«لو كان لي صوت انتخابي في مصر لأعطيته للسيسي». هذا ما قاله جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- في حديثه لصحيفة الأهرام المصرية الذي نشرته الصحافة في جمهورية مصر العربية مؤخراً.
ليس هذا فقط، بل وصف جلالته -حفظه الله- ما سُمي «الربيع العربي» بأنه مؤامرة ضد الدول العربية لتخريبها وتفتيتها وتقسيمها. وفي مصر كتب صحفيون هناك معبرين عن اتفاقهم قلباً وقالباً مع قاله جلالة الملك، من حيث توصيفه لما سُمي «الربيع العربي»، ومن حيث إن ثورة 30 يونيو في مصر قد أعادت النصاب وصححت الأوضاع.
هذه هو حديث جلالة الملك، وهذا هو موقف الدولة، وموقف مملكة البحرين، سواء تجاه القيادة السياسية في جمهورية مصر العربية، أو تجاه الأحداث التي عصفت بمصر وسائر الدول العربية منذ عام 2011 حتى هذا اليوم.
لكن مع ذلك، نجد أن عدداً من مرتزقة التنظيمات الحزبية المؤدلجة الإقصائية، والموثقة ضدهم أعداد كبيرة من التغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي، أو المقالات الصحفية، أو حتى الخطب والدروس، يتخذون مواقف معاكسة لتوجهات الدولة، ومضادة لأمنها القومي واستقرارها. فمنهم من كان يوجه الشتائم إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أو يتمنى له الموت، في تغريدات موثقة ومنشورة ومعروفة، ومنهم من كان يدعو عليه من على منبر الخطابة. طبعاً هذا فضلاً عن العناصر المؤيدة لما حلّ بالدول العربية منذ عام 2011، وكانوا قلباً وقالباً مع وصف ذلك بأنه «ربيع» وأن هدفه هو «الإصلاح»، وأنه فرصة لإزاحة الحكومات العربية والإتيان بغيرها يحكمها تنظيم «الإخوان». هؤلاء -وأعني الذين يعتقدون ويؤمنون بهذه المعتقدات والأفكار الحزبية التدميرية- مازالوا يسرون تارة ويجاهرون تارة أخرى بنفس المعتقدات، ونفس الأماني والآمال، وهي كلها تنطلق من ذات النفس الحزبي الإقصائي الساعي خلف السلطة والهيمنة والقتل والدمار.
ها قد سمعتم وقرأتم ما قاله جلالة ملك البلاد المفدى، وهو إعلان رسمي وقاطع وحاسم حول موقف الدولة، فإلى متى سوف يستمر أعداء الأوطان في غيّهم؟