أبواب الموساد الخفية(1)
ثمة باب خلفى تختفى وراؤه الموساد وهو الصورة البطولية التى تحاول الظهور بها بداية من عملية مطار عنتيبى وانتهاء بحكاية اختطاف “ميج 21″والتى تبدأ بشخص، اسمه “سلمان”يذهب إلى السفارة “الإسرائيلية”، و يطلب منهم مليون دولار نقدًا، مقابل تسليم “إسرائيل” طائرة من نوع “ميج 21” روسية، من أكثر الطائرات تطورًافى ذلك الوقت …فى البداية اعتقدت الإدارة “الإسرائيلية” انه عميلاً مزدوجاً، ويشتغل مع السلطات العراقية، ولكن فكرة الحصول على طائرة روسية متقدمة أصبحت حلمًا لا يُقاوَمُ. ” لذلك عند إخبار بن جوريون ورئيس الأركان إسحاق رابين حين ذاك، حصل على موافقتهم ولأن طائرة “ميج 21” كي تغادر التراب العراقي، يتوجب عليها أن تجتاز المجال الجوي التركي قبل أن تصل الى اسرائيل .لذلك مارس الأمريكان ضغوط على الأتراك من خلال إيهامهم بأن هذه الطائرة متوجهة إلى أمريكاوفى يوم 15 من شهر أغسطس 1966 ومع إشراقة الشمس، انطلق الطيار “منير” في قيادة طائرة “الميج 21” في مهمة روتينية وما أن ابتعدت عن القاعدة حتى ضاعفت من قوة محركاتها، ووصلت إلى الحدود التركية قبل أن يتلقى الطيارون الآخرون الأوامر بإسقاطها. بعد ذلك رافقتها طائرات فانتوم من الجيش الأمريكي، حتى رست في قاعدة تركية حيث تم تزويدها بالوقود.(…) لاحقا، بعد ساعة، كانت “الميج” تحط في قاعدة عسكرية في شمال “إسرائيل”.
والطريف ان من حكايات الموساد أنها تتجسس على الأمريكان حتى في عقر دارهم. من خلال ما اطلقوا عليه “الجاسوس ذو القناع الحديدي”، وتم الاختراق “الإسرائيلي” للأمريكيين، وخصوصًا على يدي “رافي إيتان” Rafi Eitan والعميل بولارد Pollard. فالعميل “بولارد” نجح، ضمن ما نجح فيه، في إيصال تقرير لوكالة الاستخبارات الأمريكية يعرض البنية الكاملة لشبكة الجواسيس في هذا البلد(جنوب أفريقيا)، نجح في إيصاله لـ”إسرائيل”. كما نجح في إيصال تقرير حول تفاصيل تفجير جنوب أفريقيا لأول قنبلة نووية في 14 /سبتمبر من سنة 1979 في جنوب المحيط الهندي.
وقد كانت حكومة جنوب أفريقيا تنفي دائما هذا الخبر. وقام أيتان بتسليم سلطات جنوب أفريقيا نسخًا من كل الوثائق الأمريكية المتعلقة بجنوب أفريقيا، وقد تسبب الأمرُ بتفكيك فوري لشبكة المخابرات الأمريكية، مما اضطر 12 عميلاً من الأمريكيين إلى مغادرة بريتوريا”.وهو ما ساعد فى نقل أكثر من 1000 وثيقة “بالغة السرية”، إلى “إسرائيل”، حيث كان أيتان، شخصياً، يقوم بدراستها العميقة قبل أن يسلمها إلى جهاز الموساد.
وقد أتاحت هذه المعطيات لناحوم أدموني، مستشار حكومة الائتلاف “الإسرائيلية” التي يترأسها شيمون بيريز، أفضل الطرق للردّ على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وقد سمح رافي أيتان للعميل بولارد الحصول على جواز سفر باسم “داني كوهن”، بالإضافة إلى منحه مرتبًا شهريًا كبيرًا جدًا. ولكنه في المقابل طلب منه تفاصيل إضافية حول نشاطات التجسس اللإلكترونية لوكالة الأمن القومي الأمريكية NSA في “إسرائيل”، وطلب منه معلومات حول طرق التصنت ضد السفارة “الإسرائيلية” في واشنطن نظرة على الاغتيالات السياسية الاغتيال السياسى تعبير موازى لكلمة موساد وله صورعدة و رغم اختلافه الا انه تأكيد ان لاشئ ممنوع فى الموساد وفى هذا الجزء استعرض بعض العمليات السريعة للموساد فى هذا المجال ومنها اغتيال أبوجهاد والشقاقي ومحاولة اغتيال مشعل ,وفى العملية الاولى قام مخبرو الموساد بمراقبة شاملة لفيلاّ أبو جهاد في “سيدي بوسعيد” بالقرب من العاصمة التونسية.
