600 خبير ومشارك من 50 دولة لاستشراف مستقبل السعادة الوظيفية
برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وبدعم القيادة العامة لشرطة دبي للاستثمار في توسيع آفاق التنمية البشرية، انطلقت فعاليات الدورة 47 لمؤتمر الاتحاد الدولي لمنظمات التدريب والتنمية (IFTDO) في أكاديمية شرطة دبي، تحت شعار “المستقبل هو الآن- خلق السعادة في بيئة العمل”، وبارتكاز كلي على فنون الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تنمية المجتمعات الإنسانية، وتأملات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في السعادة والإيجابية والتنمية البشرية المستدامة.
شهد حفل الافتتاح سعادة اللواء عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، واللواء الأستاذ الدكتور محمد أحمد بن فهد، مساعد القائد لشؤون الأكاديمية والتدريب، سعادة عبد الله علي بن زايد الفلاسي المدير العام لدائرة الموارد البشرية في دبيوراج أويكلو، رئيس الاتحاد الدولي لمنظمات التدريب والتنمية، ومساعدي القائد العام لشرطة دبي وكوكبة رفيعة المستوى من ضباط ومدراء تنفيذين يمثلون شركات ومؤسسات محلية وخليجية وعالمية، إضافة إلى 600 خبير ومشارك من 50 دولة، وخبراء من منظمات دولية للتدريب والتنمية البشرية، يشاركون على مدى يومين في ندوات وورش عمل متخصصة بفندق ويستن في مدينة الحبتور في دبي.
وقال راج أويكلو، رئيس الاتحاد الدولي لمنظمات التدريب والتنمية، خلال كلمته: نوجه كل الشكر والتقدير للقيادة العامة لشرطة دبي، على إدارتها ودعمها نقاشات عالمية لتعزيز السعادة الوظيفية، وحرصها على استعراض أفضل الخبرات والتجارب والأبحاث العملية والممارسات المطبقة في هذا المجال، وذلك بما يساهم في ابتكار سياسات عصرية لإدارة الطاقات البشرية بكفاءة عالية، وإننا فخورن بتزامن انعقاد المؤتمر مع عام زايد، لاسيما وأن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قدم للإنسانية مبادرات عظيمة وإسهامات جليلة، من أجل بناء مجتمعات إيجابية تحرص على البناء وتستشرف المستقبل لما فيه خير أوطانها.
وأوضح اللواء الدكتور محمد أحمد بن فهد، مساعد القائد العام لشؤون الأكاديمية والتدريب، رئيس مؤتمر منظمات التدريب، أن القيادة العامة لشرطة دبي وبتوجيهات سعادة اللواء عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، تدرك أهمية السير على نهج القيادة الرشيدة في استشراف المستقبل السعادة الوظيفية والاستثمار في تطوير الموارد البشرية لتعزيز القدرة التنافسية، وقال: نفخر بتنظيم فعاليات الدورة 47 لمؤتمر الاتحاد الدولة لمنظمات التنمية والتدريب، واستضافة 25 من الخبراء الدوليين والعالميين وأصحاب الاختصاص في مجالي التدريب والموارد البشرية، هذا المجال الذي يعد من أهم الموارد الإستراتيجية في المنظمات الاقتصادية والأمنية والمجتمعية وغيرها، لاسيما وأن المواد البشرية هي التي تحدد مستوى أداء هذه المنظمات ونجاحها، كما إنها وبما تملكه من معارف ومهارات مثل الليونة والإبداع وسرعة التفاعل والتواصل والابتكار، فإنها تمكن المنظمات والمؤسسات والشركات من تحقيق ماتصبو إليه، ما يؤكد أنها القوة الحقيقية الدافعة ودينامو التطوير والتغيير.
