اقتصاد وبنوك

«أبوظبي التقني» يدشن منتدى القادة بمشاركة دولية..تحت رعاية هزاع بن زايد

 

مبارك الشامسي: الثورة الصناعية الرابعة ستقضي على الملايين من الوظائف التقليدية الحالية

مدير عام إرينا: التعليم التقني هو السبيل لضمان الوظائف في قطاعات الطاقة المتجددة

3 مواطنات يقدمن النموذج العالمي في الابداع الرياضي والصحي والرقمي

تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، شهد معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة، و معالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي، تدشين مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، لـ«منتدى القادة» ضمن فعاليات الدورة الرابعة من «أسبوع التعليم التقني والإبتكار2018» التي تقام خلال الفترة من 6-12 فبراير الجاري بجميع إمارات الدولة، حيث أكدت نخبة دولية كبيرة من القيادات المتخصصة في مجالات الطاقة المتجدده والصناعة والتعليم التقني من مختلف دول العالم، على أن دولة الامارات العربية المتحدة قد نجحت في تحقيق الكثير من النجاحات بوضعها التعليم التقني والمهني ضمن أولوياتها لضمان تمكين المواطنين من وظائف المستقبل و السير قدماً بخطوات ثابته نحو الازدهار والتقدم في كافة مناحي الحياة، مؤكدين على ضرورة التعليم التقني لضمان الوظائف المستقبلية .

وكانت فعاليات منتدى القادة قد عقدت في فندق الريتز كارلتون بأبوظبي بحضور سعادة مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركزأبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، وعدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إرينا»، وكينث كينج المدير السابق لمركز الدراسات الأفريقية  واستاذ التعليم المقارن والدولي في جامعة إدنبرة، وفيليب لوفيدر مدير التعاون الدولي ومدير عمليات البحوث في المنظمة الدولية للتعليم التقني والمهني والمركز الوطني لبحوث التعليم المهني، والدكتور سيزار أونيستيني مدير مؤسسة التدريب الأوربية، والبيرتو اراك نائب رئيس انترنت الأشياء والدفع الرقمي في شركة إتصالات، ونخبة كبيرة من كبار المسؤولين بالدولة.

تصريحات وزيرا الطاقة والتعليم العالي

وفي تصريحات لوسائل الإعلام قال معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة أن نجاح «أبوظبي التقني» في تنظيم منتدى القادة وما صاحبه من معرض المشروعات المبتكرة لطلبة ثانويات التكنولوجيا التطبيقية والثانويات الفنية بالدولة، ضمن فعاليات أسبوع التعليم التقني والابتكار، يعكس أولوية التعليم لدى القيادة الرشيدة، وأنه ضرورة لبناء الدولة، لافتا الى أن معرض المشروعات المبتكرة للطلبة كشف عن  القدرات العالية للنشئ المواطن الصغير في الابتكار والابداع مما يؤكد على أن ابناء الدولة قادرون على صنع المستقبل باذن الله.

وقال معالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي أن «أسبوع أبوظبي التقني للتعليم والابتكار» أثبت أن الامارات رائدة في في كافة مجالات الابتكار، كما اثبت الطلبة ان الاابتكار جزء اصيل من التعليم التقني والمهني حيث شاهدنا طلبة مواطنين يحددون التحديات ويعملون على مواجهتها بطرق مبتكرة بداية في الفكرة وحتى تنفيذها في إطار مشروعات علمية جديدة، كما كشف المعرض عن ان الابتكارفي التعليم التقني لا يقتصر على الامور الفنية حيث قدم المواطنون مشروعات اخرى عديدة ومتميزة منها مشروع ريادة الاعمال الذي بدأ بميزانية تقدر بنحو خمسمائة درهم وبالجد والإجتهاد والابتكار ينجح الشباب في الوصول الى أكثر من عشرة الاف، كما قدم الطلبة ابتكارا اعلاميا يتمثل في  فيديو يحاكي مناسبة مجتمعية هامة وهي يوم الشهيد مما يدل على ان الابتكارفي الإمارات يشمل كل المجالات إذ أن المركز الاول هو هدف كل مواطن.