كما أن المراقبة طالت حتى وصلت أم جهاد، زوجة القائد الفلسطيني، فكانت تتعرض للمراقبة حين كانت تلعب مع أولادها، وحين تتوجه إلى الكوافير وكان الموساد يتنصت على المكالمات الهاتفية بينها وبين زوجها. وضع الموساد أجهزة تنصّت في غرفة النوم ثم اختراق الكوماندوز لفيلاّ القائد الفلسطيني وتصفية حارسيه، ثم مفاجأته وهو داخل غرفته منهمكا في مشاهدة شريط فيديو لمنظمة التحرير الفلسطينية وقتله بدم بارد. ثم تهديد زوجته ومطالبتها بالاحتماء في غرفتها. بعد العملية تبخر الكوماندوس في الهواء.
و قامت الموساد بعد عدة شهور بتصفية ثلاثة من أعضاء الجيش الجمهوري الإيرلندي. ويعود اهتمام “الموساد” بالجيش الجمهوري الإيرلندي إلى الفترة التي دعت فيها حكومة مارجريت تاتشر، في سرية تامة، “رافي إيتان”، لزيارة بلفاست، كي يشرح لموظفي الاستخبارات البريطانية العلاقات الوثيقة، التي تربط بين الجيش الجمهوري الإيرلندي وحزب الله. اما اغتيال الزعيم الفلسطيني فتحي الشقاقي، زعيم تنظيم الجهاد الإسلامي، والذى قتل في مالطا على أيدي الموساد، بعد زيارته للجماهيرية الليبية.
ورغم وصول فتحي الشقاقي في هذا اليوم على متن سفينة طرابلس-لافاليت، محفوفا ببعض الحرس الليبيين الذين ظلوا على متن السفينة. وكان الشقاقي قبيل عودته من الجماهيرية قد حلق ذقنه. قدّم نفسه لمسؤولي الجمارك تحت اسم إبراهيم درويش بجواز سفر ليبي. وبعدها نزل في فندق “ديبلومات” وهناك جلس في مقهى الفندق وطلب القهوة .وفي صباح اليوم التالي وحين كان متوجّها إلى ممر الإقلاع، ظهر رجلان يركبان درّاجة نارية وتوقفا في مستواه، وقام أحدهما بإطلاق ست رصاصات عن قرب، فمات الشقاقي على الفور.
ويتداخل الخيال الأسطوري مع الواقع في كتاب عن “بطولات” جهاز المخابرات (الموساد) ويعترف فيه اسرائيليون بأنه “منذ أيام الملك داود اعتمد شعبنا على الاستخبارات الجيدة” التي مكنتهم من الانتصار على أعداء أقوى منهم طوال تاريخهم.ويقول جوردون توماس في كتابه (جواسيس جدعون.. التاريخ السري للموساد) إن دافيد بن جوريون أول رئيس وزراء للدولة العبرية “كان يعرف أنه ليس نبيا وأنه مجرد مقاتل شوارع عنيد فاز بحرب العام 1948 ضد العدو العربي الذي جمع قوات تفوق تلك التي كانت تحت تصرفه بعشرين ضعفا.
ولم يكن هناك انتصار أعظم منذ أن قتل الفتى الراعي ديفيد العملاق جالوت وأخضع الفلسطينيين القدماء” في اشارة الى النبي داود.ويضيف أن العقيدة الرئيسة للموساد هي “اسرائيل أولا وأخيرا ودائما. أبدا” حتى ان اسرائيل تحتل المرتبة السادسة بين الدول التي تمارس نشاطا تجسسيا على الولايات المتحدة..والمؤلف توماس يهودي من أصل بريطاني عاش فترات من حياته بين مصر في زمن الاحتلال البريطاني وفلسطين تحت الانتداب البريطاني.ويلقي توماس أضواء على ما يمثله رجال الموساد قائلا انهم كانوا بالنسبة الى مير عميت الذي ترأس الجهاز بين عامي 1963 و1968 مثل جدعون “وهو بطل العهد القديم الذي أنقذ اسرائيل من قوى العدو المتفوقة لانه امتلك استخبارات أفضل.
