هل رضخ النظام القطري لمطالب دول التحالف الرباعي؟ وأتحدث هنا عن قائمة الإرهاب التي أعلنها النظام القطري يوم أمس عبر موقع الاتصال الحكومي، وتضمنت شخصيات ومنظمات كانت أساسًا دولُ التحالف الرباعي قد أعلنتها إرهابية منذ بدايات الأزمة القطرية. إذ رغم محاولات النفي والإنكار والاستهزاء التي انبعثت عبر الإعلام القطري، بدءًا بقناة الجزيرة وانتهاء بالقناة القطرية الرسمية، تجاه قوائم الإرهاب الصادرة عن دول التحالف الرباعي، فإن النظام القطري يأتي اليوم ليؤكد أن ما قالته دول التحالف الرباعي كان صحيحًا وأكيدًا، وأن كل ما صدر عن الإعلام القطري كان كذبًا وتهريجًا. لكن يبقى السؤال: هل كان هذا التحرك من جانب النظام القطري استجابة لمطالب دول التحالف الرباعي أم أنه مجرد مناورة يريد النظام القطري من خلالها أن يُوهم المجتمع الدولي وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية عن جهوزيته المزعومة لمحاربة الإرهاب؟ وهو بالطبع الإرهاب الذي يرعاه النظام القطري نفسه!
ولذلك فإنه من المهم هنا أن نشير إلى أن النظام القطري كان قد وقَّع مذكرة تفاهم لـ«محاربة الإرهاب» مع الولايات المتحدة في عهد وزير الخارجية الأمريكي المقال ريكس تيلرسون، وكان ذلك في يونيو من العام الماضي، إلا أنه منذ تلك الفترة، لم يتخذ النظام القطري أي إجراء يدلل على صدق نواياه في مكافحة الإرهاب، ولم يأتِ التحرك الأخير بإعلان قائمة الإرهاب هذه، والتي تضم من بين أفرادها عشرة قطريين من بينهم المدعو عبدالرحمن عمير راشد النعيمي، إلا بعد إقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون المعروف بتعاطفه وانحيازه تجاه النظام القطري، واستبداله بالصقر الجمهوري مايكل بومبيو الذي لا يُخفي عزمه محاربة الدول الداعمة للإرهاب، ليكون النظام القطري قد فقد بذلك ورقته الرابحة في البيت الأبيض، وبات يواجه مصيرًا محتومًا وموسومًا بالكثير من المتاعب والمشاكل، في ظل إقدام دول التحالف الرباعي على تجفيف منابع الإرهاب المدعوم والممول من النظام القطري، حتى لو كان ذلك يعني استمرار المقاطعة والإجراءات ضده إلى الأبد!
ومن هنا فإن ما أذهبُ إليه من رأي هو أن النظام القطري قد اضطر اضطرارًا وأُرغم إرغامًا على إصدار هذه القائمة التي تفضح مراوغته وكذبه طوال الفترة الماضية، مراعاة لقدوم وزير خارجية أمريكي جديد يتفق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواقفه، وما يعنيه ذلك من انحشار النظام القطري في زاوية ضيقة، إلا أن ذلك في الوقت نفسه لا يعني أن النظام القطري قد عزم على التخلي عن أجنداته في دعم الإرهاب.