قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لم يخِبْ رهاني على المصريين يوما ولم يخذلني حماسكم.
وأضاف خلال كلمة للشعب المصري، بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية لفترة ثانية: أيها الشعب الأبيّ الكريم، الذى يثبت فى كل وقت وحين أنه شعب نابض بالحياة وقادر على تحدي التحدي ذاته، شعب قادر على إنفاذ إرادته الحرة وإعلائها فوق أية أهـواء أو مصالـح إلا مصالح الوطن وغاياته.
أتحدث إليكم اليوم مجددا معكم عهد الصدق والشفافية الذى عاهدتكم عليه، وأتجرد فى خطابى إليكم من قواعد اللغة الرسمية، أو التراكيب اللغوية المعتادة، سأحدثكم بمشاعر الفخر والاعتزاز التي أحاطتني وأنا أتابع عن كثب مشاهد احتشادكم أمام لجان الاقتراع، ولم يكن احتشادكم بهذه الصورة الوطنية المبهرة من أجل اختيار شخص يرأس الدولة بل كان احتشادا لتجديد العهد على مسار وطنى، انحاز أبناؤه له وقرروا الاستمرار فى خوض معركتى البقـاء والبناء.
وقال الرئيس المصري: إن فخرى واعتزازى بكم مسألة راسخة فى يقينى، وثقتى فى عبقرية الأمة المصرية لا تحتمل الشك أو التأويل، وعلى الدوام كانت اختياراتى الوطنية المنحازة لإرادة المصريين نابعة من هذه الثقة، ومن يقينى بأننا أمة عظيمة تستشعر الصدق وتصدقه بمقدار ما تستشعر كذب من يتاجر بأحلامها ومستقبلها وتثور عليه.
وتابع السيسي: وأقـول لكم بكـل الصـدق والتجــرد، إن كـل التحديـات الـتى واجهنـاهـا، وكـل المشكلات التي اقتحمناهـا، وكـل الأزمات التى عبرناها، كان السـر فى تحقيق الانتصار عليها، هو الرهان الصادق على عبقرية هذا الشعب، وثراء خلفيته الحضارية والثقافية، وتاريخــه الممتـد بامتـداد الحضـارة ذاتهـا، ولم يخـب رهانى على المصريين يوما، ولم يخذلنى إخلاصهم وحماسهم وتجردهم، واستنهضنا سويا قدرات الأمة بكل مكوناتها وأعمدتها، وها هو الوطن العظيم يرسم لنا وبنا لوحة وطنية رائعة، مرة أخرى لوحة لم يستثنى منها أحد، وكان مشهد الاصطفاف الوطنى لكل أطياف النسيج المصرى، مبهـرا وباعثـا علـى الأمل. فها هى الأسرة المصرية تتقدم بثبات وطمأنينة، شبابا مفعما بالحماس والأمل، وشيوخا يؤدون حق الوطن، وعمالا يصنعون المجد، وفلاحين يزرعون الحلم، وتقدمتهم المرأة المصرية صوت الضمير، وأيقونة التحدى، رمز التضحية والصلابة فى مواجهة التحديات، مما رسخ لدى اليقين بأنها هى أعظم جملة مصرية فى سجل الشرف الوطنى، وقد كان هذا الاصطفاف الوطنى دليلا دامغا على قوة ومتانة البناء المصرى وصلابته، فى مواجهـــة مــن أرادوا هدمــه.
وقال: وازدانت تلك اللوحة الوطنية بأبطال مصر من القوات المسلحة والشرطة المدنية، الذين عقدوا العزم على توفير أقصى درجات التأمين والسلامة، لجموع الشعب المصرى وحمايتهم، وهم يعبرون عن إرادتهم٬ وتحت إشراف قضائى كامل من قضاة مصر الأجلاء، الذين عبروا عن الشفافية والتجرد بكل صـدق وإخـلاص.
وأضاف: ليس لدى ما أقوله لكم سوى أن أتوجه إليكم جميعا بالتحية والتقدير والاحترام، على ما بذلتموه وتبذلونه من أجل مصر، ذلك الوطن العزيز، وأعدكم وعــد الصدق المبين بأن أظل على عهدى معكم، مخلصا فى عملى غير مدخر لجهــد، من أجل رفعة وطننا العظيم، وساعيا لبناء مؤسساته بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة، وباحثا عن مكانته بين الأمم، عاقدا العزم على تحقيق التنمية والاستقرار، وتوفير الحد اللازم من جودة الحياة لأبنائه، وأعدكم بأن أعمل لكل المصريين دون تمييز من أى نوع، فالذى جدد الثقة بى وأعطانى صوته لا يختلف عمن فعل غير ذلك، فمصر تسع كل المصريين، ما دام الاختلاف فى الرأى لم يفسد للوطن قضية، والمساحات المشتركة بيننا أوسع وأرحب، من أيدلوجيات محددة أو مصالح ضيقة، ولعل العمل على زيادة المساحات المشتركة بين المصريين، سيكون على أولويات أجندة العمل الوطنى خلال المرحلة المقبلة.
وقال السيسي: وبهذه المناسبة العظيمة أتوجه بالشكر والتقدير لموسى مصطفى موسى، والذى خاض وأعضاء حملته الانتخابية منافسة وطنية شريفة ومتحضرة، دللت على ما يتمتع به من حس وطنى عال وأداء سياسى راق.
وتابع: إن هذا الوطن العظيم يستحق منا أن نعمل من أجله، فنزرع له الأمل، ونصنع له المستقبل، ونكتب له تفسير حلمه، ونرسم له طريقا للغد، يعبر به نحو ما يستحقه ويليق بتضحيات أبنائه، إن مصر لن يبنيها أو يحميها سوى أبنائها، هذه نبوءة التاريخ التى ستحققها الجموع مــن أبناء أمتنا، مردديـن فى كـل وقت وحين «تحيا مصر ..تحيا مصر».