كما ينقل مقولة “اذا لم تكن جزءا من الحل. عندها ستكون جزءا من المشكلة” وهي جملة منسوبة الى رفائيل ايتان “الجاسوس في القناع الحديدي” الذي يعتبره المؤلف نموذجا للقسوة الباردة والخداع حيث تمكن من اختطاف أدولف ايخمان النازي الذي كان مختبئا في الارجنتين. وظل ايتان مساعدا لرئيس الموساد لشؤون العمليات لاكثر من ربع قرن. ويسجل المؤلف أن منظمة الهاجانا التي تأسست كمليشيا أصبحت “نواة جيش سري مخيف” وأنشئ فيها قسم سياسي “لنشر الاكاذيب عبر تزييف المعلومات” لكنه يذكر بأن “الانكار هو الفن الاسود الذي تتقنه كل أجهزة الاستخبارات السرية في العالم”.ويضيف أنه في منتصف الخمسينيات زود الموساد “بمعدات حديثة جدا” بعد أن تأسست “شراكة” بينه وبين وكالة المخابرات المركزية الامريكية.
ورغم وصف المؤلف الولايات المتحدة بأنها “أقدم وأوثق صديق للدولة اليهودية” فانه يسجل “تسلل الموساد” المتزايد في أمريكا وهو ما يراه مثالا “صارخا” على التجسس الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي قائلا ان تقارير لجنة الاستخبارات في الكونجرس ووكالة المخابرات المركزية “حددت اسرائيل كواحدة من ضمن ستة بلدان أجنبية تبذل جهودا سرية تديرها وتنسقها الحكومة للحصول على أسرار الولايات المتحدة الاقتصادية.”وبطبيعة الحال وبحكم الجغرافيا بعد قيام اسرائيل عام 1948 فان الموساد اتخذ من العالم العربي ساحة لمعظم أنشطته التجسسية. فيروي المؤلف مثلا أن الموساد تولى الاشراف على شبكة تجسس في العراق في نهاية الاربعينيات بهدف اختراق الدوائر العليا في الجيش وتنظيم شبكة هجرة سرية ليهود العراق الى الدولة العبرية التي كان لها “جواسيس في كل عاصمة عربية” يقدمون سيلا من المعلومات.
ويقول انه في حين كانت الدبابات الاسرائيلية تحاصر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات حتى أكتوبر 2004 كان خبراء الموساد يراقبون “كل كلمة يتفوه بها… وقال (رئيس الوزراء السابق ارييل) شارون علانية انه لن يكون هناك سلام دائم حتى يرحل ياسر عرفات” مضيفًا أن عرفات “عدو الموساد اللدود مات بشكل غامض ومحاط بالسرية… لن يعرف أحد الان أبدا فيما اذا كان الرجل مات مسموما.” وفى الموساد هناك وحدة “كيدون”ونشرت صحيفة “ديلي تلجراف” مقالا لجوردون توماس مؤلف كتاب عن عمليات الموساد الإسرائيلي، ويقول فيه إن وحدة “كيدون”(حربة)، التابعة لجهاز الاستخبارات والمهمات الخاصة الإسرائيلي، هي من قامت بعملية اغتيال محمود المبحوح في دبي. ….”كيدون” وتعني الخنجر الذي يغمد في البندقية أو (الحربة) وهي وحدة ضمن قسم العمليات الخاصة فى الموساد “ميتسادا” والمسئولة عن الاغتيالات في جهاز الموساد، وتعتبر “كيدون” الوحدة الوحيدة في العالم المجازة رسمياً من حيث تنفيذ الاغتيالات، تتكون من فرق كل فرقة تضم اثني عشر شخصا، وتسمى أيضاً “قيساريا”. ويقوم الموساد بتدريب عناصر “كيدون “على كيفية التعامل مع السلاح وحماية الذات والاستهانة بالموت، حيث يتم تدريب المرشحين على كيفية سحب المسدس أثناء الجلوس في مطعم إذا اقتضى الأمر، إما بالسقوط إلى الخلف على المقاعد أو إطلاق النار من تحت الطاولة، أو بالسقوط إلى الخلف ورفس الطاولة في الوقت نفسه ثم إطلاق النار، وكل ذلك في حركة واحدة .