اتهم الحرس الثوري الإيراني حزب «البعث» العراقي وعائلة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بالوقوف خلف موجة الاحتجاجات التي عصفت بالنظام الإيراني واجتاحت مدنه خلال الأسبوعين الماضيين. وكان النظام الإيراني قد اتهم قبل ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وقال إنهما قد فشلتا في إسقاط النظام الإيراني من خلال هذه الاحتجاجات، كما اتهم النظام الإيراني أيضًا المملكة العربية السعودية بالضلوع في هذه الاحتجاجات. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل جاء النظام الإيراني أيضًا على ذكر تنظيم «داعش»، واعتبر أن عناصر «داعش» متورطون أيضًا! فقط من يستطيع أن يتخيل عناصر تنظيم «داعش» الهاوية للقتل وقطع الرؤوس وسفك الدماء وهم يتظاهرون في شوارع طهران؟! إنها قمة الإسفاف والاستهزاء من قبل النظام الإيراني بالشعب الإيراني.
كل هذه الاتهامات التي وزعها النظام الإيراني على مختلف الأطراف، تدل على أنه يعيش أزمة فعلية، وأن الرعب يتملكه. وتؤكد هذه الاتهامات أيضًا أن الشعب الإيراني قد نفد صبره تجاه هذا النظام، وأن الشعب يقود بنفسه حركة الاحتجاجات ضد الملالي، ولذلك فإنه لا وجود لمتهم محدد عند النظام الإيراني، ويحاول كل يوم أن يجد عدوًا وهميًا، أو أن يخيف الإيرانيين بإقحام أطراف خارجية في حراكهم الشعبي.
وفي أثناء هذا التورط الإيراني في الداخل، وما قد ينجم عنه من تطورات، تحشد الدول الأوروبية المستنفعة من العقود الاقتصادية والتبادل التجاري مع النظام الإيراني جهودها في محاولة لثني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته المحتملة – خلال اليومين القادمين- رفض الاتفاق النووي والخروج منه، ما لم يتمكن الكونجرس الأمريكي من الوصول إلى صيغة تضمن توسيع نطاق الاتفاق ليتضمن الرقابة على السلوك الإيراني، بما في ذلك تمويل ودعم الإرهاب، وبرنامج الصواريخ الباليستية.