أصدرت دول التحالف الرباعي بيانًا صاعقًا يوم أمس الأول ردا على مهاترات النظام القطري في مجلس حقوق الإنسان، وكان البيان مباشرًا لا هوادة فيه، فضلاً عن أنه واصل وضع النظام القطري في قالبه الصغير، وتحجيمه في إطار أزمته التي يعيشها.
وكان من أهم ما جاء في البيان، أن الدول الأربع قد تعهدت بمواصلة مقاطعة النظام القطري، وهو ما يكفله لها القانون الدولي باعتبار ذلك جزءًا من الحق في السيادة. وهو ما يعني أيضًا أن أي حديث حالم عن تسويات مع النظام القطري في إطار وساطة أمريكية يتحدثون عنها هو أمر غير وارد وغير ممكن.
ومن ناحية أخرى، فقد أكد بيان دول التحالف أن النظام القطري يحتضن قيادات تنظيم «الإخوان» الذين لم ير منهم العالم سوى الفكر الظلامي، والذين لم يقدموا للبشرية شيئًا سوى التنظيمات الإرهابية التي تربت في كنفهم وانبثقت عنهم كالقاعدة وداعش والنصرة، على حد ما ورد في البيان.
لقد وضعت دول التحالف الرباعي النقاط على الحروف، وبينت بكل وضوح موقفها من النظام القطري وأفاعيله بعدما حاولت بعض وسائل الإعلام التابعة للنظام القطري والمتعاونة معه الإيحاء بأن ثمة تسوية قادمة بوساطة أمريكية، بالرغم مما أعلنته دول التحالف الرباعي دومًا من أنه لا حل إلا في الرياض، وأنه إن كانت من وساطة مقبولة في هذا الأمر فإنها الوساطة الكويتية التي يقوم بها سمو أمير الكويت ولا شيء غير ذلك.
وبهذا، تكون دول التحالف الرباعي قد أوضحت أمورًا مهمة تتعلق بسياسة تعاملها مع النظام القطري؛ أولها استمرار المقاطعة التي حاول البعض التشكيك في ثباتها واستمرارها، وثانيها تبيان أن تنظيم «الإخوان» بما يشكله من خطر وتهديد على أمن واستقرار دول المنطقة سوف يبقى عنصرًا أساسيًا يتطلب على النظام القطري الخلاص منه ومن رعايته وإيوائه إن كان يرى حلا لأزمته.