يهاجم البيت الأبيض وإدارة الرئيس ترامب الإعلام الأميركي بكل شراسة، ويرى فيه عدم الحياد والموضوعية، وعدم المسؤولية تجاه الوطن الأم أميركا، ويرى البيت الأبيض أن تغطية الإعلام للرئيس ترامب تفتقر إلى الاحترام والإقرار برفعة منصب الرئيس.
لكن هناك في الإعلام الأميركي، وخاصة في الصحف الرئيسية من يقول، إن ترامب هو الذي تسبب بهذه الحالة، ويظهر هذا الأمر من خلال عينات صغيرة من كلام ترامب، وأفعاله منذ توليه الرئاسة حتى الآن.
يذكر في بداية مسيرته بعد وصوله للرئاسة، وبعد إعلامه أن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس يريد أن يكون هناك تشريعات تقتضي الإدانة قبل أن تتمكن الولاية من مصادرة ممتلكات المشتبه بهم بجرائم، سأل ترامب عن اسمه، وقال «سوف ندمر حياته المهنية»، هل هذا منطق يتعامل به الرئيس مع أعضاء مجلس الشيوخ.
رداً على الانتقادات، التي وجهها عضو مجلس الشيوخ جون ماكين ضد عمليته في إحدى الدول بأنها غير ناجحة، قال ترامب، إن ماكين «يعزز قوة العدو ليس إلا! وكان يخسر لفترة طويلة إلى درجة أنه لم يعد يعلم كيف يفوز بعد الآن».
بعد أن قال عضو مجلس الشيوخ ريتشارد بلومنثال إن مرشحه للمحكمة العليا يجد انتقادات ترامب للمحاكم «محبطة للمعنويات»، هاجم ترامب بلومنثال قائلاً «هو الذي لم يسبق له أن حارب في فيتنام، عندما قال لسنوات إنه فعل (كذبة كبرى)، وقام بتحريف ما قال له القاضي نيل غوساتش».
أيضاً، مقولات ترامب للصحافة بأن ابنته إيفانكا عوملت بطريقة غير عادلة من جانب شركة نوردستورم، بعد أن تخلت الشركة الاختصاصية في صناعة الأزياء عن إصدار أي علامة تجارية من الملابس والأحذية، تحمل اسم إيفانكا، بسبب تراجع المبيعات.
كما قال ترامب للمسؤولين العسكريين إن «الصحافة غير النزيهة للغاية في أميركا لا تريد أن تنقل في تقاريرها» الأعمال الإرهابية.
يهدد ترامب بإنهاء مدن اللجوء، قائلاً إنه يريد «إنهاء مدن اللجوء، التي أدت إلى العديد من الوفيات، التي لا داعي لها» عندما لا توجد هناك أدلة عن «وفيات لا داعي لها» في مدن اللجوء، وهذه هي المدن، التي تبنت سياسة لحماية المهاجرين غير المصرح لهم، من خلال عدم ملاحقتهم قضائياً، لانتهاكهم قوانين الهجرة الفيدرالية.
عندما أوقف مؤقتاً قاض فيدرالي حظر الدخول إلى الولايات المتحدة من 7 دول بغالبية مسلمة، معفياً المسيحيين، هاجم ترامب القاضي قائلاً: «إذا حدث شيء ما، ألقوا باللوم عليه وعلى نظام المحاكم».
عندما أكدت محكمة الاستئناف رفضها دعوى تطبيق حظر السفر، وصف ترامب قرار المحكمة بـ«المخزي».
قال الرئيس في اجتماع لأعضاء مجلس الشيوخ إنه كان سيفوز بولاية نيوهامبشير في الانتخابات الرئاسية لولا آلاف الأشخاص، الذين تم «استقدامهم بالحافلات»، من ولاية ماساشوستس المجاورة للتصويت «بشكل غير قانوني» في نيوهامبشير، على الرغم من عدم وجود ذرة واحدة من الأدلة على حدوث ذلك.
في الاجتماع نفسه، تهكّم على الديمقراطيين بالقول «إن بوكاهنتوس هي الآن وجه الحزب»، وهذه إهانته المفضلة لعضو مجلس الشيوخ اليزابيث وارن.
حذر ترامب الرئيس المكسيكي بينا نييتو بأنه على استعداد لإرسال جنود أميركيين إلى المكسيك لوقف «الرجال المكسيكيين السيئين هناك» إذا كان ليس بإمكان الجيش المكسيكي السيطرة عليهم.
كما صرخ الرئيس في رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم وتيرنبول لافتراضه أن الولايات المتحدة ستمضي في اتفاق استقبال بعض اللاجئين، الذين جاؤوا إلى أستراليا.
في إفطار الصلاة الوطني، طلب ترامب من الحضور «الصلاة على روح حاكم ولاية كاليفورنيا السابق أرنولد شوارزنيغر» (الذي حل مكانه كونه مضيفاً في برنامج «المتدرب» على محطة إن بي سي)، لأن تقييمات البرنامج لم تصل إلى المستوى الذي وصلت إليه مع ترامب كونه نجم البرنامج.
هذا كله إلى جانب استمرار ترامب في كسب المال من شركاته التي تستفيد من كونه رئيساً للولايات المتحدة، وهو الأمر المخالف للقانون الأميركي الذي ينظّم موقع رئيس الدولة.
وكل يوم يمر، يمضي ترامب في مس المنصب الذي يشغله.