نون والقلم

حلمي الأسمر يكتب: المقاطعة بعد الهتاف!

الخطوة الثانية التي يتعين على الجماهير التي خرجت معلنة رفضها لقرار ترامب الاعتراف بقدسنا الشريف عاصمة للكيان الصهيوني الإرهابي، هي مقاطعة كل منتجات النظام الأمريكي، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، فمثل هذه الخطوة ستكون أشد إيلاما للعدو أمريكيا كان أم صهيونيا، من كل التظاهرات على أهميتها..وسيكون لها أثر عملي لعدوان ترامب ونظامه على وطننا ووجداننا وضميرنا الوطني، ندرك صعوبة تنفيذ مثل هذا الأمر خاصة في ظل هيمنة أمريكا ومنتجاتها على الكرة الأرضية، وفي غير مجال، لكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، والوسع هنا متسع ورحب، فما دام ثمة بدائل لأي منتج أمريكي ماديا كان أم معنويا، يتعين علينا أن ننأى بأنفسنا عنه، إرضاء في أقلها لحناجرنا وأقلامنا التي هتفت ضد أمريكا وثورها الأرعن..

 

يمكننا هنا أن نستفيد بشكل عملي من حركة مقاطعة العدو الصهيوني «بي دي أس» لإسقاطها على المنتج الأمريكي خاصة في المجال الأكاديمي، ونستذكر هنا البيان التي أصدرته حركة المقاطعة الأردنية للأكاديميين وإضافة النظام الأمريكي حيثما وردت كلمة الكيان الصهيوني، إذ إن الكيان الصهيوني هو ربيب أمريكا، وذراعها الشيطانية في تسميم عالمنا العربي والإسلامي؛ لأنه تأسس على رؤية عدائية للمنطقة العربية بأسرها، ولطالما أبدى طمعاً استعمارياً في الأراضي الأردنية واحتل بعضها وسرق مواردها، ناهيك عن أن الكيان الصهيوني ماض في توسعاته الاستعمارية في الأراضي الفلسطينية، ولا زالت اعتداءاته مستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وباقي المدن الفلسطينية؛ وقد ازدادت شهيته الشريرة بعد الموقف الأمريكي العدواني على القدس.

 

إننا نضم صوتنا للحملة الفلسطينية والدولية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية للكيان الصهيوني، ونرى أنه من واجبنا بصفتنا مثقفين وأكاديميين، أفرادا ومؤسسات، المساهمة في مقاطعة المنتج الأمريكي ومقاومة الصهيونية ومشروعها من خلال تأكيد رفضنا للتطبيع وتأكيد التزامنا بمقاطعة الكيان الصهيوني ومناهضة التطبيع معه، كما نطالب العالم بفرض العقوبات عليه وسحب الاستثمارات منه إيماناً منا بأن التعليم مهنة سامية ترسم المستقبل وحياة الأجيال القادمة، ويترتب علينا من خلالها مسؤوليات أخلاقية، فإننا نلتزم بمقاطعة الكيان الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة أكاديمياً وثقافياً تلبيةً لنداء الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية الذي أطلق عام 2004، كما وندعو كافة الأكاديميين والمثقفين في العالم لتلبية هذا النداء.وبذلك، نلتزم بالمعايير التالية:

 

– مقاطعة أي حدث أكاديمي أو ثقافي (مؤتمر، ورشة عمل، ندوة، معرض، مهرجان، الخ ) تنظمه جامعات الكيان الصهيوني أو الحكومة الصهيونية أو المؤسسات الصهيونية – مقاطعة أي مؤتمر دولي يستضيف جامعات الكيان الصهيوني و/أو العمل على إرسال رسالة احتجاج.

 

– رفض المشاركة بأبحاث أو مشاريع أكاديمية و/أو ثقافية تشارك فيها أو تدعمها جامعات الكيان الصهيوني – مقاطعة أي مشروع أكاديمي أو ثقافي يتم تمويله من جهات صهيونية سواء كانت حكومية أو أكاديمية أو مؤسسية – عدم المشاركة في أي حدث أكاديمي أو ثقافي يستضيف ممثلين عن حكومة أو جامعات الكيان الصهيوني  – مقاطعة برامج التبادل الثقافي للطلاب مع جامعات الكيان الصهيوني – الامتناع عن نشر المقالات أو الدراسات في مطبوعات الكيان الصهيوني – مقاطعة البرامج التي تشجع تطبيع العلاقات بين الأردنيين والعرب مع الاسرائيليين والتي تساوي بين المُستعمِر والمُستعمَر وتدّعي أن السلام يتحقق عبر التفاهم والحوار بمعزل عن تحقيق العدالة والحرية والعودة لكافة مكونات الشعب الفلسطيني..

 

يجب أن تستمر هذه الإجراءات العقابية والعزل حتى ينهي الكيان الصهيوني إنكاره لحق الشعب الفلسطيني التاريخي في كامل التراب الفلسطيني وفي تقرير المصير وفي حق العودة والتعويض العادل لكل اللاجئين، وحتى تفكيك جدار الفصل العنصري وإنهاء الاحتلال والاستعمار الصهيوني لكافة الأراضي العربية المحتلة.

 

تنشيط حركة مقاطعة العدو الصهيوني ثم أمريكا ومنتجاتها، أصبح ملحا أكثر من أي وقت مضى، إن أردنا ايلام عدونا، بالوسائل المتاحة بيدنا، وهي عملية تكمل إعلاننا رفض قرار ترامب، وتجعل من قراره لعنة عليه.

نقلا عن صحيفة الدستور الأردنية

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى