نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: إبراهيم نافع

لقد فقدنا قيمة صحفية ونقابية كبيرة.. فقدنا نقيباً للصحفيين في وقت كان للنقابات المهنية دور بارز في المجتمع، وحصن للدفاع عن الشعب المصري، فقدنا قيمة صحفية وحكيماً فقدنا النقيب الجليل إبراهيم نافع.

قد يكون أسعدني الحظ انني عاصرت قمما في النقابات المهنية المصرية من نقباء وأعضاء مجالس إدارات وكان إبرهيم نافع في مقدمة هولاء.

لن أتحدث عن إنجازته النقابية أو إنجازاته في الأهرام وكلها كنت شاهد عيان عليها لكن هناك جانب مهم  كان النقيب إبراهيم نافع يقوم به وهو الدور الدبلوماسي فقد عشت معه لحظات وأوقاتا عندما كنا نريد استعادة مقر اتحاد الصحفيين العرب من العراق إلي مصر والجولات المكوكية التي قام بها برفقه الأستاذ المرحوم صلاح الدين حافظ في أغلب الدول العربية وكان لديه القدرة علي إقناع كل الأطراف السياسية في هذه الدول والنقابية بأهمية عودة الاتحاد الي مصر للدفاع عن العراق الذي كان تحت الحصار حتي انعقد المؤتمر العام للاتحاد في عام 1996 بالقاهرة وتم نقل الاتحاد  وتم تدشين مقره بدعم كويتي في البداية حتي تم نقله الي مقره الحالي وكان مقره خلية نشاط من دورات تدريبية عربية واجتماعات وتقارير تصدر عنه وندوات ومؤتمرات فقد كان يقوم بدوره كما ينص عليه قانونه الأساسي.

أما معركة القانون 93 لسنة 1995 والمعروف وقتها بقانون اغتيال الصحافة وكيف أدار هذه المعركة وانحاز وقتها لدوره النقابي رغم أنه رئيس أكبر مؤسسة صحفية حكومية ورغم خروج بعض رؤساء مجالس الإدارات للصحف الحكومية عن الصف الصحفي أيدوا القانون وفتحوا صحفهم لكل من يهاجم الصحفيين إلا أن إيمان النقيب إبراهيم نافع بوحدة جموع الصحفيين خلفه والحكمة في إدارة مثل هذه المعارك التي أثبتت قوة شخصية الرجل وقدرته علي التوازن بين إنه رئيس مجلس إدارة الأهرام التي تعد الصحيفة الرسمية الأولي للسلطة.

لقد عقدنا 13 جمعية عمومية لم يتخلف يوماً عن إدارتها كان يتواجد وسط الصحفيين كان يطلع علي دور اللجان التي تم تشكيلها لإدارة المعركة ونجح النقيب في إدارة الأزمة التي انتهت بإصدار القانون الحالي الذي بمقتضاه أصبح في مصر صحافة خاصة وأصبحت مصر تتميز بالتعددية الإعلامية والصحفية وبتنوع الأصوات داخلها عشنا معه حلم المبني الجديد وكان المبني القديم تضرر من زلزال 1992 وارتفاع منسوب المياه الجوفية فيه ومع إصرار النقيب علي تحقيق الحلم تم تنفيذ المبني في زمن قياسي وهو ما نفتخر به الآن.

لم يكن إبراهيم نافع نقيباً للصحفيين المصريين بل كان نقيبا للصحفيين العرب وكان يؤمن بان التدريب والتأهيل المستمر للصحفيين هو من يصنع صحفيا محترفا لذا بادر بإنشاء قاعات تدريب في النقابة منها قاعتان مخصصتان لتعليم اللغات وإنشاء مركز الأهرام الإقليمي للتدريب وكان مفتوحا أمام جميع الصحفيين المصريين والعرب مجاناً رحم الله إبراهيم نافع.. واحد من أبرز النقباء الذين مروا علي نقابة الصحفيين فقد كان نقيباً من جيل عظيم من النقباء مثل أحمد الخواجة نقيب المحامين وممدوح جبر وحمدي السيد في نقابة الأطباء وحلمي نمر في نقابة التجاريين وعثمان أحمد عثمان وحسب الله الكفراوي في المهندسين فقد كانوا جيلا من العظماء لايخشون ولايخافون بل كانوا هم من يفرضون احترامهم علي الآخرين.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى