اللحظات النية السيئة، كان ولا يزال وضوح الرؤية مبنياً على نقاء السريرة.
نحن أقمنا شراكة فعلية بين الدولة والإعلام، شراكة من أجل الوطن، فلم تنظر القيادة في يوم من الأيام إلى ما يكتب أو يقال، سواء كان رأياً أو نقداً لوضع على أنه موقف عدائي، ولم يتصيد إعلامنا الأخطاء، ولم يتجاوز الجهود التي تبذلها الأجهزة التنفيذية، ولم تتجاهل تلك الأجهزة ما يتداول عبر وسائل الإعلام، وكانت النية الحسنة هي العامل المشترك بين الدولة والإعلام.
مثلنا لا ينبهر من المكانة التي وصلنا إليها، لأننا اعتدنا على مبادرات قيادتنا، وقد عايشنا انطلاقة أغلبها، ورأينا كيف تشد انتباه الجميع، وتتحول إلى أمانٍ يتمناها كل إنسان في بلاده، وليس منتدى الإعلام العربي إلا نموذجاً، واليوم أيضاً يتبعه نموذج آخر، هو جائزة الصحافة العربية التي تتربع على قمة الجوائز المكرمة للمبدعين من أهل المهنة التي عانت كثيراً في أماكن كثيرة، ولكنها هنا كانت ولاتزال شريكاً في التنمية الشاملة.
تحية لكل الذين يقفون خلف المنتدى والجائزة، وفي مقدمتهم نادي دبي للصحافة.