ظن الحوثي أنه سيغير المعادلة في اليمن بإطلاق بضعة صواريخ تجاه العاصمة السعودية ومناطق أخرى، ضحك عليه الإيرانيون، أوهموه أن ذلك عمل بطولي، اعتقاداً منهم بأن بلادنا تهاب صاروخاً أو يهزها عمل إجرامي.
لقد حدث ما حدث مساء الأحد، قال كبير الحوثيين إنه يملك طائرات مسيرة وصواريخ يجهز بها مفاجأة، وبعد وقت قصير أطلقت الصواريخ، ودمرت قبل أن تصل إلى الأرض وكأنها لم تكن، فالرجال على أهبة الاستعداد لمواجهة كل المخاطر، فنحن في حرب، ومنذ اليوم الأول لانطلاق عاصفة الحزم توقعنا كل شيء من إيران في اليمن.
فهذا مشروعها التوسعي يوأد قبل أن يتمكن من الوقوف على رجليه، وكنا على استعداد تام لتقبل التضحيات، وقد قدمنا الشهداء بنفوس راضية، وأكملنا المسيرة بثقة كبيرة، فنحن لم نذهب إلى اليمن غزاة ومحتلين أو طامعين، بل ذهبنا حماة لأوطاننا وللشرعية، ودفاعاً عن الشعب اليمني الذي أريد له أن يكون أسير فكر وعقيدة تفرض عليه فرضاً، وها نحن نرى السواعد الفتية تبني المناطق المحررة، وتغيث سكانها.
وتطبب الذين سقطوا ضحية بطش ذلك الطامع المستبد، المدارس عادت، والمستشفيات جهزت، والمياه وصلت، والغذاء انتشر في كل مكان، حتى المناطق التي مازالت تحت سيطرة ميليشيا إيران يصلها الغذاء من أبناء زايد وسلمان، فكل اليمنيين عندنا سواء، من كانوا في صنعاء أو صعدة أو حضرموت أو عدن، ولم تصدر عن قواتنا المتحالفة أي بادرة تخالف شرعاً أو قانوناً إنسانياً، لم نبحث عن نصر متعجل رغم أننا أثبتنا ذلك في عدة مناطق.
وعدن وحدها تقول لكم ما لم يقل، وحضرموت من بعدها، حيث لم يحتج تحريرهما من الحوثي والقاعدة إلا ساعات قليلة، وصبرنا على الحرب ثلاث سنوات كاملة حفاظاً على اليمن وشعبه الشقيق، إنها طبيعة أهل السعودية والإمارات ومن معهما في التحالف، ليسوا طلاب تدمير وموت وتفاخر في ظل القوة، بل دعاة سلام وأمان واستقرار واحترام.
ولهذا لا تزال أبواب السلم مفتوحة للفئة الباغية، أولئك الذين غرتهم عمائم الملالي في طهران، وخدعتهم قطع الحديد التي وصلتهم، فظنوا أنهم قادرون على تغيير الوضع على الساحة العسكرية، فخابوا، وخابت آمال الذين زجوا بهم في أتون الاقتتال، ولم تنفعهم الألعاب النارية التي تدعي إيران أنها صواريخ حديثة، فقد رأيناها تتساقط مثل الذباب قبل يومين.