تحت شعار “المستقبل هو الآن- خلق السعادة في مكان العمل”، تشهد أكاديمية شرطة دبي، مساء غداً ” الثلاثاء”، انطلاق فعاليات الدورة الـ47 لمؤتمر الاتحاد الدولي لمنظمات التدريب والتنمية (IFTDO)،التي تواكب عام زايد و تعد الأكثر تميزاً، لاسيما وأنها تستلهم من نهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، سياسات عصرية للتنمية البشرية، وتستمر فعاليات الدورة على مدى ثلاثة أيام من 20- 22 مارس الجاري.
وتتضمن فعاليات المؤتمر جلسات متخصصة لمناقشة تأملات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي –رعاه الله- في الإيجابية، بفندق ويستن في مدينة الحبتور دبي، حيث يشهد الحدث الذي يرسخ مكانة دبي نموذجاً عالمياً في الديناميكية الاقتصادية، مشاركة 25 متحدثاً و600 ضيف يمثلون 50 دولة، إضافة إلى صناع قرار وخبراء وكوكبة من ممثلي الشركات والمؤسسات العالمية والعلامات التجارية الشهيرة، كما سيتم توزيع جوائز الاتحاد الدولي لمنظمات التدريب والتنمية 2018، وسط أجواء احتفالية مهيبة، تليق بإنجازات المكرمين في مجال الارتقاء بالسعادة الوظيفية سواء على صعيد الأبحاث العلمية أو التجارب والممارسات الفعلية المُطبقة.
وأكد اللواء الدكتور محمد أحمد بن فهد، مساعد القائد العام لشؤون الأكاديمية والتدريب، رئيس مؤتمر منظمات التدريب والتنمية، أن الحدث يرسخ مكانة دبي نموذجاً عالمياً مُبهراً في الديناميكية الاقتصادية، لاسيما وإنه يسلط الضوء على العلاقة التفاعلية بين السعادة والإيجابية وتأثيرها على الأداء البشري، ما ينمي فرص تقدم المجتمعات والاستفادة بشكل أكبر من طاقات الشباب العربي وصقلها وتوجيهها بما فيه خير الأمم.
وأضاف اللواء ابن فهد أن المجتمع الإماراتي محظوظ بقيادته الرشيدة التي تتعامل معه كشريك أساسي في عملية النهضة، وتضع يدها بيده من أجل عمل متوحد ومسيرة إنجازات إيجابية تحت راية الفريق والعمل الجماعي المنظم.
وتابع: الإمارات وطن السعادة ودولة الإنسان، ونعيش فيها واقعاً جديداً ومختلفاً، يعزز مستويات التعاملات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويخلق فضاءً رحباً ونموذجاً جديداً للإنسانية، بحيث تذوب فيه الفروقات الثقافية وتزدهر العلاقات ما بين الوطني والدولي وبين الدولة وما يقطن فيها ويفد إليها من وافدين، ويعود الفضل في ذلك إلى الآباء المؤسسين وجهود الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي ستحظى باهتمام بالغ خلال فعاليات الدورة الـ47 لمؤتمر الاتحاد الدولي لمنظمات التدريب والتنمية.
وقال اللواء ابن فهد: سيخصص الحدث عدة جلسات تحليلية لانعكاسات تأملات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في السعادة والإيجابية، على الواقع الوظيفي، والعلاقات الوظيفية والإبداع، لاسيما وإنها ساهمت بتشكيل رؤية إماراتية حديثة تهتم بتنمية الإنسان، وهنا لا بد من التأكيد على أن المجتمع الإماراتي لم يرفض الثقافات الوافدة، وفي الوقت نفسه لم يتخل عن هويته وموروثاته، بل استطاع الارتقاء بكل الثقافات إلى منصة الإبداع والتجديد.
