استعرضت نخبة من العلماء والخبراء نتائج التقرير العالمي لسياسات السعادة الصادر في نسخته الأولى، التي تضم أكثر من 150 مقترحا لسياسات حكومية تدعم توجهات الدول في مجال ترسيخ ثقافة السعادة وجودة الحياة، ضمن أعمال الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات التي تنظم في الفترة من 11-13 فبراير الحالي.
وفي جلسة بعنوان «رؤى وتجارب من التقرير العالمي لسياسات السعادة»، في ختام فعاليات اليوم الأول للقمة العالمية للحكومات، تحدث كل من البروفيسور جيفري ساكس الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي ومدير مركز التنمية المستدامة بجامعة كولومبيا، وريتشارد لايارد الخبير الاقتصادي ومدير البرامج في مركز الأداء الاقتصادي بكلية لندن للاقتصاد، والبروفيسور مارتن سيليغمان أستاذ علم النفس ومدير مركز علم النفس الإيجابي في جامعة بنسلفانيا، وجان- ايمانويل دي نيف الأستاذ المساعد في الاقتصاد والاستراتيجية بجامعة أكسفورد.
ونصح ساكس الحكومات بالاطلاع على التقرير الأول من نوعه في العالم وما يتضمنه من دراسات وتوصيات قيّمة تساعدها على تحسين مستويات السعادة وجودة الحياة بشكل ملحوظ، وقال: «هذا التقرير هو خلاصة أفضل الممارسات العالمية والتجارب العملية الملهمة في تبني السعادة وجودة الحياة، والهدف منه مساعدة الحكومات على فهم وقياس ورصد السعادة في جميع أنحاء العالم. اليوم، هناك 22 حكومة فقط من بين 193 حكومة في الأمم المتحدة لديها سياسات للسعادة، لذلك فإن مهمتنا التالية هي العمل على نشر وإيصال هذه المعلومات القيمة للمجتمع الدولي».
من جهته، أشار ريتشارد لايارد إلى أن معالجة الأمراض النفسية التي تؤثر بشكل مباشر على السعادة وجودة الحياة، لا يزال تحدياً اليوم وقال: «تمثل نسبة المصابين بالاكتئاب 10% من الأشخاص حول العالم، إلا أن 25% فقط من المصابين بالأمراض النفسية والمشاكل المماثلة في الدول المتقدمة تتم معالجتهم».
وأضاف: «هناك علاجات مثبتة علمياً لمعالجة الاكتئاب، ويجب على الحكومات وضع خطة دولية لمعالجة 25% منها على الأقل بحلول عام 2030، علماً بأن تكلفة ذلك لا تتعدى 0.1% من إجمالي الناتج المحلي».
وأوضح مارتن سيليغمان الذي ركّز على نشر السعادة بين الأطفال والشباب، أن علم السعادة يمكن تعلمه، ويجب أن يبدأ تعليمه من المدرسة، وقال: «كلنا نحب أن يكون الأطفال سعداء، فهو أمر غاية في الأهمية على الصعيد النفسي والذهني والتربوي، وهناك تقنيات مثبتة علمياً تسهم في غرس المشاعر الإيجابية، وهي صفة غاية في الأهمية أثبتت من دون أدنى شك قدرتها على تحسين قدرة الطالب على القراءة والكتابة والحساب والفهم العلمي».
واختتم جان إيمانويل دي نيف الجلسة بتسليط الضوء على الدور الذي تلعبه الوظيفة في تحسين جودة الحياة، وقال: «تمنحك الوظيفة هدفاً في الحياة، وتساعدك أيضاً على تكوين العلاقات الاجتماعية وترسم لك نمط حياتك اليومية. هناك 4 طرق تساعد الإنسان زيادة مستوى الرضا الوظيفي، وهي تحقيق التوازن بين الحياة الاجتماعية والوظيفة، واكتساب مهارات جديدة، وتحسين العلاقة المهنية مع الزملاء ورؤساء العمل أو من خلال تحقيق الاستقلال الوظيفي».
المجلس العالمي للسعادة
الجدير بالذكر، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أعلن تشكيل المجلس العالمي للسعادة في مارس 2017 بالتزامن مع اليوم العالمي للسعادة.
ويضم المجلس 14 عضوا من العلماء والخبراء والمسؤولين الحكوميين، ويهدف إلى مساعدة الحكومات على تبني مفاهيم السعادة في سياساتها واجندات عملها.
نون – دبي – رضا هلال: