- أهم الأخبارالأخبار

زلزال سياسي مصري..وجدل حول الحكومة الجديدة

تشهد مصر “زلزالاً سياسياً” هز أركان الدولة عقب استقالة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، وتكليف المهندس شريف إسماعيل – وزير البترول – رئيساً للوزراء، في الوقت الذي تُقبِل فيه مصر على إجراء انتخابات برلمانية، الخطوة الحاسمة في خارطة الطريق السياسية والتى لا تحتمل أي إضطرابات، كما أن الدولة تواجه الإرهاب، وتسعى لتحسين أوضاعها الاقتصادية أيضاً.

ويرتبط مصير الحكومة الجديدة بتشكيل البرلمان المقبل، حيث ينص الدستور على حق كتلة الأغلبية البرلمانية في تشكيل الحكومة فور عقد جلسات البرلمان، والذي من المتوقع أن تلتئم أولى جلساته مطلع العام المقبل.

استقالة محلب وتعيين شريف إسماعيل رئيساً للحكومة

كلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس السبت وزير البترول في الحكومة المستقيلة شريف إسماعيل بتشكيل الحكومة الجديدة خلال أسبوع، وذلك بعد أقل من ساعة من قبول استقالة رئيس الوزراء المستقيل ابراهيم محلب.

وقالت الرئاسة المصرية في بيان “استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السيد المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية في الحكومة المستقيلة، حيث كلفه باتخاذ ما يلزم من إجراءات نحو تشكيل الحكومة الجديدة خلال أسبوع من تاريخ هذا التكليف”.

وكان بيان رئاسي مصري سابق أشار الى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “قبل ظهر اليوم السبت استقالة رئيس وزرائه ابراهيم محلب وحكومته”، ذلك بعد أقل من أسبوع على توقيف وزير الزراعة المستقيل والمتهم في قضية فساد كبيرة.

وأعلنت الرئاسة المصرية في بيان عن “وضع السيد رئيس مجلس الوزراء ابراهيم محلب استقالة الحكومة تحت تصرف السيد رئيس الجمهورية حيث قبل سيادته استقالة الحكومة وكلفها بتسيير الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة”. ولم توضح الرئاسة الأسباب التي دفعت محلب لتقديم استقالته.

الانتخابات البرلمانية

وجاء تكليف إسماعيل بتشكيل الحكومة، قبل ساعات من غلق باب الترشح لانتخابات مجلس النواب، التي أعلن عن إجرائها على مرحلتين في أكتوبر وتوفمبر المقبلين.

وسيواجه رئيس الحكومة المكلف عدة تحديات في منصبه الجديد، تتنوع بين أمنية واقتصادية وسياسية، عانتها مصر منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في ثورة 25 يناير 2011.

القبض على وزير الزراعة

ويوم الثلاثاء الماضي، تم توقيف وزير الزراعة المصري صلاح هلال عقب قبول استقالته من منصبه وذلك في إطار تحقيقات في قضية فساد،بحسب مصدر قضائي ووسائل إعلام مصرية، قالت إن استقالته واعتقاله جاءا بتوصية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية أن وزير الزراعة المستقيل ألقي القبض عليه من قبل الرقابة الادارية “على ذمة التحقيقات في قضية الفساد الكبرى بالوزارة وذلك بالتنسيق مع الجهات القضائية”. وأضافت نقلا عن مصدر مسؤول أن الوزير المستقيل “سيمثل أمام النيابة المختصة خلال ساعات للتحقيق معه فيما هو منسوب إليه”.

إلا أنه وحتى الآن، لم توضح مدى علاقة هذه القضية باستقالة حكومة محلب بشكل مفاجئ، أو ارتباط هذه الخطوة عشية التحضيرات للانتخابات البرلمانية في مصر.

دعوات لمظاهرات ضد قانون الخدمة المدنية

وتتزامن الاستقالة مع دعوات لمظاهرات تنوي نقابات عمالية ومهنية تنظيمها ضد قانون الخدمة المدنية الذي أقره السيسي في مارس /آذار الماضي وأثار غضب موظفي الجهاز الإداري للدولة.

شريف إسماعيل في سطور

وكان شريف إسماعيل تولّى وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية ضمن وزارة حازم الببلاوي في 16 يوليو 2013 خلفًا للمهندس شريف هدارة، واستمر كوزير للبترول ضمن وزارتي إبراهيم محلب الأولى والثانية، ليتولى مسؤولية تشكيل ثالث حكومة بعد الثورة.

ويرى إسماعيل، الذي تخرج عام 1978 في كلية الهندسة قسم الميكانيكا جامعة عين شمس، أن هناك احتمالات بترولية جيدة في مختلف مناطق مصر البرية والبحرية، وهو ما يمثل حافزاً أمام الشركات العالمية لضخ مزيد من الاستثمارات خلال الفترة القادمة.

