استقل ما يقرب من خمسة آلاف مقاتل من المعارضة السورية وعائلاتهم 77 حافلة، في انتظار مغادرة الغوطة الشرقية في اليوم الثاني لعملية إجلاء من معقلهم السابق قرب العاصمة دمشق.
وتوصلت جماعة فيلق الرحمن، وهي الجماعة الرئيسية في منطقة عربين بالغوطة الشرقية، لاتفاق يوم الجمعة يسلم بموجبه المقاتلون المنطقة للحكومة وينقلون إلى منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن نحو ألف مقاتل وأقاربهم غادروا يوم السبت.
وبعد هجوم جوي وبري مستمر منذ شهر واتفاقات إجلاء مع فيلق الرحمن وجماعة أحرار الشام، تسيطر القوات الموالية للحكومة السورية على معظم المعقل السابق للمعارضة الذي يبعد 15 كيلومترا إلى الشرق من دمشق.
وقبل الهجوم الأخير، كان عدد سكان المنطقة 400 ألف نسمة. وتتعرض المنطقة لحصار قوات الحكومة منذ 2013 ولم يبق تحت سيطرة المعارضة المسلحة سوى مدينة دوما وهي أكثر المناطق كثافة سكانية في الغوطة الشرقية.
وهناك مفاوضات جارية لم تسفر عن اتفاق حتى الآن بين قوات الحكومة وجماعة جيش الإسلام، وهي الجماعة الرئيسية في دوما، التي قالت إنها تريد البقاء.
وخرج عشرات آلاف المدنيين من دوما سيرا على الأقدام خلال فترات هدوء للقصف خلال الأيام السبعة الماضية. وغادر مئات المدنيين المنطقة يوم الأحد وهم يحملون أطفالهم وأمتعتهم.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن ما يربو على 108 آلاف مدني غادروا الغوطة الشرقية منذ أن قالت قبل شهر إنها ستشرف على وقفات إنسانية يومية أثناء المعارك.
وتقول موسكو ودمشق إن حملة الغوطة ضرورية لوقف قصف المعارضة للعاصمة.
وقال مصدر عسكري لرويترز إن إجلاء مقاتلي فيلق الرحمن القادمين من زملكا وجوبر وعين ترما وعربين سيستغرق يومين. وقد بدأ المقاتلون في ركوب الحافلات صباح الأحد لكنهم لم ينطلقوا بعد.
ونقل التلفزيون السوري لقطات لصفوف حافلات خضراء تنتظر. وشوهد طفل صغير يعلق يده الملفوفة بضمادة من نافذة إحدى الحافلات. وغطى بعض الرجال وجوههم وهم ينتظرو