هناك إشارات شبه صامتة تتردد في أوساط معنية بالشأن القطري، أغلبها من داخل قطر، أنها تتحدث عن عودة حمد بن جاسم، ليس بصفته مغرداً على تويتر، وليس لأنه أحد اثنين اتفقا على نشر الفوضى في العالم العربي، وبالتأكيد ليس لأنه يحب الأمير تميم ويواليه كما قال عند تدشين حسابه.
الخبث والإجرام المتأصلان في نفس حمد بن جاسم يأخذان كل مطّلع على الداخل القطري إلى أبعد من ذلك بكثير، إلى حلم كان يراوده عندما بدأ رحلة التسلل إلى قمة السلطة حتى أصبح رئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية لسنوات، وحرك حمد بن خليفة كما شاء، خاصة بعد أن غسل عقله وقلبه ونفسه، ونزع كل ذرة عاطفة كانت بداخله، وابتدأ بخيانة الأب وتشريده حتى أعجزه وهن القهر والجحود والعقوق، ثم كان الإبعاد القسري للأخ الذي خان معه، وحتى وصل إلى ولي العهد الأول، ابنه جاسم، والذي كان يسأل كثيراً، ويتابع شؤون البلاد، وضعهم جميعاً في سلة واحدة، الأب والأخ والابن، وباعهم بأرخص الأثمان، وكان المستفيد من كل الخطوات هو حمد بن جاسم، ولكن «شيئاً ما» حدث ذات يوم ودفع بالابن الصغير تميم إلى الواجهة، وتنازل الأب حمد بضغط من جهة داخلية متمكنة، وهي قطعاً لا تحب بن جاسم، وكان ذلك سبباً في ابتعاده في سنوات حكم تميم، وقد عاد الآن.
هذه عودة مشكوك فيها، فهذا المتعطش دوماً للمؤامرات «لا يهرول عبثاً»، هناك شيء تحت رأسه، ويتضح ذلك من تغريداته، والإشارات التي انطلقت تحلل وتنبش الخفايا، وقد ذهب بعضها في البداية إلى رغبة بن جاسم في لعب دور في المنظومة الحالية التي تدير قطر، ولكن الذين يعرفونه جيداً يذهبون إلى أبعد من ذلك بكثير، فمن يقرأ تغريداته في منتصف هذا الشهر قد يجد مؤشرات واضحة تدل على ما بداخله، فالرجل كما تقول الإشارات الصادرة يبحث عن «رأس السلطة»، فهو لا يقبل بدور «الكومبارس» حتى ولو كان المركز الثاني في الحكم كما كان أيام الأب، وما سرب حتى الآن وإن كان صامتاً وخفياً، هو أنه يطرح نفسه بديلاً لتميم، ويقال بأنه أرسل عبارات «غزل» إلى كثير من الأطراف، وأنها تتضمن وعوداً بإنهاء حالة التوتر بين بلاده والدول المقاطعة لها، وكان آخرها تغريده يوم الأول من أمس للسعودية بعد صواريخ الحوثي.
إنه غزل الأفعى.