حين جاء احمد زويل إلى مصر حاملا اكبر جائزة عالمية فى تخصص نادر استقبله المصريون بكل مشاعر الحب والعرفان .. كان أول عربى يحصل على نوبل فى الكيمياء واتسعت أحلام زويل لأن يقدم لبلده مشروعا علميا حضاريا، وظل متنقلا سنوات بين عواصم العالم يجمع لمشروعه أفكارا من هنا وهناك .. وقف اعداء النجاح ودعاة الفشل وعباقرة البيروقراطية أمام زويل الشخص والمشروع والفكر وكانت هذه أول محنة يواجهها العالم الكبير مع الإدارة المصرية التى أدمنت الحروب على النجاح .. انضم طابور طويل من أعداء النجاح إلى مؤسسات الدولة فى الحرب ضد زويل.. سقط الفارس فى منتصف المعركة بعد أن شهد الإعلام المصرى اكبر حملة ضد عالم مصرى، كبير وانطلقت السهام تضرب مشروع زويل حتى وجد نفسه وحيدا وسط دوامة من الإحباط..عاد إلى أمريكا ليكتشف الأطباء إصابته بالسرطان وحاولوا إنقاذه بكل ما وصل إليه العلم الحديث من الخلايا الجزعية ولكن إرادة الله سبقت ورحل زويل حاملا معه رحلة مواطن مصرى حلم لهذا الوطن بزمان وعالم جديد .. فى أخر لقاء بيننا كان يتحدث كثيرا عن مشروعاته فى المستقبل وكيف يجرى تجارب طبية لعلاج الأمراض وتحسين مستوى المقاومة فى الجسم البشرى وكان متفائلا أن أمامه عروضا دولية كثيرة لاستخدام الاكتشافات العلمية فى مجال الكيمياء فى الطب ..كانت هناك تقديرات دولية أن احمد زويل يمكن أن يحصل على نوبل أخرى فى مجال آخر ولكن الموت أسرع .. إننا افتقدنا زويل العالم والصديق والإنسان ولكن مشروعه للنهضة العلمية مازال بيننا، وهناك اهتمام كبير من الدولة وفى أكثر من مناسبة كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يبدى اهتماما خاصا بالمشروع من اجل استكماله وتحقيق أهدافه التى كان زويل يحلم بها .. بالأمس كانت ذكرى ميلاد احمد زويل الذى تركنا فجأة ونحن أحوج ما نكون لعلمه وفكره وحبه لهذا الوطن .. إن زويل الجسد رحل ولكن أفكاره ومشروعه من اجل مصر سوف يبقيان حاملين اسمه كواحد من أبناء مصر الذين قدموا للإنسانية إنجازا سوف يتحدث التاريخ عنه كثيرا.