الوزراء والشامسي خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى القادة

 

جلسات المنتدى

وكانت الجلسة الأولى من المنتدى قد بدأت تحت عنوان «قيادة الثورة الصناعية الرابعة وتحقيق رؤية الامارات 2071» بكلمة سعادة مبارك الشامسي أعرب في بدايتها عن حرصه على إفتتاح منتدى القادة بكلمة مسجلة لسيدى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة،  الذي يضع لنا دائما الخريطة التي تقودنا نحو المستقبل المشرق، لافتا الى أن الدورة الرابعة من « أسبوع التعليم التقني والابتكار2018» تقام  تحت شعار« الابتكار في التعليم التقني: سبيلنا لقيادة الثورة الصناعية الرابعة » . شاكرين لسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي تفضله بقبول رعاية هذا المؤتمر الذي يأتي ترجمةً لتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة بضرورة استمرار الجهود واستحداث الوسائل التي تمكن الشباب من الابتكاربا عتباره عنصراً رئيساً في تحقيق الخطة الاستراتيجية للدولة2021 ، ورؤية أبوظبي 2030 ، متطلعين أن يكون هذا الاسبوع فرصة ثمينة للشباب للالتقاء بنخبة  من خبراء القطاع الصناعي  للتعرف على المشروعات الحالية والمستقبلية ومسارات التعليم التقني والمهني  والفرص الوظيفية المتخصصة التي تنتظرهم في المستقبل.

وقال إن التحديات التي أفرزتها وستفرزها الثورة الصناعية الرابعة تتطلب نقلة نوعية جديدة في منظومة التعليم بالدولة قادرة على صناعة الكفاءات الوطنية ذات السمات المهنية والشخصية لتمكينها من تلبية متطلبات الحاضر والمستقبل،  خصوصا مع ازدياد تحديات مجتمع المعرفة والتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والبيانات الضخمة الذي سيكون لها أبلغ الأثر في اختفاء كثير من المهن مستقبلاً وإلى حدوث تحولات كبيرة في خارطة التوظيف حيث أشارت دراسة قامت بها مؤسسة ماكنزي في يوليو 2016 لما يقارب 800 مهنة في سوق العمل الأمريكي إلى أن أكثر المهن المعرضة لخطر الأتمتة واستخدام الروبوتات تكمن في القطاع الصناعي بنسبة (59%) ،وقطاع الخدمات الغذائي بنسبة (73%) ، وتجارة التجزئة بنسبة (53%)، وقطاع الضيافة والفندقة بنسبة (73%)؛ حيث تشهد تلك القطاعات تقدمًا ملحوظًا على المستوى التقني والتكنولوجي، مما يعرض هذه المهن لخطر الأتمته بنسب كبيرة الأمر الذي يتطلب الاهتمام بالتعليم التقني والمهني أسوة بالتجارب المتميزة في الدول الصناعية مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وسويسرا ،وألمانيا للاستفادة من تجاربها الرائدة والناجحة في هذا المجال.

وأضاف قائلا: «ويشير تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول مستقبل الوظائف في العالم إلى أن الروبوتات ستحل محل 5 ملايين وظيفة بحلول عام 2020، وفقدان أكثر من 7 ملايين وظيفة بسبب الطفرة التكنولوجية، وقد توقعت إحدى الدراسات التي قامت بها جامعة أوكسفورد بعنوان «مستقبل التوظيف» أنه ستختفي نحو 50% من الوظائف خلال العقود الأربعة أو الخمسة القادمة، كما يؤكد البنك الاسيوي للتنمية في دراسة أجراها عام 2014 أن من أهم الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها في تشجيع الابتكار في التعليم هو تعميق مشاركة أصحاب العمل والذي لا يمكن تحقيقه الا من خلال توسيع رقعة التعليم التقني والمهني بصفته القادر على تحقيق ذلك من خلال مناهجه التي تُوازن بين العلوم التطبيقية والعلوم الاجتماعية والإنسانية ومتطلبات سوق العمل.