وتحدث العميد الدكتور غيث غانم السويدي، مدير أكاديمية شرطة دبي، عضو اللجنة العليا لتنظيم هذا الحدث العالمي، عن وصفة نجاح القيادة العامة لشرطة دبي في تدريب وتنمية مواردها البشرية، موضحاً أن سيرها على نهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في دعم الإبداع وتكريم المبدعين، إضافة إلى براعتها في الإتيان بالأفكار النوعية المحفزة على الدوام، وحرصها على الاعتراف بجهود موظفيها وتقديرهم، كل ذلك جعل منها مؤسسة أمنية رائدة وحلم كل الباحثين عن بيئة عمل سعيدة وطموحة وإيجابية، وقال: أفادت كثير من الأبحاث الخاصة بجانب الإبداع والتجديد في المؤسسات أنه عادة ما يتمثل السبب الرئيسي الكامن وراء حرمان الأفكار العظيمة من رؤية النور في المديرين أنفسهم، وإذا بحثنا في الأمر، فإننا سوف نجد عدة أسباب كامنة وراء ذلك، مثل افتقار المدير لمهارات إبداعية معينة يمتلكها أحد الموظفين، ونتيجة لذلك يتقرر استبعاد الفكرة الجديدة النوعية خوفاً من احتمال أن يترتب عليها مخاطر كثيرة، بينما قد تكون تلك الفكرة في حقيقة الأمر نواة لفتح مجال جديد للتغيير إلى الأفضل، وهنا يبرز دور اللواء عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي نائب رئيس اللجنة العليا لمؤتمر (IFTDO)، لاسيما وإنه يشجع الأفكار غير التقليدية، ويسعى دائماً نحو التركيز على الأهداف، ويتيح الفرص أمام موظفي شرطة دبي للمساهمة في تحقيق أعلى معدلات النجاح.
من جانبه قال المقدم ناصر محمد محسن الحاج، مدير مكتب التطوير المؤسسي في قطاع الأكاديمية والتدريب: يعد التدريب أحد أهم المواضيع الهامة بالنسبة للمؤسسات في الوقت الراهن، وخاصة في ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية التي تؤثر على أهداف واستراتيجيات الشركات والمؤسسات، وتجعلها في أمس الحاجة إلى رفع قدرتها التنافسية من خلال تعزيز أدائها، هذا التعزيز الذي لا يأتي إلا من خلال تعزيز الإيجابية والسعادة في مكان وبيئة العمل.
وأضاف: ثمة فارق كبير يفصل بين احتياجات الفرد للتدريب وتحديد احتياجات القسم أو المؤسسة ككل للتدريب، بيد أن المبادئ نفسها تنطبق في الحالتين كلتيهما، وهذا ما تضيء عليه بعض ورش العمل والندوات المتخصصة خلال مؤتمر (IFTDO).
وعن حفل الافتتاح الذي كان بمثابة معزوفة فنية جميلة، تم تقديم عروض بصرية وموسيقية وشعبية متنوعة وفق أعلى المعايير التقنية والتكنولوجيا الحديثة، بحيث مزجت جميعها بين الماضي والحاضر بأسلوب عصري، أوضح النقيب فهد جاسم الغص، رئيس قسم التعاون الدولي عضو اللجنة التنفيذية لتنظيم المؤتمر، أنه تم تصميم حفل الافتتاح بدقة عالية لتحقيق تبادل معرفي وثقافي أفضل، لاسيما وإن الحدث يستقطب 600 ضيف من مختلف دول العالم، وقال: أبرزت فقرات حفل الافتتاح التراث المحلي، ونهضة الإمارة، كما سلطت الأضواء أيضاً على دور الخدمات الأمنية في منظومة السعادة، وذلك ضمن تسلسل درامي شيق، استمد قوته من أفلام قصيرة تناولت أقوالاً خالدة للمغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستمد جماله ورونقه من ظهور الجِمال في ميدان أكاديمية شرطة دبي، وذلك أثناء تقديم الفِرق الشعبية لوحات تراثية فنية، واكبها مشاهد طبيعية من الصحراء على الشاشات.
ولم تتوقف مفاجآت الحفل عند ذلك الحد، بل امتدت لتأسر الجمهور بعرض مهيب لسيارات شرطة دبي الفارهة، بما يعكس للضيوف مستوى حداثة وتطور القيادة العامة لشرطة دبي.
وتستضيف فعاليات الدورة 47 لمؤتمر اتحاد منظمات التدريب والتنمية، أحد النماذج المضيئة من فئة أصحاب الهمم، وهو سمير إبراهيم عبدالهادي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ساميتك الشرق الأوسط، للتجهيزات الأمنية، وقال: لم تمنعني إعاقتي يوماً عن مواكبة مستجدات الساحة المعرفية، وأشكر شرطة دبي على دعوتي للمشاركة في (IFTDO)، هذا الحدث الذي يمكن ضيوفه من صناع قرار ورواد أعمال على تكوين شبكة علاقات أوسع، وتبادل المعلومات، ومعرفة الاتجاهات الحديثة في علم الإدارة والتعليم والتدريب، والاطلاع على تجارب الآخرين والاستفادة من أفكارهم وأبحاثهم العلمية فما يتعلق بفهم احتياجات الموارد البشرية وآليات التطوير والتنمية والتدريب وتحسين بيئة العمل.