من يسير على المنهج الرسالي يجب أن يكون محتضناً لجميع الناس ويحاول أن يصل لهم بشتى الطرق والوسائل وكذلك يكون على عاتقه تحصينهم فكرياً ويهذب أفكارهم وعقائدهم لا أن يكون فظاً غليظ القلب إزاء من حوله بل يجب أن يكون ليناً معهم ويحتويهم ويحتظنهم، يقول الله تعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } آل عمران 159 …
وبما نحن اليوم نعيش عصر الفتن ومضلاتها يتعرض شبابنا المسلم للعديد من الأفكار الدخيلة على عقائدهم، لكن للأسف الشديد نجد هناك جفاوة كبيرة من قبل المتصدين وحتى من قبل المجتمع إزاء شريحة الشباب فيتركون للمارسة كل الأفكار والتصرفات المرفوضة شرعاً وعرفاً وأخلاقاً تحت عنوان الحرية وحرية التعبير عن الرأي والفكر والعقيدة لكن عندما يصل الأمر للشعائر الحسينية يصبح النقد اللاذع منصباً على الشباب بل يصر الأمر حتى مرحلة التكفير!!…
فمثلاً طوري الشور والبندرية من الأطوار الحسينية المعروفة في الأوساط الحسينية، وهناك شريحة كبيرة من الشباب المسلم أبدى تمسكاً بهذين الطورين لكن تمت مواجهتهم بطريقة فظة غليظة حتى بات رواد هذين الطورين مرفوضين مجتمعياَ !! وهنا وقع الجميع بالخطأ الكبير حيث إن هذا النفور وهذا التكفير دفع بالشباب إلى العناد والتزمت برأيهم هذا من جهة ومن جهة أخرى دفع بقسم آخر منهم للقيام بممارسات تسيء للقضية الحسينية من خلال هذه الأطوار وسبب ذلك لأنهم لايملكون من يوجههم ويحتظنهم ويهذب لهم تلك الشعائر وهذه الأطوار بشكل يلائم القضية الحسينية وكذلك يبعدهم عن الإنحراف العقائدي والفكري وعن الشطحات الفكرية…
ولهذا نجد إن مرجعية السيد المحقق الصرخي الحسني قد أخذت على عاتقها تبني هذه الأطوار ( الشور والبندرية ) من أجل إحتظان الشباب والحفاظ عليهم هذا من جهة ومن جهة أخرى تهذيب الشعائر الحسينية بطريقة صحيحة ترتقي بالشباب المسلم وتزرع في قلوبهم العنفوان الحسيني ومبدائ الثورة الحسينية وذلك سيراً على النهج الرسالي الهادف، لأن الشباب هم شريحة مهمة في المجتمع المسلم وهم المستقبل الواعد، فبدلاً من تنفيرهم وتركهم عرضة للأفكار والعقائد المنحرفة يجب أن يتم أحتضانهم خصوصاً وإن البذرة الحسينية موجدة فيهم فأصبح لزاماً تربية هذه البذرة وتنميتها بالطريقة الصحيحة والمناسبة والتي ترتقي بهم وبعقائدهم.