صدر موخراً للأستاذة الدكتورة حنان يوسف دراسة حول « اثر وسائل الإعلام في تشكيل اتجاهات الجمهور المصري نحو قضايا الفساد».
وصرحت د.حنان يوسف أن فكرة الدراسة جاءت من قوة تأثير تفشي الفساد كأحد العوامل الرئيسية التي أدت إلي التحولات السياسية الجذرية التي شهدتها عدد من بلدان المنطقة العربية ومصر علي وجه التحديد حيث تشير تقارير مختلفة للأداء الاقتصادي إلي خسائر تقدر بمئات المليارات من الجنيهات في مختلف قطاعات الدولة تتكبدها مصر من تفشي ظاهرة الفساد وعد م السيطرة عليها في ظل انعدام نظم أمينة للمحاسبية والحكم الرشيد، كما يعد الإعلام مؤثرا مباشرا على أفراد المجتمع مما يجعله يواجه خطورة الفساد في الجانب الاجتماعي لذلك فإن الإعلام عليه أن يلعب دوراً مهماً في عملية ازدراء الفساد والمفسدين اجتماعيًا وإشاعة ثقافة المقاومة لهذه الظاهرة وان المجتمع يمتلك قوة الردع لها إذا استخدم الوسائل المناسبة التي يمتلكها.
واضافت، إلي أن الدراسة طرحت تساؤلات حول مدي قدرة وسائل الاعلام المصرية في ظل التطور الكبير الذي تشهده من حرية تعبير غير مسبوقة في تشكيل اتجاهات الرأي العام المصري تجاه قضايا الفساد بل واختراق دوامات الصمت المتعارف عليها بين الرأي العام المصري في قضايا الفساد الجدلية لأسباب امنية او ثقافية واجتماعية او غيرها او لمخاوف من العزلة الاجتماعية.
وأشارت، إلي أن هذه الدراسة تبحث دور وسائل الاعلام المصرية في تشكيل اتجاهات الرأي العام تجاه قضايا الفساد المختلفة من اختبار وتطبيق فروض نظرية دوامة الصمت واثر ذلك في تشكيل اتجاه متوافق لدي الرأي العام المصري حول قضايا الفساد وكسر حاجز الخوف من المشاركة في تبني اتجاهات ضد الفساد والتعبير عنها علانية، وذلك من خلال دراسة مسحية ميدانية علي عينة قوامها (420 ) مفردة من الجمهور المصري من المهتمين والمنخرطين في مجالات الفساد المختلفة «السياسي الاقتصادي الاجتماعي- الإعلامي والثقافي» لقياس أهمية وإثر وسائل الإعلام في مصر في تشكيل اتجاهات الرأي العام المصري تجاه قضايا الفساد.
وأضافت د.حنان يوسف استاذ الاعلام بجامعة عين شمس الي ان الدراسة تكشفت عن عدد من النتائج البحثية المثيرة للجدل وفي مقدمتها ارتفاع نسبة المهتمين بقضايا الفساد بين جمهور الدراسة وكذلك حظيت متابعة قضايا الفساد في وسائل الإعلام المصرية باهتمام كبير من جمهور الدراسة ويمكن تفسير ذلك ايضا في ضوء الشواهد من اوضاع الحراك السياسي في مصر وارتفاع درجة الديمقراطية والتعبير عن الرأي مما يمثل ارتفاع معدلات التظاهر والاعتصامات والاحتجاجات للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة داخل مصر.
كما جاء الاعلام المرئي في مقدمة ترتيب افضل الوسائل الاعلامية التي قدمت اتجاهات نحو ظاهرة الفساد .
واختتمت الدراسة بعدة توصيات من أهمها ضرورة تبني وسائل الاعلام لخطاب تنويري اصلاحي يواجه خطورة انتشار الفساد القيمي والاخلاقي في المقام الاول