أظن أنه بات واضحا لكل ذى عينين وبالدليل تلو الدليل أن أطراف محور الشر والكراهية ضد مصر لم يعد يشغلهم فى دنياهم أى شيء سوى حلم بغيض بأن يغمضوا أعينهم ثم يفتحوها فإذا بالرئيس السيسى بعيدا عن سدة الحكم فى مصر حتى يستعيدوا نفوذهم الذى ضاع وتبدد على يد هذا الرجل الذى اقتلع جذورهم بتفويض شعبى كاسح مازالت صلاحيته مستمرة.
كانوا فى البداية يتصورون أنه ضابط شاب يمكن أن يطوى وإنه بكلمات التشجيع والإطراء التى يجيدونها يمكن لهم إثارة الغرور فى داخله حتى يتمكنوا من السيطرة عليه فإذا بهم أمام رجل يختزن فى داخله مشاعر أمة ذاقت مرارة سنوات الفوضى وتحلم بسرعة الخروج من نفق المجهول.
ولعل ذلك هو السبب فى أن شعب مصر ـ وبرغم أية مصاعب حياتية ـ مازال شديد العرفان لجرأة وشجاعة السيسى ووقفته التاريخية على منصة 3 يوليو 2013 التى أعادت مصر إلى أصولها الحقيقية وأطفأت نيران اللهب المنطلقة من رصاص الطائفية والمذهبية والتناقضات الفئوية.
نعم إن شعب مصر مازال شديد العرفان للرجل الذى أعاد لهذا الوطن أمنه وأمانه وأنهى كل مظاهر العنف والفوضى والتسيب من الشارع المصرى ولم تعد جرائم نسف الكبارى والجسور وتدمير محولات الكهرباء وترويع الآمنين بندا ثابتا فى دفتر الأحوال اليومية للمصريين كما كان عليه الحال قبل امتلاكه زمام السلطة والمسئولية.
وربما لهذا السبب ولأسباب أخرى عديدة يعرفها كل مصرى ينعم بالأمن والأمان فليس يساورنى أدنى شك فى الخروج الكبير للمصريين صوب صناديق الانتخابات الرئاسية لإعطاء رسالة واضحة بأننا ماضون على الطريق الصحيح لإعادة تنظيم أوضاعنا من أجل مستقبل عريض الآفاق نبنيه ونصونه بإرادتنا الذاتية التى تتحطم على صخورها القوية كل حملات الكذب والإفك والتضليل.. فالخروج الكبير المرتقب لن يكون من أجل السيسى وإنما من أجل مصر ومستقبلها الآمن والمستقر.