نزع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الغشاوة عن أعين المتفذلكين، أولئك الذين يبدو أنهم اختاروا مخالفة الطبيعة فمالوا إلى «الكفة الأخرى».
في قضية إيران معنا ليس هناك مكان للضبابية، وخاصة من الصديق، أما العدو فقد عرفناه من قبل، ولا يغضبنا موقفه، ولدينا القدرة الكاملة للتعامل معه، ما يهمنا هو ذلك الذي يضع يده في يدنا وتربطنا به علاقات احترام ومحبة ومودة، ونتشارك وإياه مصيراً واحداً، ذلك الذي إن أصابنا مكروه طاله المكروه، وإن أصابه شر وصل إلينا الشر، إنها قاعدة الارتباط، وهي قاعدة ثابتة وراسخة الأركان، وعندما تتطاير علينا صواريخ إيرانية لا تكسر القواعد والثوابت بالسؤال عن أمن إيراني في ظل الظروف المتأزمة في المنطقة، فكل الأزمات من صنع إيران، التأزيم الطائفي والمذهبي في العراق سببه الأحزاب والجيوش المتمذهبة والمؤتمرة بأوامر سليماني والحرس الثوري، والفرز القومي والطائفي والمذهبي، والقتل بالهوية والانتماء في سوريا بدأ من الإيرانيين وأتباع حزب نصر الله الإيراني، وتفجيرات البحرين والأحساء نفذتها أياد مجرمة تتبع ذلك الولي الفقيه، وحوثي اليمن صنيعة إيران، وما لديه من سلاح كان ولا يزال يصله من إيران، وممرات التهريب معروفة، ومع ذلك هناك من يطلب دليلاً رغم ما تشهده حدود المملكة من اعتداءات ينتج عنها سقوط ضحايا من المدنيين.
إيران لا تنكر أنها موجودة في كل البقاع العربية المتأزمة، خطباء جمعتها وقادة حرسها، وأصحاب اليد الطولى في حوزة الولي الفقيه، هم لا ينكرون ذلك، ولكن من أراد أن ينتفع يحاول أن يمسح آثار الجرم الإيراني، فأخطأ في حق نفسه وفي حق أهله وفي حق أمته.
نحن واضحون، لا نلعب على حبال السياسة، بل نشدها متى ارتخت، ولا نسمح لأحد بأن يحشد الحشود على حدودنا ونتفرج عليه، ولا نقبل بحروب بالوكالة، هكذا يقول رجالنا، قادتنا، من لا يساومون على مصلحة أوطانهم، ولا يقبلون بما يعتقده الآخرون أمراً واقعاً، وكان الأمير محمد بن سلمان واضحاً، فإيران المؤدلجة لا تخيفنا، ولا نعتبرها منافساً في كل المجالات، وعلى رأسها العسكرية والاقتصادية، ولن نسكت على أفعالها، ولن ننتظر من أحد أن يبرر جرائمها، ولن يتكرر الخنجر الذي حاولت أن تغرزه في ظهرنا بواسطة الحوثي