لا أخفى إعجابى بالخطوات المتعاقبة السريعة للإصلاح الاجتماعى والثقافى والقيمى والاقتصادى التى يطلقها الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودي، وأقول انها دفعتنىت بقوة ـ إلى إعادة النظر فى انطباعى عن الطريقة التى تُحكم بها السعودية وشكل المجتمع السعودى وفرضت على عقلىت أيضا ـ إعادة الاعتبار لهذا المجتمع، ولقد جاءت مساندة الملك عبدالله ـ رحمه الله ـ لثورة 30يونيو العظمى، ثم خطوات الأمير محمد بن سلمان لتحديث السعودية لتقدم لى إشارة (ساطعة الإضاءة) للدور الذى يمكن أن يلعبه هذا البلد، أقول هذا وأنا بحكم تكوينى بعيد جدا عن سكب الإطراء على المجتمعات الأبوية وبالذات الصيغة العربية منها، وبخاصة مع تجربتى القاسية جدا التى عانيت فيها من رجعية وجمود وتخلف بعض رجال الدين فى السعودية والتى وقفوا فيها (منتصف الثمانينيات) بعنف ضد مجلة سعودية رأست تحريرها ووضعت فيها كل طاقتى وتخصصى لمجرد أنها تحتوى صور نساء فنانات! وأخيرا شاهدت حلقة من برنامج 60دقيقة مع شبكة (سى بى إس نيوز) تضمنت لقاء مع الأمير محمد بن سلمان قبل سفره إلى رحلته الأمريكية، ولفت نظرى كلامه عن أن المدارس السعودية تعرضت لغزو من عناصر جماعة الإخوان ولايزال البعض منهم موجودا، وأيضا وعده بالقضاء عليهم.. هذا ـ بالعربى هو إعمال لمنطق التطهير الذى أراه الوسيلة الوحيدة للتعامل مع طبيعة منظمة الإخوان الإرهابية وفكرها الظلامى العنكبوتى الذى سمحنا له ـ لفترة ـ بغفلة أحيانا أو بغرور أن ينتشر ويستشرى فى بلادنا مركز وقلب العالم العربي، وأرجو أن يصمت كل من يتبنى اللجاج المرذول السمج الذى يقول إن طريقتنا فى التعامل مع الإخوان مختلفة لأن مصر غير السعودية، ففى هذه النقطة بالذات تتماثل الحالة السعودية والحالة المصرى لأن تنظيم الإخوان يستهدفهما معا، وأساليبه تجاههما واحدة، واختراقاته المختلفة فيهما واحدة.. ثم أن فكر الإصلاح لا يعرف فى حالة مواجهة التنظيمات العنيفة التى تحمل السلاح أو تحرض على ذلك ضد الدولة هنا أو فى السعودية، التعامل بكل الحرص الذى نراه أو استخدام الشوكة والسكين فى معالجة موضوع الإخوان.. ومواجهة تغلغلهم فى المدارس خصوصا يحتاج ـ قطعا ـ ألا يكون المرء أمامهم لطيفا.. لين العريكة.. حليق الذقن!