وحول طبيعة النقاشات التي ستدور في أروقة قاعات المؤتمر بفندق ويستن في مدينة الحبتور دبي، قال اللواء ابن فهد: يناقش مؤتمر منظمات التدريب في جلساته دور الخدمات الأمنية في منظومة السعادة، ودور القائد الإيجابي في صنع مجتمع سعيد، كما يسلط المؤتمر الضوء على عدة زاويا مهمة في مجال صيانة وحماية الموارد البشرية وتطويرها، ومن بينها: السعادة في مكان العمل، والعلاقة التفاعلية بين السعادة والإيجابية، ومستقبل السعادة والعمل، ودور كل من الحكومات والمجتمعات في تحقيق السعادة وتفعليها، كما يضيء على أهمية العمل الجماعي في تدريب وتنمية الموارد البشرية، لاسيما وإنه على الفرد أن يضيع حساباته أن قوته تتمثل بقوة أضعف فرد في فريقه، والمقصود هنا ألا نعتمد على قوة أدائنا منفردين، ونعتقد أن بأن ذلك كفيل لوحده بتحقيق النجاح.
وأضاف: سيكون بإمكان ضيوف المؤتمر فهم دورهم والمطلوب منهم لتحقيق أهداف مؤسساتهم والمنظمات التي يعملون فيها، خاصة أن هناك ندوات ومحاضرات متخصصة تحفز على جعل أهداف المؤسسة ونجاحها من أهداف الموظف الشخصية التي يجتهد لتحقيقها من خلال التعاون المثمر وتوحيد الجهود مع الآخرين في الإطار المهني والعلمي والأخلاقي.
وحول الفوائد التي تعود على المؤسسات والشركات التي تستثمر في تنمية مواردها البشرية وتحرص على تعزيز سعادة موظفيها، أوضح مساعد القائد العام لشؤون الأكاديمية والتدريب، رئيس المؤتمر، أن العلاقات الإنسانية الناجحة هي أساس نجاح الفرد علمياً وعملياً واجتماعياً ونفسياً ووظيفياً، وقال: يشكل اهتمام المؤسسات والمنظمات بتنمية العلاقات الإيجابية بين موظفيها، دعامة أساسية لتطورها وتقدمها، حيث تساهم الأجواء المهنية الإيجابية في خفض احتمالات سوء الفهم وزيادة فرص نجاح الاتصال بين الأفراد، وتحقيق تعاون أفضل وتعزيز روح العمل الجماعي، علاوة على توفير الوقت والجهد لتجاوز التحديات التي قد تعترض الشركات والمؤسسات، ورفع مستوى الإنتاجية والأداء الفردي والجماعي، لاسيما وإن العلاقات الإيجابية تشجع الجميع على التركيز على تنمية الأعمال بدلاً من الانشغال في النزاعات التي تعكر صفو الأجواء.
وتابع: تلعب الأجواء السعيدة في مكان العمل أيضاً، دوراً كبيراً في تقليل ضغوط الموظف النفسية، وزيادة قدرته على الإقبال على الحياة والعمل بإيجابية، إضافة إلى تعزيز راحته الذهنية وتقته بنفسه ومهاراته.
ولفت ابن فهد، إلى تنظيم المؤتمر لورش عمل متخصصة حول أهمية رضا العملاء، وقال: تتحدث كثير من الشركات والمؤسسات عن أهمية تعزيز رضاء العملاء، ولكنها لا توضح بدقة لموظفيها حجم المسؤوليات الواقعة على عاتقهم لتحقيق هذه الغاية، وخلال المؤتمر سيتم استعراض تجارب عالمية، تبرز أهمية الإقناع والأساليب الودية لتطوير التواصل مع الموظفين بدلاً من ثقافة العقاب والانتقاد غير الموجه لغرض التطوير والذي يغلب عليه الأسلوب اللاذع أو السخرية، ما يشنج الأجواء ولا يؤدي إلا إلى الفشل والإحباط في بيئة العمل وانغلاق الموظف على نفسه.