منذ سنوات بعيدة لم يشاهد المصريون حشود جيشهم وهى تغطى ارض سيناء بالكامل بكل المعدات العسكرية .. سنوات طويلة لم يكن مسموحا للجيش المصرى بأن يتجاوز حدود اتفاقية كامب ديفيد التى حددت مناطق وجود القوات المصرية وأنواع الأسلحة التى تستخدمها .. ولكن الطيران المصرى الآن يحلق فوق ربوع سيناء بالكامل والبحرية المصرية على شواطئ العريش والدبابات والعربيات المصفحة والقوات البرية وقوات الشرطة المصرية كلها توجد الآن فى سيناء حيث تطارد فلول الإرهاب فى مواجهة أخيرة .. لم يشعر المصريون يوما بأن سيناء المحتلة قد عادت بالفعل إلا من خلال الأغانى الوطنية والخطب ولكن سيناء التنمية والبناء بقيت بعيدة تماما عن سلطة القرار باستثناء المنتجع الجميل فى شرم الشيخ أو الغردقة، أما سيناء القرى والمدن والصحارى الشاسعة فقد بقيت بعيدة عن اهتمام الدولة المصرية والآن تشهد سيناء عصرا جديدا فقد بدأت معركة التنمية من خلال 250 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات التنمية، أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى وقد بدأ بالفعل تنفيذ هذه المشروعات ولكن الأهم هى الأنفاق الضخمة التى تم انشاؤها بين سيناء والوطن الأم وهذا يعنى أن الملايين من أبناء الوادى سوف يتجهون إلى سيناء للإنتاج والاستثمار والتنمية ولاشك فى أن هناك علاقة وثيقة بين ما نشاهده الآن من حشود قواتنا المسلحة التى انتشرت على أرضنا الطيبة وبرامج التنمية التى أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسى لإعادة بناء سيناء وهذا التنسيق بين تحرير سيناء من الإرهاب وتنمية كل شبر فيها كل ذلك يعكس فكرا جديدا فى سلطة القرار..إن عودة سيناء الحقيقية قد بدأت بالفعل ما بين البناء والحماية وما بين جيش يطارد الإرهاب وفى نفس الوقت يوفر الحياة الكريمة لأبناء الشعب .. إن سيناء الآن تعود إلى مصر على أسس جديدة وبراج مدروسة بعد أن تركنا الإرهاب يعشش فيها سنوات طويلة .. إن حشود الجيش التى تغطى سماء سيناء الآن هى التحرير الحقيقى الذى ينبغى أن يكتمل بأن تعود لها الحياة بناء وتنمية ورخاء وامنا لأبناء شعبنا العظيم.