نون والقلم

عبدالمنعم ابراهيم يكتب: قناة “الجزيرة” القطرية تحت نيران الكونجرس الأمريكي

الحيادية والموضوعية في وسائل الإعلام مسألة (نسبية) بين الدول، ولكن يبدو أن قناة (الجزيرة) القطرية بتقاريرها الكاذبة والمزيفة استفزت ليس فقط الدول الأربع المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، ولكن أيضا استفزت جهات أمريكية.. فقد نشرت صحيفة (واشنطن فري بيكون) نسخة من خطاب كتبه عضو الكونجرس الأمريكي (جوش جوتهيمر) من الحزب الجمهوري، وكذلك (ولي زلدن) من الحزب الديمقراطي، للنائب العام الأمريكي، يطالبان فيه وزارة العدل الأمريكية بفتح تحقيق في العملية الجاسوسية التي أدارتها قناة (الجزيرة) القطرية في أمريكا، واستخدمت فيها شخص غير صحفي للتجسس على مواطنين أمريكان من أصل يهودي من أجل تصوير فيلم وثائقي، وذكرت الصحيفة أن الخطاب يتم تداوله بين أعضاء الكونجرس لجمع توقيعات لأكبر عدد من النواب.. وطالب النائبان بأن تُعتبر (قناة الجزيرة) تحت قانون (العميل الأجنبي) وأنها جزء لا يتجزأ من الحكومة القطرية التي تمول عملياتها وأنها ليست قناة إخبارية مستقلة كما تدعي.. وكانت وزارة العدل الأمريكية قد أدرجت التلفزيون الروسي في أمريكا تحمت هذا القانون في 17 أغسطس 2017؛ لأنه مدعوم وممول من الحكومة الروسية.. واستند خطاب النائبين إلى تصريح من السفير الأمريكي في قطر عام 2009 عندما قال: «الجزيرة هي إحدى أهم أدوات قطر السياسية والدبلوماسية، وقد استخدمت كأداة لتشكيل علاقة قطر مع حكومات أخرى».. وذكر أعضاء الكونجرس أنهم مستاؤون من المحتوى الذي تنتجه (الجزيرة)، والتي تدعم جماعات إرهابية مثل (حماس)، و(حزب الله) اللبناني، وجبهة النصرة، وأن التحقيق يجب أن يركز على جميع نشاطات القناة في الولايات المتحدة الأمريكية.

طبعًا كل هذا الكلام تم نشره يوم أمس الأول في «أخبار الخليج» مع معلومات وتفاصيل أخرى.. لكن ما نريد قوله هنا هو أن قطر قد راهنت كثيرًا على الآراء الغربية الليبرالية في الدفاع عن الحريات الإعلامية وحرية التعبير لتحصين (قناة الجزيرة) من إغلاقها بحسب مطالب الدول الأربع المقاطعة لها.. وفعلاً لا تزال هناك أفكار مدافعة عن (الجزيرة) في فرنسا مثلاً.. لكن إلى أي حد يستطيع (الحاوي) القطري أن يضحك على عقول الناس بإخراج الأرنب من تحت القبعة!

ها هي قناة (الجزيرة) تصبح هدفًا لنيران أعضاء الكونجرس الأمريكي، وشيئًا فشيئا سوف يدرك العالم أن ما كانت تقوله الدول الأربع المقاطعة حول (الجزيرة) ليس اتهاما باطلا.

نقلاً عن صحيفة أخبار الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى