غير مصنف

“البتراء”.. غضب أردني بعد إعلان يوحي بأنها جزءٌ من “إسرائيل”

حتى كتابة هذا التقرير، تلتزم الحكومة الأردنية الصمت، إزاء منشورٍ إسرائيلي لدعاية سياحية لزيارة دولة الاحتلال يعتبر مدينة البتراء الأردنية جزءاً من إسرائيل، فيما رفض العشرات من المواطنين الأردنيين في حديث لـ”الخليج أونلاين” السياسة الحكومية لبلادهم في “التغاضي” عن المواقف الإسرائيلية المتتالية، التي وصفوها بـ”الاستفزازية”، تجاه الأردن دون وجود ردٍّ حازمٍ على تلك التجاوزات، على حد قولهم.

– بين البتراء وقبة الصخرة

المؤلفة الإنجيلية اليمينية الأمريكية الشهيرة كاي آرثر (81 عاماً)، نشرت إعلاناً يروج لزيارة إسرائيل، واضعة على الغلاف الرئيسي للإعلان صورة الخزنة بمدينة البتراء الأثرية، وهو ما أثار ردة فعلٍ غاضبةٍ في الأردن.

وقوبلت هذه الصورة التي انتشرت بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، بردود أفعال غاضبة من قبل المواطنين والجهات الرسمية، الذين أبدوا رفضهم للتضليل الذي مارسه الإعلان، وبعد ساعات على نشر الإعلان عبر صفحتها على موقع “تويتر”، قامت آرثر بسحبه، وإرفاق صورة مسجد قبة الصخرة في القدس المحتلة للترويج لـ”إسرائيل”، قائلةً إن “الرحلة تتضمن جولة اختيارية للأردن بهدف زيارة المدينة الوردية (البتراء)”.

– أرض الميعاد

وتعتبر بعض النصوص التوراتية البتراء وعدداً من المناطق الأردنية الأخرى جزءاً لا يتجزأ من “أرض الميعاد” التي تخص اليهود، ويتناوب اليهود بشكل مستمر على زيارة البتراء، حيث لم تكن حادثة التجاوز على معلمٍ وطني أردني كالبتراء حدثاً فريداً، فقد طالبت السلطات الأردنية، في وقتٍ سابق، القائمين على محرك البحث الشهير “google” بتعديل خطأ كان يظهر البتراء الأردنية على أنها موقع سياحي في إسرائيل قبل أن تقوم الشركة بتعديله.

وتقع مدينة البتراء، أو المدينة الوردية، جنوبي الأردن، ويعود تاريخ المدينة المحفورة في الصخور إلى ما يزيد على ألفي عام، واختيرت في العام 2007 كواحدةٍ من عجائب الدنيا السبع الجديدة في استفتاء عالمي عبر الإنترنت.

– الوزارة توضح

وزير السياحة الأردني نايف الفايز أعرب، في تصريحٍ لـ”الخليج أونلاين”، عن استغرابه من نشر تلك الصورة، مشيراً إلى تحرك فريقٍ مختص في وزارة السياحة لمحاولة معرفة من يقف خلف تلك الصورة، وملاحقته قضائياً بالتعاون مع الجهات المختصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهيئة تنشيط السياحة الأردنية في أمريكا، لكون الصورة نشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن طريق أحد المواطنين الأمريكيين هناك.

– رموز يهودية

الكاتب والمحلل السياسي الأردني ماهر أبو طير قال: إن “المسؤولين في المملكة الأردنية يعلمون بوجود حفرياتٍ إسرائيلية في منطقة البتراء، وقيام إسرائيليين بدفن قطع عليها رموز يهودية في تلك المناطق”.

وقال في تصريحٍ لـ”الخليج أونلاين”: لقد تم ضبط حالات لسياح إسرائيليين يقومون بهذا العمل، مشيراً إلى وجود “مئات الحالات الأخرى، لم يعرف عنها أحد”.

وتحدث أبو طير عن “حالات عدة يقوم فيها حاخامات يهود بزيارة إلى الأردن، بجنسيات أجنبية، ولا يلبسون لباس المتدينين، ويقومون بجولات على الأقدام لمسافات طويلة في مناطق سياحية جنوبي الأردن”.

وأضاف: “قصة حفر رمز عبراني على أثر من الآثار أو على البتراء قصة مهمة وخطيرة، إذ يبحث إسرائيليون عن مخطوطات يهودية معينة في الأردن”، مشيراً إلى أن “النبش الإسرائيلي ليس جديداً، والخشية في عدم تمكن وزارة السياحة من رصد ما يجري بشكل كامل”.

– إسرائيل غاضبة

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد حفلت بردود فعل غاضبة من جراء ما يتعرض له السياح الإسرائيليون في الأردن من عدم ترحيب، على الرغم من الجهود الإسرائيلية القاضية بتغذية مسار التطبيع الإسرائيلي مع الشارع الأردني بعد مضي نحو عقدين من الزمان على توقيع معاهدة السلام الإسرائيلية – الأردنية.

فقد كشف الإعلام الإسرائيلي أخيراً عما قاله سياح إسرائيليون عادوا مؤخراً من رحلات إلى مدينة البتراء الأردنية من أن تجاراً أردنيين علقوا على أبواب محالهم إعلانات كتبوا عليها “نرفض استقبال الكلاب والإسرائيليين”.

ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية صوراً التقطها هؤلاء السياح لمحال تجارية تم تعليق لافتات على أبوابها جاء فيها باللغة الإنجليزية “نعتذر، لا نستقبل الكلاب والإسرائيليين”، في حدثٍ وصفه البعض بالطبيعي نتيجة الموقف الشعبي الأردني الرافض لأي شكلٍ من أشكال التطبيع مع الإسرائيليين.

وأشارت إلى أن هذه اللافتات أثارت عدم ارتياح في صفوف السياح الإسرائيليين، كما أن هذه الإعلانات تشكل جزءاً من موجة عداء لإسرائيل في دول عربية وإسلامية تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية معها، مثل مصر والأردن، في أعقاب الحرب على غزة.

وعلى صعيد رسمي، كان الأردن قد أبلغ إسرائيل جملة من الانتقادات التي سجلت ضد السياح الإسرائيليين والمتعلقة بسلوكيات غير حضارية خلال وجودهم على أراضي المملكة؛ منها محاولتهم عدم دفع ما يستحق عليهم من رسوم لدخول بعض المواقع السياحية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى