حين تتبرع وزيرة هولندية بـ 13 مليون يورو لـ «الاونروا» نكاية بترامب ويمر هذا الخبر مرور الكرام في وسائل الاعلام العربية يدفعك للشعور بالاسى الى أي حد وصل بنا الحال.
هذه الوزيرة «سكريت كاخ» وزيرة التنمية والتجارة الخارجية في الحكومة الهولندية تتعرض في بلادها لحملة شرسة تقودها شخصيات داعمة للاحتلال الاسرائيلي، وفي نفس الوقت تحظى هذه الوزيرة بدعم من الجالية العربية والفلسطينية هناك، ونحن لم نسمع بها يوما.
«الاونروا» تمر بأزمة مالية، وأزمة سياسية في ذات الوقت تستند الازمة المالية الى تراجع التبرعات وخفض التبرعات الامريكية الى النصف تقريبا، تحت ذريعة واهية تقوم على المطالبة بتغيير المناهج خدمة للمشروع الصهيوني، والازمة السياسية تتمثل في الانحياز الامريكي للمطالب التي تتقدم بها ادارة «النتن ياهو» الرامية لتصفية «الاونروا» لشطب مفهوم اللاجئين من الاجندة الدولية والسياسية، بين مطحنة الازمة المالية وسندان الازمة السياسية تتراجع خدمات الاونروا ولا تجد من المتبرعين الا القلائل من امثال الوزيرة الهولندية الى جانب حكومة الكويت التي تبرعت لمواجهة العجز المالي للوكالة الدولية لاغاثة اللاجئين.
مريب هذا الصمت العربي، وموقف رجال الاعمال العرب والفلسطينيين تحديدا، الذين بمقدورهم تقديم الكثير من الدعم المالي المنشود في هذه الظروف للحد من تراجع خدمات الوكالة والابقاء على الاطار السياسي لمفهوم اللاجئ الفلسطيني.
وفي الوقت ذاته مطلوب من الحكومات العربية التي لديها مخيمات اللجوء ان تبادر الى اسناد هذه التجمعات السكانية حتى تتغلب الادارات على تراجع الخدمات وخاصة في مجالات العمل اليومي : النظافة والصحة والتعليم وتحديدا نطالب الحكومة لدينا بمعالجة هذا الملف لأن الشكوى والتذمر أصبحت عالية من تراجع الخدمات ويصلني يوميا مئات الرسائل من مخيمات حطين والزرقاء ومادبا تشكو بمرارة غياب المعالجة الصحيحة لهذه الحالة.
الوزيرة الهولندية عرت العجز الدولي ولا نريد ان تخرج مخيمات اللجوء من عباءة الخيمة الى عباءة التوطين عبر خلق ذرائع واهية في تراجع الخدمات.