نون والقلم

أسامة الغزالي حرب يكتب: جميلة بوحيرد

أمر رائع أن اختيرت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد ضيفة شرف لمهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة هذا العام، والذى ينظم برعاية المجلس القومى للمرأة بالتعاون مع وزارتى الثقافة والسياحة. وربما كان الدافع لذلك الاختيار هو أن جميلة بوحيرد كانت هى موضوع الفيلم الشهير «جميلة» الذى أنتج عام 1958. والحقيقة أن دعوة جميلة لزيارة مصر أعادت إلى ذهنى بسرعة ذكريات تلك الأيام الأولى فى عمر جيلنا التى عايشنا فيها يوما بيوم أحداث الثورة الجزائرية التى اندلعت فى أواخر 1954، والتى أيدها جمال عبد الناصر بكل قوة. لقد كانت أنباء القبض على جميلة بوحيرد ومحاكمتها والحكم بإعدامها تحتل الصفحات الأولى للصحف المصرية. غير أننا إذا كنا نحن الكبار والشيوخ قد عاصرنا قصة جميلة بوحيرد فإن الأجيال الجديدة لا تعرفها، ولكن علينا أن نحكى لهم قصة تلك الفتاة التى ولدت فى بلدها الجزائر إبان الاستعمار الفرنسى ودرست تصميم الأزياء والرقص الكلاسيكى، ولكن عندما اندلعت الثورة التحقت بها فى العشرين من عمرها، وكانت بطولاتها سببا لاعتقالها وتعذيبها، ثم صدور الحكم بإعدامها، مما أثار ثائرة العالم كله وأرغم السلطات الفرنسية على تغيير الحكم إلى السجن مدى الحياة، ولم تخرج جميلة من السجن إلا بعد استقلال الجزائر عام 1962. غير أن فيلم جميلة توقف بالطبع عند حكم الإعدام, ولكن المثير هنا أننا إذا عدنا إلى المشاركين فى الفيلم نشعر وكأن أكبر مثقفى وفنانى مصر اهتموا بتخليد كفاح جميلة: نجيب محفوظ، عبد الرحمن الشرقاوي، يوسف السباعي، ماجدة، أحمد مظهر، صلاح ذو الفقار، رشدى أباظة، محمود المليجي، حسين رياض، فريدة فهمي..ثم يوسف شاهين! لقد اجتمع هؤلاء لتخليد جميلة عام 1958 واليوم ـ بعد ستين عاما- ترحب مصر مرة أخرى بجميلة، التى رأيناها وهى تحتضن هدى ابنة جمال عبد الناصر، وقد اغرورقت عيناها بالدموع!.

 

نقلا عن صحيفة الأهرام

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى