الفصام هو مرض دماغي مزمن يصيب عدداً من وظائف العقل منها التفكير، حيث يفقد المريض القدرة على التفكير بشكل واضح ومنطقي ومترابط، كما يؤدي إلى أقتناعه بأفكار غير صحيحة اقتناعاً تاماً «ضلالات» وقد يحمل المريض معتقدات غريبة متنوعة مثل تحكم مخلوقات الجن بأفعال وتحركات البشر بأي صورة من الصور، كما يتصور إن العالم كله متآمر عليه شخصياً وإن كل ما يطرح أمامه من آراء وأفكار يعتبرها شاذة، وهنا أمثلة عديدة جداً على المصابين بهذا المرض، وابن تيمية أحد النماذج …
فبعد الأطلاع على جملة من آرائه وأفكاره المسطورة في كتبه لم أجد وصف مناسب لهذا الابن تيمية غير أنه مريض عقلياً وهذا ما يثبت من خلال ما سأذكره من تعارض – وما أكثره – واضح وتام في فتاوى ابن تيمية خصوصاً في مسألة حياة الخضر « عليه السلام » فمرة نجد ابن تيمية ينفي حياة الخضر وأخرى يثبت حياته..
حيث يقول ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى الجزء الرابع الصفحة 339 – 340 ((وأما حياته – أي الخضر – فهو حي ، والحديث المذكور- يعني: حديث (رحم الله أخي الخضر لو كان حي لزارني) – لا أصل له ولا يعرف له إسناد بل المروي في مسند الشافعي وغيره انه التقى بالنبي. ومن قال انه لم يجتمع بالنبي فقد قال ما لا علم له به، فانه من العلم الذي لا يحاط به . ومن احتج على وفاته بقول النبي (أرأيتم ليلتكم هذه ، فانه على راس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها أحد ) فلا حجة فيه فإنه يمكن أن لا يكون الخضر إذ ذاك على وجه الأرض. ولان الدجال وكذلك الجساسة كان حيا موجودا على عهد النبي وهو باق إلى اليوم لم يخرج ، وكان في جزيرة من جزائر البحر. فما كان الجواب عنه ، كان هو الجواب عن الخضر . وهو أن يكون لفظ الأرض لم يدخل في هذا الخبر ، أو يكون أراد النبي في الآدميين المعروفين .وأما من خرج عن العادة فلم يدخل في العموم ، كما لم تدخل الجن ، وان كان لفظاً ينتظم الجن والإنس .وتخصيص مثل هذا من مثل هذا العموم كثير معتاد.))…
وهنا نجد أن بن تيمية أثبت حياة الخضر « عليه السلام » وساق استدلالات وحجج على ذلك ونفى أحاديث قد تؤيد وفاته، لكن وفي مورد آخر وفي كتاب مجموع الفتاوى الجزء 27 في الصفحة 18 يقول بأن الخضر « عليه السلام » ميت ومتوفي!! حيث يقول ((وكذلك الذين يرون الخضر أحيانا هو جني رآه وقد رآه غير واحد ممن أعرفه وقال إنني الخضر وكان ذلك جنيا لبس على المسلمين الذين رأوه ; وإلا فالخضر الذي كان مع موسى عليه السلام مات ولو كان حيا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجب عليه أن يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويؤمن به ويجاهد معه …. )) !!!…
فبأي رأي يمكن الأخذ الآن ؟ للعلم هذه آراء سطرت في كتاب مجموع الفتاوى يعني هي ليست آراء بل هي فتوى يجب الأخذ بها وإلا فإن الأخذ والإعتقاد والإيمان بها يعد مخالفة للسنة وللكتاب وتستلزم القتل والتكفير !! لكن السؤال هنا : بماذا يؤمن أتباع أبن تيمية هل يعتقدون بأن الخضر حياً كما يقول ابن تيمية أو يعتقدون بأنه ميت كما يقول ابن تيمية أيضاً ؟ فمن يقول انه حي فهذا يخالف رأي ابن تيمية !! ومن يقول انه ميت فهذا يخالف رأي ابن تيمية أيضاً !!!…
وقد أصاب المحقق المرجع الصرخي كبد الحقيقة بقوله في المحاضرة الحادية عشرة من بحث « وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري» :
{{… بالله عليكم اجلبوا لي مرّة واحدة ابن تيمية بدأ بشيء وانتهى بنفس الشيء، فبحوثه عبارة عن شبكة عنكبوتية!! بحوثه عبارة عن متاهة وأنت اذهب والتقط من هنا أو من هنا أو من هنا واحكي وتبرّع بأن هذا قول ابن تيمية ويأتي الغير يقول هذا ليس قول ابن تيمية ويأتي ثالث يقول بقول آخر وهكذا رابع وخامس وعاشر وإلى المائة والألف كما هو حال التيمية وجماعة التوحيد الأسطوري، فمنهجه ومنهج من تبعه عبارة عن منهج التقاطي …}}.
بالله عليكم أليس كلام ابن تيمية عن الخضر « عليه السلام » لا يصدر إلا عن فكر مريض وعقل معطوب ؟ والأمر من ذلك عن هذا الفكر الصادر عن عقلية مريضة صار منهجاً يدرس ومنبعاً فكرياً يؤخذ به حتى بات من أساسيات الفكر المتشدد التكفيري، ولهذا تجد إن أغلب من يتبع هذا الفكر يعاني من اختلال عقلي وخير شاهد على ذلك تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي تستمد فكرها من فتاوى ابن تيمية وكتبه.