وعمل إسماعيل لدى تخرجه كمهندس في البحث والاستكشاف بشركة موبيل حتى عام 1979، بدأ العمل بشركة إنبي منذ عام 1979 حتى عام 2000 كمهندس حتى وصل إلى منصب مدير عام الشئون الفنية وعضو مجلس الإدارة ، وكيل وزارة البترول لمتابعة شؤون وعمليات البترول والغاز منذ عام 2000 حتى 2005، رئيس مجلس إدارة شركة إيجاس منذ عام 2005 حتى 2007، رئيس مجلس إدارة شركة جنوب الوادي القابضة للبترول منذ عام 2007 وحتى 2013، وزير البترول منذ 16 يوليو 2013 وحتى الآن.

الوزراء المستمرون في حكومة شريف إسماعيل

كشفت مصادر عن استمرار الفريق أول صدقي صبحي، وزيرًا للدفاع، واللواء مجدي عبد الغفار، وزيرًا للداخلية، وسامح شكري، وزيرًا للخارجية، والدكتور مصطفي مدبولي، وزيرًا للإسكان، والدكتورة غالي والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والمستشار إبراهيم الهنيدي، وزيرًا للعدالة الانتقالية، والدكتور محمد شاكر وزيرًا للكهرباء، والدكتور محمد يوسف، وزير التعليم الفني.

وأضافت المصادر أن الوزراء المغادرون هم: وزير التعليم، محب الرافعي، ووزير التعليم العالي، السيد عبد الخالق، ووزير الصحة، الدكتور عادل العدوي، ووزير الصناعة، منير فخري عبد النور، ووزير الأوقاف، محمد مختار جمعه، ووزير الثقافة، عبد الواحد النبوي.

وحول ما يتردد عن بقاء أو مغادرة وزير العدل المستشار أحمد الزند، أوضحت المصادر أن الأمر بخصوص هذه الوزارة لم يتضح حتى الآن ولا توجد معلومات عن بقاء أو استمرار المستشار الزند.

كما أوضحت المصادر أن باقي الوزارات مثل السياحة والاتصالات والتموين لم يحسم أمرها بشكل واضح، وأن المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء المكلف من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، لا يزال يبحث أمر تلك الوزرات.

 

الحكومة والبورصة

ويرى خبراء ماليون أن تكليف المهندس شريف إسماعيل وزير البترول بتشكيل الحكومة الجديدة خبر إيجابي يتناسب مع توجهات الدولة في الفترة الحالية بالتوسع في اﻻكتشافات البترولية، ودليل على اهتمام الرئيس بالاستثمار المباشر أكثر من غير المباشر.

وكانت وزارة البترول المصرية قد أعلنت مطلع الشهر الحالي أن شركة إيني الإيطالية حققت كشفًا للغاز تصل احتياطياته إلى 15 مليار متر مكعب من الغاز والمتكثفات في منطقة الدلتا في مصر.

وأضاف الخبراء أن استقالة الحكومة خبر إيجابي علي البورصة بعد فقد الثقة وتورط بعض وزرائها بتهمة الفساد وتدخل وزراء في سلطة آخرين مثل تصريح وزير اﻻستثمار الضار بالعملة واﻻقتصاد والذي أشعل فتنة المضاربة على الدوﻻر.

مرتضى منصور: “شريف إسماعيل فاسد.. راجع نفسك يا سيسي”

شن مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، هجوما على المهندس شريف إسماعيل، رئيس الحكومة المٌكلف، ووصفه بـ”الفاسد”، وكان على علاقة بالوسيط في قضية فساد وزارة الزراعة محمد فودة”.

وقال منصور -في مداخلة هاتفية لبرنامج “أسرار الملاعب” على قناة LTC- مساء السبت: “السياسة بقت كيمياء، والتغيير الوزاري فيه تهريج، مين شريف إسماعيل ده؟”.

وأضاف: “من حق السيسي يغير، لكن ميجبش شريف إسماعيل اللي عين مراته في إنبي وعينت كل أقاربها في الشركة، وعملوا إنبي عزبه، وعمل مع محمد فودة 15 لقاء، أنا أنا مش موافق على اللي بيعمله السيسي”.

وواصل هجومه: “أنا بقول علنا أنا ضد هذا الرجل، وبقول عندي أسبابي لو غيرت علشان قضية فساد فودة فاسأل شريف إسماعيل قعد مع فودة كام مرة، راجع نفسك يا سيسي ومش عيب، مشكلة مبارك العند”.

واستطرد: “أنا مليش مصلحة، لا تُعاند شعبك يا ريس، أنا وأنت هنتحاسب يا ريس قدام ربنا، اختيار شريف إسماعيل غلط وخطأ، لو الرقابة الإدارية مش عايزة تقولك، أنا أقولك على فساد هذا الرجل”.

وأكد أنها المرة الأولى التي يختلف فيها مع الرئيس السيسي بعد اختيار شريف إسماعيل رئيسا للحكومة، مضيفا: “بختلف معاك يا ريس بمنتهى الأدب، واختلافي لا يقلل حبي ليك، وده اختيار خاطئ في وقت خاطئ”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى