يقدر عدد القوات الإيرانية في سوريا بحوالي 70 ألف عنصر. أما القوات الأمريكية التي أعلن عن تواجدها الدائم مؤخرًا في سوريا فهي لا تتجاوز ألفي جندي. ووفق تقرير نشرته مجلة بزنس إنسايدر يوم أمس، فإن احتمالات المواجهة المباشرة أو غير المباشرة بين القوات الإيرانية والقوات الأمريكية باتت مرتفعة جدًا، لسبب مهم هو أن النظام الإيراني يعمل بإصرار على تأمين جسر بري يربط طهران بالضاحية الجنوبية في لبنان، حيث تنظيم «حزب الله»، عن طريق سوريا، في مقابل ما أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية عن استراتيجيتها في دحر النفوذ الإيراني في المنطقة، والتي ترتكز على سلب النظام الإيراني قدرة تحقيق موطئ قدم في سوريا، إلى جانب محاربة تنظيم «داعش».
أحد خبراء مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية قدم تقريرًا يذكر أن جميع القوات الإيرانية الموجودة في سوريا لا يمكن أن تصمد أمام أي مواجهة أمريكية، وأنه بمجرد حدوث مواجهة من هذا النوع فإن القوات الإيرانية المكونة من عرقيات ومليشيات سرعان ما تنهار وتندحر. ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تعمل على تشكيل قوات من مقاتلين عرب في سوريا لمحاربة الوجود الإيراني، بالإضافة إلى الاستعانة بحلفائها في المنطقة، وأن التفوق الأمريكي في استخدام الطيران والمدفعية والقواعد العسكرية الموجودة في مواقع مختلفة جغرافيًا، سوف تؤدي إلى هزيمة الإيرانيين، حيث إن القوات الإيرانية -وفق وصف التقرير- هي قوات ضعيفة ومكشوفة.
ويتوقع تقرير بزنس إنسايدر أن المواجهة الأمريكية الإيرانية في سوريا باتت وشيكة، وأن ذلك قد حدث فعلاً في بعض المواقع التي سرعان ما هُزم الإيرانيون فيها، وخصوصًا أن الظروف الحالية في إيران وما يعانيه النظام من ضعف ومشاكل جراء سلسلة الاحتجاجات التي اجتاحت إيران بهدف إحداث تغييرات سياسية واقتصادية، تلقي جميعها بظلالها على قدرة الإيرانيين على الاستمرار في تدخلاتهم الخارجية بنفس الوتيرة السابقة.