الأجيال الجديدة فى مصر لم تعد تذكر الكثير من أحداثنا التاريخية لأن مناهج التعليم أهملت مادة اسمها التاريخ رغم أن تاريخ مصر الحضارة يدرس فى كل بلاد العالم من أقصاها إلى أقصاها هناك أحداث كثيرة سقطت من ذاكرة المصريين ومن أهم هذه الأحداث الوحدة بين مصر وسوريا وقد مضى عليها يوم22فبراير ستون عاما وكانت حلما كبيرا فى حياة الشعبين المصرى والسورى حين أعلن قيام الجمهورية العربية المتحدة.. كنت اتحدث مع الصديق اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربى حين قال هل تصدق أن هذا الزمن الطويل قد مر على الوحدة بين مصر وسوريا وكانت من الصفحات المضيئة فى تاريخ الأمة العربية وقد اهتزت يومها أركان العالم وهو يشهد أول وحدة بين شعبين عربيين فى العصر الحديث..
قلت للواء العصار بقدر ما كانت الوحدة مع سوريا إنجازا تاريخيا بقدر ما حملت الألم والمرارة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر حين تم الانفصال وتفرق الشعبان وانكسر الحلم..لم ينسَ عبد الناصر الشعب السورى وهو يحمل سيارته.. ولم ينس أن هذه الوحدة كانت تعيد حلما قديما حين توحد الشعبان فى مواجهات تاريخية عصيبة ومازالت ذكريات الوحدة هذا الحلم المهزوم تطوف فى وجدان الملايين الذين عاشوا هذه اللحظة ورغم انكسار الحلم كانت حرب أكتوبر التى توحدت فيها دماء الأبطال من الجيش المصرى والجيش السورى صفحة باقية ومضيئة فى وجدان الشعبين.. مرت ذكرى الوحدة مع سوريا هذه الأيام وللأسف الشديد يعيش العالم العربى محنة قاسية يواجه فيها مؤامرات التقسيم والحروب الأهلية والدمار الذى لحق بأكثر من دولة والشعب السورى يعيش الآن فترة من اشد فترات تاريخه انقساما.. لعل الشعب السورى الآن يتذكر هذه الأيام الخوالى ولعل الشعب المصرى يستعيد هذه اللحظات حين كانت الوحدة العربية أملا طاف بشعوب هذه الأمة ولكنه بريق سرعان ما انطفأ..يجب ألا نطوى هذه الذكريات والأحداث التاريخية ليس فقط لأنها جزء عزيز من ذاكرة الشعوب ولكن لأنها أحلام تحققت يوما وواجهتها مؤامرات وفتن ويجب أن تبقى فى ضمائر الشعوب حية باقية..