تحت رعاية سعادة اللواء عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، رئيس فريق إدارة الأزمات والكوارث في إمارة دبي، نظم فريق إدارة الأزمات والكوارث، الملتقى الأول لخبراء الأزمات والكوارث البحرية في ميناء راشد، بحضور سعادة اللواء أ.د محمد أحمد بن فهد، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون الأكاديمية والتدريب، والسيد علي سالم بن كنيد الفلاسي، مدير مركز الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في امارة دبي، واللواء محمد سعيد بخيت مدير الادارة العامة للخدمات والتجهيزات في شرطة دبي، والعميد عبد الله الغيثي مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات بالوكالة،والسيد مبارك القحطاني مدير إدارة العمليات في المركز الوطني للبحث والإنقاذ، والعميد الدكتور محمد ناصر الرزوقي مدير الإدارة العامة للنقل والإنقاذ، والعميد خالد ناصر الرزوقي مدير الادارة العامة للذكاء الاصطناعي، والعميد سعيد السويدي مدير الإمداد في جهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل في القوات المسلحة، والعميد عمر الشامسي نائب مدير الادارة العامة للعمليات لشؤون العمليات في شرطة دبي، ونخبة من المختصين والخبراء في مجال الأزمات والكوارث البحرية.
وناقش المشاركون في الملتقى سبل إنشاء منصة موحدة لخبراء الازمات والكوارث في المجال البحري والعمل على تبادل الخبرات بين الخبراء والمختصين، وأفضل التجارب والممارسات في هذا المجال والتطبيقات الالكترونية والذكية المستخدمة في الأزمات والكوارث البحرية.
وألقى المقدم أحمد بورقيبة، مدير إدارة الازمات والكوارث بالوكالة في الادارة العامة للعمليات، كلمة افتتاح الملتقى، وقال فيها: يشرفنا في القيادة العامة لشرطة دبي أن نجتمع سوياً تحت سقف واحد في الملتقى الأول لخبراء الأزمات والكوارث المختصين بالقطاع البحري وتحدياته على المستوى الإقليمي والعالمي، وذلك بهدف بناء رؤية شاملة توفر الحلول الناجعة لمواجهة الأزمات والكوارث البحرية ووضع الحلول المستشرفة لمستقبلها.
وتابع: لا يخفى على الجميع الأهمية الكبرى للقطاع البحري على مستوى العالم فهو يُعد شرياناً حيوياً في حركة الاقتصاد العالمي، حيث تبلغ نسبته أكثر من (80%) مقارنة بالقطاعات الأخرى، وتشير بعض الأرقام الأخرى، إلى أن قطاع النقل البحري تبلغ إيراداته حوالي (500) مليار دولار أي ما يعادل حوالي (50%) من الاقتصاد العالمي، الأمر الذي يتطلب منا تعاملاً مهنياً وحرفياً يرقى لتحديات هذا القطاع الحيوي من الاقتصاد الوطني والعالمي.
وأكد المقدم بورقيبة أن إمارة دبي أصبحت بفضل السياسة الحكيمة والرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رقماً صعباً في مجال النقل البحري، ومن هذا المنطلق فإن القيادة العامة لشرطة دبي وفي إطار توجيهات حكومة دبي تحرص كل الحرص على تبادل الخبرات وبناء القدرات اللازمة لضمان رفع كفاءة هذا القطاع الحيوي وقدرته على مواكبة التحديات المستقبلية.
وقال: بحمد الله، تمتلك شرطة دبي من الإمكانيات ما يؤهلها لأن تعمل بالتعاون مع شركائها من المؤسسات الحكومية والخاصة سواء على المستوى الوطني أو الدولي على تطوير هذا القطاع، وتوفير البيئة المناسبة لتبادل الخبرات والقدرات والمهارات اللازمة في جميع المجالات ذات العلاقة بالنقل البحري بما يضمن لهذا القطاع أن يخدم الاقتصاد الوطني.
وأضاف: يأتي هذا الملتقى للخبراء والمختصين والعاملين في هذا القطاع كمبادرة من شرطة دبي لتعزيز عمليات التواصل وتوفير منصة علمية وعملية للعاملين سواء من الشركات المتخصصة أو الموارد البشرية المعنية بتطوير قدراتها للاستجابة لتحدياته التي تتزايد مع زيادة الاعتماد على هذا القطاع الحيوي.
وأشار إلى أن الملتقى يسعى من خلال مشاركة الخبراء إلى الخروج بتوصيات تساهم في استشراف مستقبل العمل في القطاع البحري وتساهم في تحقيق الأمن والأمان في هذا القطاع الهام، وتعزيز القدرة على التعامل مع الأزمات والكوارث بحرفية بالغة.
