تلعب حكومة قطر أخطر أدوارها التدميرية ضد الأمة في سوريا، وتتشارك مع إيران وتركيا ونظام الأسد، برعاية روسية، في مخطط تقسيم رسمته الأطماع الأجنبية، كل ذلك بعد تحطيم مقومات الدولة وتشتيت أهلها.
قبل أيام، عقدت حكومة قطر، اتفاقية مع نظام الأسد، لم يكن ذلك الاتفاق عسكرياً أو اقتصادياً، كان رياضياً، يتعلق بالكرة واتحاداتها في البلدين، رغم ما كان يعتقد من أن هناك خلافاً عميقاً بينهما، فالجارة العاقة، كما تعلمون، تساند الإخوان المسلمين في سوريا، وعلى رأسها جبهة النصرة، وهي أول تنظيم حمل السلاح بعد الاحتجاجات الشعبية السلمية في 2011 بسوريا، وهو الذي احتل المدن، قبل أن يكون هناك شيء اسمه «داعش»، وكان حمد بن جاسم العراب وقائد مافيا الدمار العربي، صديقاً لبشار الأسد، فانقلب عليه، وهو أول من أعلن مطلب رحيل بشار، بعد اشتعال الأزمة هناك، وأول من هدده بمصير بن علي والقذافي، وأول من أوقف المشاريع الاستثمارية لبلاده في سوريا، وكذب على الجميع بتسميات لاتباعه من مرتزقة التنظيم الإخواني الدولي، وغطى على حليفه في تركيا، ومول عمليات تهريب المقاتلين والأسلحة عبر الحدود الشمالية لسوريا، ومنح بهذه التصرفات، إيران حجة للتدخل، عبر حرسها الثوري وحزبها اللبناني وحشدها العراقي.
وبعد سنوات من القتل والتدمير والتشريد، تضع قطر يدها في يد إيران علناً، وتقوم بأقذر دور يمكن أن يقوم به نظام دولة، فقد أصبحت حليفاً لدولتين تعملان على تمزيق سوريا، فيدها الأخرى تمسك بيد تركيا، وهما نفس الحليفين في أزمتها مع جيرانها، حيث يبدو أنها تدفع ثمن ذلك التحالف، وبدأت تعيد العلاقة مع نظام الأسد، إكراماً لعيون إيران، وتتدخل في تفاصيل الفرز المذهبي والطائفي، وكأنها مهندس التقسيم، الذي تتطلع إليه الدول الطامعة في سوريا.
مقابل كل خطوة تخطوها قطر في سوريا، يجب أن يموت الآلاف، وتدمر عشرات البلدات، وفي كل مذبحة، يكون أتباع الإخوان هم الذين يشعلون النار، وبعد أن يرحل السكان ويستحيل العيش في المكان، يخرج مقاتلو النصرة وكل الإخوان من أرض المعركة، وهم في كامل أناقتهم ببدل رياضية في حافلات سياحية، ليذهبوا إلى الشمال، حيث تنتظرهم الحلوى التركية المهداة إليهم من أردوغان.