الشور هي لغة الجسد أو الحركات الجسمية وهي حركات تبدأ مع الإنسان بصورة فطرية ويبدأ بتطويرها مع تطور معارفه ومداركه الحسية ليتكيف من خلالها مع ما يحيط به، وهي – أي الحركات الجسمية – تختلف عن الحركات الإشارية فهي تكون ذات طابع معين إذ تكون تتعلق بفئة معينة من المجتمعات كفئة الصم والبكم وهي غير فطرية كسابقتها أي أنها غير موروثة لكن يمكن تعلمها ويمكن اكتسابها كما يفعل معلم الصم والبكم…
وهناك من يصنف الحركات الجسدية ضمن لغة الإشارة لأن لغة الإشارة تختص أيضاً بحركات الجسم كحركة العين والوجه وتحريك الرأس ووضع الجسم وحركات أخرى غير شفوية ، وقد استعمل العرب في تراثهم اللغوي والإجتماعي لغة الإشارة أو لنقل الجذر ( شَور ) وما يمكنه اشتقاقه منه للدلالة على عدة معانِ من بينها ما نعنيه وهو الإشارة الحركية ومنها ما جاءت به مريم العذراء ( عليها السلام ) {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً } مريم29 … وفي المعجم العربي يقول ابن منظور ( وأشار إليه وشَوَر ، أومأ ، ويكون ذلك بالكف والعين والحاجب … وشَور إليه بيده أي أشار إليه )… وجاء في المعجم الوسيط ( وأشار إليه بيده أو نحوها ….. وشَور إليه بيديه ونحوها أي أشار )… أي إن الشور هو عبارة عن لغة قائمة بالاساس على حركات الجسد والحركات والإشارات أي إنها لغة من اللغات التي يستخدمها الإنسان للتواصل مع الآخرين ونقل ثقافاته وأفكاره وموروثه للآخرين خصوصاً ممن يستخدم تلك اللغة..
هذا في ما يخص الشور أما البندرية فقد جاءت من كلمة بندر الفارسية التي تعني مركز التوزيع أو الميناء وتنتشر على ساحل إيران على الخليج العربي وهي ثقافة ولهجة تبين عمق تأثر سكان الساحل الإيراني بالثقافات والهويات الأخرى وذلك أمر طبيعي لكل المدن البحرية التي تستقبل الوافدين إليها بما يحملونه من ثقافات وأنماط حياتية مختلفة، وهي نتيجة تأثر السكان الفرس بخليط من الثقافات الأخرى وهي العربية والهندية والأفريقية ويظهر ذلك واضح في الكلام والأكل والعادات، فاللهجة البندرية تدخل فيها الكثير من الكلمات العربية والهندية والأفريقية وهي تنتشر في مدن وبنادر إيران مثل بندر عباس و بو شهر وجزيرة قشم…
لذلك إن استخدام لغة الشور والبندرية في مجالس العزاء الحسينية بصورة عامة من الأمور التي لا يمكن التغاضي عنها لأنها لغات توصل من خلالها الفكر والموروث الحسيني لكل من يستخدم تلك اللغات حالها حال العزاء باللغات الأجنبية الأخرى، وبخلاصة مبسطة إن لغة الشور والبندرية تعني استخدام لغة الإشارة والحركات الجسدية دون المساس بأصل الكلمات أو الحذف منها كما يحصل عند بع الرواديد… فما يقدم من مجالس عزاء بطريقة الشور والبندرية يعد إبداع في تقديم العزاء بكل لغة بما فيها الإشارة والبندرية .