لم يعد يومًا يمر بسلام على أشقائنا الفلسطينين، فدائمًا ما يستيقظون على كارثة، ولا يدعهم الليل قبل أن يضع بصمته المآسوية على قلوبهم، ووسط كل العذاب الذي يرونه والانتهاكات التي يتعرضون لها، لا يملك العرب سوى الوقوف دقيقة حداد أو بكاء قطرات من الدمع لا يأتي من وراءها أي جدوى، فقد قست قلوب القادة العرب وجفت ولم تحركها الدماء التي تسيل على الأرض، وأصبحوا يقفون موقف المتفرج من الأحداث المآسوية التي تجري بفلسطين، حتى بيانات الإدانة والتنديد لم يعدوا يكترثون بها، فشغلتهم الصراعات والانشقاقات التي فتت الوحدة العربية، فصبت في مصلحة الكيان العبري، ليصبح العرب سببًا رئيسيًا في التهام الاحتلال للقدس والأراضي الفلسطينية دون البقاء على شبر واحد.
الكيان الصهيوني الذي يدعى إسرائيل، واصل قذارته واستفزازه لمشاعر الفلسطينيين الدينية، فاحتفل، فجر الأحد، بعيد رأس السنة العبرية، حيث رقص اليهود على دماء الفسطينين، فاقتحموا المسجد الأقصى وأطلقوا وابلًا من الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع، على المصلين المعتكفين بالمسجد، وأغلقوا أبوابه بالسلاسل والأعمدة الحديدية.
سلطات الاحتلال لم تكتفِ بإعلان حظر جماعة “المرابطون”، التي تضم نساءً ورجالًا وتتصدى للزوار اليهود في المسجد الأقصى في القدس، حيث اعتبرتها عامل رئيسي في خلق التوتر والعنف وتسعى إلى تقويض سيادة إسرائيل على جبل الهيكل، بل استفزت أيضًا مشاعر الفلسطينين بالدعوة لدخول المسجد الأقصى بشكل جماعي للاحتفال برأس السنة العبرية، فعزم الشباب الفلسطيني على الاعتكاف منذ ليلة أمس والتصدي لهم.
فما كان من سلطات الاحتلال إلا أن اقتحمت المسجد عليهم وأسقطت عشرات الجرحى في صفوف المصلين، وحرق سجاد المسجد، واشتعال النيران في القصور الأموية الملاصقة له، وإصابة عدد آخر في باحات الأقصى، بينهم طلاب في المدارس الشرعية.
https://www.youtube.com/watch?t=27&v=_QIp6goffIg
الأردن يدين
أدانت الحكومة الأردنية قيام قوات اسرائيلية باقتحام المسجد الاقصى، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف عن استفزازاتها ومنع الاعتداءات على الاماكن المقدسة”.
وقال وزير الدولة الأردنى لشؤون الاعلام، الناطق الرسمى باسم الحكومة محمد المومنى، ان الحكومة الاردنية تدين اقتحام قوات خاصة من جيش الاحتلال الاسرائيلى باحات المسجد الاقصى المبارك ومحاصرة المصلين وتعبر عن رفضها المطلق لهذه الأعمال”.
وحذر المومني، فى تصريحاته التى اوردتها وكالة الانباء الرسمية، من محاولات استمرار تغيير الأمر الواقع من قبل اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال خلافا للقانون الدولى والانساني.
مصر تندد..
نددت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، صباح الأحد، باقتحام الاحتلال الإسرائيلى باحة المسجد الأقصى، معتبرة تلك الخطوة تصعيداً غير مقبول ضد المقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وحذرت مصر من الخطورة البالغة للاستمرار في سياسة انتهاك المقدسات الدينية، لما يمثله ذلك من تأجيج لمشاعر الغضب والحمية الدينية، ويفشل الجهود التى تستهدف استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلى.
كما طالبت مصر السلطات الإسرائيلية بتجنب سياسة حافة الهاوية وتجاوز الخطوط الحمراء الخاصة باحترام المقدسات الدينية، مؤكدة أن المفاوضات الجادة التي تعكس الإرادة السياسية الحقيقية لدى الأطراف هي الأسلوب الوحيد والأمثل للتوصل الى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وسيادته على مقدراته وأراضيه وفقاً لمقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة.
