أعد معهد الموارد العالمية “World Resources Institute” دراسة حول أكثر الدول المعرضة لنضوب موارد المياه العذبة بحلول عام 2040، واعتمد على أربعة معايير وهي حجم الاستهلاك، وحجم المخزون المائي، ونسبة الاستهلاك إلى المخزون، والتغيرات الموسمية المتوقعة كل عشر سنوات، وتصدرت دول الشرق الأوسط القائمة المخيفة.
وأشار التقرير إلى أن الطلب على الماء العذب سيشهد ارتفاعا حادا خلال العقود المقبلة نتيجة تزايد أعداد سكان العالم والذي سيزيد بدوره طلب الشركات والمزارع والبشر على المياه، كما سيدفع زيادة حجم الطبقة الوسطى على مستوى العالم الطلب على المنتجات الزراعية الأكثر استهلاكا للماء كاللحوم وكذلك الطلب على الكهرباء.
على الجانب الآخر من المعادلة يُتوقع أن تؤدي التغيرات المناخية إلى تغييرات جذرية في نسب توزيع الماء على سطح الأرض، حيث سيضرب الجفاف بعض المناطق بينما تضرب الفيضانات بعضها الآخر، فتصبح بعض الدول أكثر فقرا في موارد المياه بينما تصبح دولا أخرى أغنى في هذا المورد الثمين.
وفي ضوء ما سبق قام “WRI” بإجراء دراسة هي الأولي من نوعها التي أعدها المعهد حول أكثر الدول المعرضة للضغوط المستقبلية للماء على ثلاث فترات وهي حتى عام 2020 و2030 و2040، وشملت الدراسة 167 دولة، وكشفت أن 33 دولة منها ستواجه شحا شديدا في مصادر المياه بنهاية تلك الفترة مما يؤثر سلبا على الأمن القومي والنمو الاقتصادي بتلك الدول.
وتقع 14 دولة من قائمة الـ 33 في منطقة الشرق الأوسط التي تعد بالفعل أقل مناطق العالم أمانا من حيث المصادر المائية العذبة، وتعتمد الكثير من دولها على المياه الجوفية وتحلية مياه البحر، ولفت التقرير إلى أن العنف والاضطرابات السياسية التي تضرب المنطقة شغلت أنظار العالم عن الأزمة الأخطر التي تنتظرها وهي شح الموارد المائية.
كما حث حكومات هذه الدول على تطبيق برامج ترشيدية لاستهلاك الماء من الآن للحفاظ على مخزونها المائي قدر المستطاع، وفي هذا السياق أشار إلى عزم السعودية الاعتماد على الاستيراد في توفير كافة احتياجاتها من الحبوب الغذائية بحلول عام 2016 لترشيد استهلاك الماء لأغراض الزراعة بعد أن كانت تعتمد على الإنتاج المحلي بصورة كاملة لعقود طويلة.
وعلى صعيد الدول العربية الأخرى جاءت لبنان في المرتبة الـ 11، والأردن الـ 14، وليبيا الـ 15، واليمن الـ 16، والمغرب الـ 19، والعراق الـ 21، وسوريا الـ 25، والجزائر الـ 30، وتونس الـ 33.
واستبعد التقرير أن تتعرض الاقتصادات الكبرى في العالم مثل الولايات المتحدة والصين والهند لنفس حجم المخاطر التي تحدق بمنطقة الشرق الأوسط فيما يتعلق بنضوب مخزون الماء لكنها ليست بمنأى تماما عن هذه المخاطر، فهناك مناطق بعينها في كل من هذه الدول ستواجه نقصا حادا في مخزونات المياه يصل إلى 40 ــ 70% خلال الـ 35 عاما المقبلة مثل جنوب غرب الولايات المتحدة وإقليم “Ningxia” في الصين.
ودعا قادة العالم إلى اتخاذ مواقف أكثر حسما فيما يتعلق بالتغيرات المناخية خلال اجتماعهم بقمة المناخ الدولية المرتقبة في نوفمبر/تشرين ثاني المقبل في العاصمة الفرنسية باريس.