وتابع : ونسعى في هذا الملتقى إلى أن يكون منصة موحدة لخبراء الأزمات والكوارث في المجال البحري لتبادل الخبرات والتجارب، والتعريف بالأزمات والكوارث البحرية المستجدة ودراسة أهم الآليات للتعامل معها، والاطلاع على أفضل التجارب والممارسات، والتطبيقات الإلكترونية والذكية والعمل على نشرها وتعميمها والاستفادة منها.
وناقشت الجلسة العلمية الأولى للملتقى آليات التعامل مع الأزمات والكوارث في الحوادث البحرية ونماذج من كيفية التعامل معها، حيث عرض العميد عمر الشامسي نائب مدير الادارة العامة للعمليات لشؤون العمليات في شرطة دبي تجربة التعامل مع حادث سقوط 56 حاوية فارغة العام الماضي في مياه البحر جراء العوامل الجوية والرياح الشديدة، مشيرا إلى أن التعامل مع الحادثة أكد أهمية وجود تنسيق مباشر مع كافة القطاعات العاملة في مجال الازمات والكوارث البحرية الأمر الذي انتهى إلى إنشاء “مبادرة مشروع الأمن البحري”.
وبين أن المشروع عبارة عن إنشاء غرفة لعمليات القطاع البحري وتشكيل لجان مشتركة بين كافة الإدارات المعنية ووضع نظام تتبع للسفن القادمة إلى دبي، وربط الكتروني لتصاريح الابحار، وتوفير8 نقاط إسعافيه، وإعداد سجل للمخاطر إلى جانب دراسة التشريعات الخاصة ومدى الحاجة لاستحداثها.
ومن جانبه قدم السيد يوسف أحمد آل علي من المركز الوطني للبحث والإنقاذ في أبو ظبي شرحا حول مشروع محطات الراديو الساحلية المفعل في المركز وآلية التعامل مع التنبيهات الخاطئة من أجهزة الاستغاثة، فيما قدم المهندس مصطفى الوزني من الهيئة الاتحادية للمواصلات البحرية والبرية شرحا حول نظام “التعريف الآلي الخاص بالسفن” في الهيئة، مشيرا إلى أن النظام يوفر معلومات حول مكان تواجد السفن وسرعتها والقدرة على التواصل معها من خلال المحطات الارضيّة وذلك بهدف تحقيق الجوانب الأمنية والبيئية والقدرة على التعامل مع الحوادث وتوفير المعلومات حولها بسرعة.
وفِي السياق ذاته، قدم السيد غريم آيانهاردينغ من جنوب افريقيا شرحا حول تجربة الأمن البحري في دولة جنوب افريقيا في التعامل مع الحوادث البحرية وذلك من خلال التنسيق مع كافة العاملين في القطاعات الشرطية والاسعاف والدفاع المدني ، مؤكدا أن الدولة عملت على تدريب متطوعين ليكونوا جاهزين دائما في حال وقوع كارثة أو أزمة بحرية ويتم استدعائهم فورا في حال وقوع أي حادثة.
أما الجلسة العلمية الثانية فتطرقت إلى كفاءة إدارة العمليات البحرية حيث قدم الكابتن ناصر علي سبت من موانئ دبي العالمية شرحا حول كفاءة اداة العمليات في الموانئ وآليات مواجهة التحديات الطارئة، فيما قدم الدكتور أحمد مرسى الجغبير المستشار القانوني في مكتب الأمين العام للجنة دبي للتشريعات شرحا حول التشريعات البحرية في إمارة دبي.
وقدم السيد نافيد بشير أحمد من شركة مبارك مارين البحرية شرحا حول آليات الإنقاذ والاستجابة فيما قدم السيد هانس دانيال من الإنقاذ البحري في جنوب افريقيا تدريبا أمام المشاركين في الجلسة في مجال العمليات البحرية.
وخصصت شرطة دبي الجلسة العلمية الثالثة والأخيرة في الملتقى كجلسة نقاشية وعصف دهني بين كافة الحضور حيث تبادلوا الأراء ووجهات النظر في التشريعات البحرية وأنظمة التتبع وكفاءة أدائها ونظام الازمات والكوارث وأنظمة حماية المنشآت الهامة والمرافق ونظام الاستغاثة وآليات الاستجابة.
كما وتضمن الملتقى معرض مصاحب عرضت خلاله الجهات المشاركة أحدث تقنيات الإنقاذ البحري والتعامل مع الأزمات من طرادات ودراجات مائية وسيارات اسعاف وأدوات متعددة الاستخدام، فيما شاركت إدارة الأمن السياحي في عرض سيارات شرطة دبي الفارهة على المشاركين في الملتقى.
وفِي ختام الملتقى، كرم العميد عمر الشامسي يرافقه المقدم أحمد بورقيبة المتحدثين الرئيسيين على مشاركتهم الفاعلة والراعي الرسمي شركة مبارك مارين البحرية.