وأكد سعادة مبارك الشامسي أن الثورة الصناعية الرابعة ستفرض واقعاً جديداً – لا محالة تقضي بموجبها على الملايين من الوظائف التقليدية الحالية، مثل وظائف السائقين الذين ستحل مكانهم السيارات ذاتية القيادة، والعمال ذوي المهارات المنخفضة الذين ستحل الروبوتات بديلاً عنهم، الامر الذي يتطلب مزيداً من الاهتمام في التعليم المهني والتقني بصفته القادر على الاستجابة لمتطلبات سوق العمل ودوره الفاعل في تطوير مهارات الشباب، لتمكينهم من العمل في القطاعات الحيوية مما يساهم في تحقيق اقتصاد وطني تنافسي،  قائم على المعرفة والابتكاروالتطبيقات التكنولوجية المستقبلية التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية، معربا عن أمله في أن يساهم هذا المنتدى في تحقيق مزيداً من المواءمة، بين قطاع التعليم والتدريب التقني والمهني ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة.

وفي كلمته قال عدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إرينا»، أن الإمارات نجحت في جعل مهارات التعليم المهني أساس وضرورة لأحداث التطوير الصناعي لتلبية احتياجات الحاضر والمستقبل، لافتا الى أن التعليم التقني هو السبيل نحو قيادة الشباب للثورة الصناعية، كما أنه ضرورة لمواجهة تحديات الاقتصاد العالمي، كما أكد على أن الامارات حققت بالفعل الكثير من التقدم المنشود حيث جاءت الإنطلاقة من رؤية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.

‎كما أشاد عدنان أمين بجهود القيادة الرشيدة في مجالات الطاقة النورية التي باتت اساسية لتوفير الحياة الأفضل في العالم، مؤكدا على أن  التعليم التقني هو السبيل لضمان الوظائف للملايين في قطاعات الطاقة المتجددة.

أما جلسة العمل الثانية فقد ركزت على«مراجعة الاتجاهات العالمية في التعليم والتدريب التقني والمهني ..تأملات في النظرية والتطبيق» قال خلالها فيليب لوفيدر مدير التعاون الدولي مدير عمليات البحوث في المنظمة الدولية للتعليم التقني والمهني والمركز الوطني لبحوث التعليم المهني، أن زيادة إنتاجية الموظفين تكون بالتدريب المتواصل لضمان زيادة العوائد المادية لافتا الى أن كل دولار ينفق في التدريب يعود بنحو 26 دولار وذلك وفق دراسة بريطانية جديدة.

أما الجلسة الثالثة فقد كانت بعنوان «الشباب الاماراتي الملهم ..نماذج إيجابية يحتذى بها» حيث قدمت المواطنة سارة محمد السناني النموذج الرياضي كونها من أصحاب الهمم، وقد حققت إنجازات عالمية رياضية عديده بحصولها على 38 ميدالية ذهبية وفضيه وبرونزية، فيما قدمت المواطنة ليلى على المهري النموج في الحصول على بكالوريوس التمريض من كلية فاطمة للعلوم الصحية بتفوق أهلها للعمل في كليفلاند كلينك العالمية بابوظبي، كما حصلت على ميدالية التميز في المسابقة العالمية للمهارات، وبجانب عملها في التمريض تشارك في تأهيل فريق مهارات الإمارات للمنافسات العالمية في مجال الرعاية الصحية، كما قدمت المواطنة مها موريش النموذج في مجال الاتصالات مما اهلها لمنصب نائب رئيس وحدة البيانات الكبرى والقنوات الالكترونية في شركة اتصالات، ومسؤولة عن تطوير القدرات الحكومية والشركات في هذا القطاع الحيوي الهام، فبعد حصولها على بكالوريوس الحاسوب من جامعة امريكية قضت عشرين عاما في هذا المجال في شركة إتصالات في الامارات و السعودية ومصر ونيجيريا في التسويق الالكتروني والترفيه الرقمي، بما جعلها جديدة بالابداع والإبتكار في عالم إتصالات الثري.

كما قام معالي سهيل المزروعي، ومعالي أحمد الفلاسي وسعادة مبارك الشامسي وكبار المسؤولين بجولة تفقدوا خلالها معرض المشروعات المبتكره المصاحب للمنتدى، حيث أشاد الجميع بالابتكارات المتنوعة التي قدمها شباب الإمارات في كافة المجالات الهندسية والتكنولوجية والاعلامية.

نون – أبوظبي

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى