هنالك أمور كثيرة يصعب العثور على أسباب حقيقية لها، يبقى الاستنتاج هو المفتاح لمعرفة ما خفي، ودائماً يقال «ما خفي أعظم»، سبحان الله، كنت جهزت خمسة موضوعات لنشرها وقت أن يحل أجل سفر غير مرتب، إلا أني نسيت ان ارسلها على ايميل إلى «الشاهد».
أنا اكتب مقالاتي مباشرة على جهاز كمبيوتر المكتب، والحقيقة أني أجهز موضوعات عدة، لا اكتب يومياً، لعدم توافر الوقت، إلا عندما تكون هناك حاجة ملحة للكتابة عن أمر الساعة أي حدث اليوم، الذي لا يقبل التأجيل، أنا الآن في بيروت ولم يدر بخلدي أن عدد المقالات التي بعثتها إلى جريدة «الشاهد» قد نفدت، اليوم اشتد الوطيس في الغوطة الشرقية في سوريا. أحد أجمل الأماكن على سطح الأرض، الكويت والسويد تناديان في مجلس الأمن بوقف فوري للحرب في الغوطة لمدة شهر لإنقاذ المدنيين وادخال المساعدات والاغاثة واسعاف المرضى.. مع أن الموضوع ليس من مصلحة الحكومة السورية، إلا أنها لم تعارض.. الجيش السوري يشدد قبضته على سماء الغوطة.
يقال الكثير عن الصح والخطأ عما يجري الآن، حسناً، أين هؤلاء المتحدثون عما يحصل في سوريا من الأساس؟! هناك عشر دول على الأقل تدفع وتمول وتساعد المنتفضين على نظام الرئيس السوري بمن فيهم تنظيم داعش، مرة أخرى لم أجد سبباً مقنعاً لهذه الحرب. أقر مقدماً ان نظام الرئيس السوري ليس ملائكياً إلا أنه أفضل ألف مرة من البدلاء الذين لا يريدون سوى الحكم على طريقتهم وعلى هواهم، مسلحون لا علاقة لهم بالحكم ولا تجربة لديهم، مثل هذه الدروس التي مر بها العراق دمرت هذا البلد العربي وقسمت شرائحه إلى أقليات مذهبية، المعارضة المسلحة في سوريا التي يصل عددها إلى مئة فصيل مدعومة من الولايات المتحدة واسرائيل وتركيا وفرنسا ودول عربية كبرى وصغرى، لا هدف لها سوى تدمير سوريا، تبكي الآن على ضحايا قصف الغوطة، ولا تبكي على قتلى سوريا من المعارضة والنظام على مدى سبع سنوات! بلد يحكم بالقوة، لكن يشيع العدل على مبدأ «ظلم بالرعية عدل بالسوية» أفضل من دول دينية، الكل فيها مظلوم والعالم يرفضها، أتذكر ونحن تلاميذ ان امرأة رفضت حكم قاض قضى بشطر طفل تنازعت أمومته امرأتان.
الأم الحقيقية رفضت أن يكون الحل تناصف الطفل وقبلت بالتضحية بولدها للأخرى المزعومة.
المعارضة السورية لا يمكن أن تقبل وقف الحرب ووقف الدمار والقتل والدخول في مفاوضات لتصحيح اخطاء وإنقاذ أرواح.