تقارير غربية تتحدث عن جبهة جديدة ستفتح ضد مصر من الناحية الغربية، من ليبيا حيث يجتمع الدواعش الهاربون أو المهربون من العراق وسوريا، وعندما تصدر إشارات من الغرب وتنشر وسائل إعلامه أخباراً عن تسلل عبر الحدود وبمساعدة قبائل ليبية، فإننا نتوقع عمليات إرهابية في الأيام القادمة.
ورغم أننا لا نخاف على مصر من مثل هذه الأعمال، لثقتنا بجيشها وأجهزتها الأمنية وصلابة قيادتها، خاصة بعد تجربة الإرهاب في سيناء وفشله في التأثير على تماسك المصريين وثباتهم، لهذا لن نخشى من فلول ذلك «الوهم» المسمى بداعش، فالذين هربوا من العراق وسوريا بعد أن ألقوا سلاحهم وحلقوا لحاهم سيواجهون مصيراً أكثر قسوة في أرض الكنانة.
ومع ذلك نعيد سؤالاً طرحناه عندما أعلن عن هزيمة داعش في العراق وزوال أكذوبة الدولة التي أقيمت على ثلث أراضي بلاد الرافدين، أين ذهب الدواعش؟
يومها قلنا إن عشرات الآلاف حسب المصادر الاستخبارية المحلية والأجنبية لا يمكن أن يتبخروا في الهواء، فالجيش العراقي مع الحشد الإيراني وبرعاية التحالف الدولي أعلنوا عن بضع مئات من القتلى، وبعدها قيل، وكان مصدر ذلك القول نفس الأجهزة الاستخباراتية، قيل بأن الدواعش يتجمعون في ليبيا وسيناء والساحل الإفريقي، وهنا يبرز ألف سؤال، ولكن السؤال الأهم هو من «متعهد» نقل الدواعش براً وبحراً وجواً؟
الإجابة واضحة، فمثل هذا العمل بحاجة إلى دولة، لا، بل إلى عدة دول حتى يتم، فالمقاتلون العرب والأجانب وجدوا ممرات آمنة في الأراضي العراقية، وهناك توجد قوات الحرس الثوري مع قاسم سليماني والحشد التابع له، وتوجد في الشمال تركيا التي وصلوا إلى العراق عن طريقها،.
ومن غير المستبعد أن يعودوا إليها، فهناك التنظيم الأم لهم ولكل الإرهابيين، الإخوان المتربعون في أعلى مناصب الدولة ومفاصلها، وسواء ذهبوا شرقاً إلى إيران أو شمالاً إلى تركيا، فقد وجدوا ملاذاً، وجهزت لهم الوسائل المضمونة للانتقال بسلاسة إلى ليبيا، وفي ليبيا هناك عبد الحكيم بلحاج الذي يدير إحدى الدويلات، والمدعوم مالياً ولوجستياً من قطر، وهو مالك الأسطول الجوي والبحري الرابط بينه وبين مطارات وموانئ تركيا.
لقد أغمضت دول كثيرة عيونها عن عمليات ترحيل الدواعش ليكملوا استهداف الأمن في دول أخرى، وأولها كما تشير التقارير هي مصر، وستكون مصر مقبرة لهم.