نون والقلم

عبدالمنعم ابراهيم يكتب: أين ذهبت عناصر « داعش »؟!

هناك محاكمات لعناصر من داعش في تركيا والأردن وتونس والعراق وليبيا.. لكن كل هؤلاء في مجموعهم عدد قليل جدا من المجموع الإجمالي لعناصر «داعش» الذين كانوا يقدرون بالآلاف إبان سيطرتهم على مناطق شاسعة في العراق وسوريا تحت مسمى (الدولة الإسلامية).. والسؤال هنا:

أين ذهبت بقية (الدواعش) بعد طردهم من العراق وسوريا؟!

للإجابة عن هذا السؤال علينا أن نعود إلى الفرضية القائلة إن «داعش» هو من صُنع الاستخبارات الأجنبية واستخدمه لتمزيق الوطن العربي وتقسيم الدول العربية إلى دويلات طائفية وعرقية.. وإذا قبلنا بهذه الفرضية فإن المخطط التآمري قد نجح في العراق وسوريا، حيث لم تعد أيا منهما (دولة مركزية) واحدة.. بل دويلات!

نعود إلى السؤال نفسه: أين تم توزيع بقية (الدواعش) بعد سوريا والعراق؟! وهنا يجب أن نلاحظ أمرًا مهما هو أن (الدواعش) أنفسهم، سواء كانوا عربا أو أجانب، يقبلون بسياسة المفاوضات وعقد الصفقات في الترحيل من المناطق التي يسيطرون عليها إلى مناطق أخرى أكثر أمانا لهم.. حدث ذلك في لبنان وفي سوريا وفي العراق وفي الحدود السورية – الأردنية.. وضلعت في هذه الصفقات حكومات عربية وأحزاب ومليشيات إيرانية مثل (حزب الله اللبناني).. لذا؛ من غير المستعبد أن تكون هذه الصفقات السرية والعلنية مع (داعش) قد تمت بمباركة الاستخبارات الدولية الكبرى لترحيل (الدواعش) وليس القضاء عليهم أو إبادتهم في أرض المعارك!

لماذا؟.. لاستخدامهم من جديد في معارك وفتن وخلق فوضى وتصدير للإرهاب في دول أخرى.. عربية وإسلامية.. ولذلك تلاحظون أن الإرهاب النوعي قد زاد في الآونة الأخيرة في مصر وليبيا.. سواء من خلال الهجمات الإرهابية على المساجد والكنائس مصر.. وفي ليبيا من خلال المتاجرة بالرقيق السود من المهاجرين الأفارقة؛ إذ يعتبر (الدواعش) ذلك جزءا من القيم الإسلامية القديمة في دولة الخلافة!

باختصار.. لقد تم توزيع (الدواعش) في مناطق أخرى، وقريبا سوف تسمعون أصواتهم بين الجدران العربية.. لماذا؟.. لأن الذين صنعوا (داعش) لا يزالون يراهنون على دورهم التخريبي في تقسيم الوطن العربي وخلق الفتن الطائفية والدينية ضمن أجندات جديدة في دول عربية أخرى!

نقلا عن صحيفة اخبار الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى