بعيدا عن الأرقام والإحصائيات الدقيقة والمذهلة التى تضمنها خطاب الرئيس السيسى فى افتتاح مؤتمر «حالة وطن» وجاءت بمثابة كشف حساب عن منجزات الفترة الرئاسية الأولى لا يمكن لأى منصف أن يتجاهل ما تعفف السيسى عن ذكره وبالذات ما يتعلق بالحرب الشرسة مع حلف الكراهية وذيوله من شراذم الإرهاب.
لم يقل السيسى تعففا إنه امتلك نبلا وطنيا فريدا عندما قرر وحيدا أن يستجيب لصوت ملايين المصريين الذين ملأوا الميادين فى 30 يونيو 2013 وأن يتحدى بمفرده قوى الشر والظلام لكى ينتزع مصير الوطن من قبضة الغاصبين ويتصدر المشهد الرائع فى 3 يوليو 2013 ليطرح خارطة طريق جرت صياغتها بكل أحرف الصدق والذكاء لخدمة الأمل المشروع فى الخلاص وإزاحة الكابوس.
إن شعب مصر لا يمكن له أن ينسى فى كشف حساب السيسى شجاعته وجرأته فى مواجهة العاصفة المجنونة لأزلام الجماعة المحتشدين فى ميدانى النهضة ورابعة العدوية وكيف استطاع الرجل بثبات وروية أن يضع حدا لهذا الجنون دون أن تهتز شعرة واحدة فى رأسه.
فى كشف حساب السيسى عنوان للتجاوب بين شعب وقائد تحت مظلة الإدراك بأن هذا الشعب يستحق أن يكون صاحب البلاد وسيدها فى ظل تكافؤ للفرص ودون التفات لمن امتهنوا لعبة اجترار الأكاذيب وتقيؤ السباب بمخزون الأحقاد دون خجل.
إن كشف حساب السيسى يمثل رؤية للمستقبل بأكثر من كونه عملية جرد لكل ما تحقق فى السنوات الأربع الماضية والتى أثبت خلالها الرجل أنه عنوان صادق لعفة النفس ورجاحة العقل وعمق الإيمان وشموخ الكبرياء وهذه الخصال جميعها تمثل القاسم المشترك لغالبية المصريين الذين ــ وبرغم مصاعب الحياة ــ لم تهن عزيمتهم ولم يهتز يقينهم بأن الغد سيكون أفضل من اليوم تحت رايات التكاتف فى قوافل العمل المنتشرة على طول أرض الوطن.
خير الكلام:
<< اخترْ لنَفسِكَ ما تعيشُ بِذِكرِهِ.. فالمرءُ فى الدُنيا حَديثٌ يُذكَرُ!