قد يكون بالون اختبار قطريا مسربا.. أو بالون اختبار أمريكيا لجس نبض ردود الفعل بالإيجاب أو السلب.. وهو الخبر الذي تم تداوله أمس عن تصريح لمسؤولَين أمريكيين (ولست أعلم لماذا لم يُذكر أسماؤهما!) قالا فيه إن الرئيس الأمريكي (ترامب) سوف يلتقي بقادة من السعودية والإمارات وقطر في واشنطن في شهر مارس أو أبريل القادمين، يكون مخصصا لحل الخلاف القطري مع الجيران، تمهيدًا لاجتماع موسع لقمة خليجية تعقد في (كامب ديفيد) لمناقشة جهود السلام في الشرق الأوسط وإيران!
سواء كان هذا الخبر بالون اختبار قطريا أو أمريكيا فإن المشكلة الحقيقية تكمن في قطر نفسها التي لا تريد أن تأخذ بعين الاعتبار تخوف جيرانها مما تفعله من استضافة لجماعات إرهابية، ودعمها لمنظمات إرهابية ترتكب جرائمها في البحرين ومصر والسعودية والإمارات وسوريا وليبيا واليمن!.. ذلك أن قطر لا تعتبر هذه المنظمات التي تدعمها بالمال والسلاح والوثائق الرسمية القطرية (جوازات السفر) مثل جماعة (النصرة) في سوريا أو (طالبان) في أفغانستان، أو (حزب الله اللبناني) أو (الحوثيين) في اليمن، أو جماعة بيت المقدس والاخوان المسلمين في مصر، أو المنظمات الإرهابية والخلايا الإيرانية في البحرين والسعودية.. قطر لا تعتبرهم (جماعات إرهابية)!
ويبدو أن الإدارة الأمريكية تريد التغافل عن كل هذه الصفحات المرعبة في الملف القطري.. أو ربما (قطر) تريد من (واشنطن) أن تتجاهل هذه الصفحات الإرهابية التي تمولها قطر وتؤذي جيرانها وحتى الأقطار العربية البعيدة جغرافيا عن قطر مثل مصر وليبيا!
دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديدًا السعودية والإمارات والبحرين، وكذلك مصر، لا تكنّ عداوة لقطر أو للشعب القطري، ولكنهم يريدون أن تغير قطر سلوكها العدواني الذي يضر بالأمن الداخلي لكل دولة، وتكف عن دعم المنظمات الإرهابية التي تقتل الأبرياء في كل مكان.. وأن تكف عن تسميم إعلامها للعلاقات بين الشعوب الخليجية والعربية.
لنفترض أن قمة (كامب ديفيد) انعقدت لحل الخلاف والمقاطعة مع قطر.. يبقى السؤال: كيف ستتصرف (واشنطن) مع النفوذ الإيراني المتزايد داخل قطر نفسها؟! ولا أعتقد أن المخابرات الأمريكية بوجود قاعدة (العديد) العسكرية في قطر لا تعلم حجم التنسيق الأمني والاستخباراتي بين قطر وإيران، وحضور (الحرس الثوري الإيراني) داخل قطر!
هل (واشنطن) سوف تغض البصر عن النفوذ الإيراني في قطر مثلما سبق وفعلت في العراق إبان حقبة (أوباما) المدمرة للمنطقة العربية؟!