- أهم الأخباراخترنا لكالأخبار

الاتحاد الأوروبي يخذل نتنياهو: قرار ترامب مرفوض

رفض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانضمام للولايات المتحدة في اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل معتبرين الخطوة ضربة لعملية السلام.

 

وقال نتنياهو خلال أول زيارة له على الإطلاق لمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجعل السلام في الشرق الأوسط ممكنا «لأن الاعتراف بالواقع هو جوهر السلام وأساسه».

 

وأعلن ترامب يوم الأربعاء الماضي أن الولايات المتحدة ستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في خروج عن السياسة الأمريكية المتبعة منذ عشرات السنين وعن الإجماع الدولي على ضرورة تحديد وضع المدينة القديمة من خلال المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

وتعتبر إسرائيل، التي ضمت القدس الشرقية بعد احتلالها في حرب عام 1967، المدينة بشطريها عاصمة لها. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة في المستقبل.

 

وتقول إدارة ترامب إنها ما زالت ملتزمة بعملية السلام وإن قرارها لا يؤثر على الحدود المستقبلية للقدس أو على وضعها. وتشدد على أن أي اتفاق سلام مستقبلي يعتد به سيجعل من القدس عاصمة لإسرائيل وإن تغيير السياسات القديمة مطلوب لإنعاش عملية السلام المتوقفة منذ 2014.

 

لكن حتى أقرب حلفاء إسرائيل الأوروبيين رفضوا هذا المنطق قائلين إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من جانب واحد يهدد بإثارة العنف ويزيد من تقويض فرص السلام.

 

وبعد اجتماع على الإفطار بين نتنياهو ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قالت وزيرة خارجية السويد إن ما من أوروبي واحد في الاجتماع المغلق أبدى تأييده لقرار ترامب وما من دولة يرجح أن تحذو حذو الولايات المتحدة في إعلان اعتزامها نقل سفارتها.

 

وقالت الوزيرة مارجو ولستورم للصحفيين «لا اعتقد أن أيا من دول الاتحاد الأوروبي ستفعل ذلك».

 

وأكد العديد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لدى وصولهم للاجتماع مجددا موقف الاتحاد القائل بأن الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، ومنها الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان، ليست جزءا من الحدود الدولية المعترف بها لإسرائيل.

 

ويلقى الموقف الإسرائيلي دعما أكبر من بعض دول الاتحاد الأوروبي عن غيرها فيما يبدو. فقد قالت وزارة خارجية جمهورية التشيك الأسبوع الماضي إنها ستبدأ في دراسة نقل السفارة التشيكية من تل أبيب إلى القدس في حين عطلت المجر بيانا للاتحاد الأوروبي يدين الخطوة الأمريكية.

 

لكن براج قالت في وقت لاحق إنها تقبل السيادة الإسرائيلية على القدس الغربية فقط. في حين قالت بودابست إن موقفها منذ فترة طويلة هو السعي للتوصل لحل الدولتين في الشرق الأوسط وإن ذلك لم يتغير.

 

وقال لوبومير زوراليك وزير خارجية التشيك عن قرار ترامب «أخشى ألا يساعدنا ذلك بشيء».

 

وأضاف «أنا مقتنع أنه من المستحيل تخفيف حدة التوتر بحل من جانب واحد». وتابع «نحن نتحدث عن دولة إسرائيلية لكننا في الوقت نفسه يجب أن نتحدث عن دولة فلسطينية».

 

* العنف ينحسر

أثار إعلان ترامب احتجاجات استمرت أياما في مختلف أرجاء العالم الإسلامي واشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية أصيب فيها عشرات الفلسطينيين وقتل عدد آخر. وبحلول صباح الاثنين انحسر العنف على ما يبدو.

 

وقال نتنياهو، الذي أغضبه سعي الاتحاد الأوروبي لتوثيق العلاقات التجارية مع إيران، إن على أوروبا أن تحاكي خطوة ترامب وأن تضغط على الفلسطينيين لفعل ذلك أيضا.

 

وأضاف «آن الأوان أن يعترف الفلسطينيون بالدولة اليهودية وبحقيقة أن لها عاصمة اسمها القدس».

 

وفي تصريحات مصورة لاحقة على متن طائرته قال إنه طالب الأوروبيين بالكف عن «تدليل الفلسطينيين». وأضاف «أعتقد أن الفلسطينيين بحاجة للتحقق من الواقع. يتعين أن تتوقفوا عن تقديم المبررات لهم. هذا هو السبيل الوحيد للمضي قدما نحو السلام».

 

وأثار إعلان ترامب الأسبوع الماضي حربا كلامية بين نتنياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووتر العلاقات بين الدولتين المتحالفتين مع الولايات المتحدة بعد أن تحسنت العام الماضي عقب انقطاع استمر ست سنوات جراء اقتحام إسرائيل سفينة مساعدات تركية متوجهة إلى غزة.

 

ووصف أردوغان إسرائيل يوم الأحد بأنها «دولة إرهابية».

 

ورد نتنياهو بقوله إنه لن يقبل محاضرات أخلاقية من أردوغان الذي اتهمه بتفجير قرى كردية وسجن معارضين ودعم الإرهاب.

 

ويوم الاثنين هاجم أردوغان واشنطن بشكل مباشر فيما يتعلق بخطوة ترامب قائلا «هؤلاء الذين جعلوا من القدس زنزانة للمسلمين وأتباع الديانات الأخرى لن يقدروا أبدا على غسل أيديهم من الدماء».

 

وقال في كلمة ألقاها في أنقرة «أصبحت الولايات المتحدة شريكة في إراقة الدماء بقرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل».

 

ومن شأن ذلك القرار أن يؤدي أيضا إلى توتر العلاقات بين واشنطن وحلفاء مسلمين آخرين في الشرق الأوسط مثل السعودية التي سعت لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة في عهد ترامب بدرجة أكبر مما فعلت في عهد سلفه باراك أوباما.

 

وتشترك السعودية مع الولايات المتحدة وإسرائيل في مخاوفهما من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة وينظر إليها على أنها وسيط محتمل في اتفاق سلام شامل بين العرب وإسرائيل. لكن السعوديين أشاروا إلى أن القرارات المنفردة بشأن القدس تزيد من صعوبة ذلك.

 

ووجه الأمير تركي الفيصل، المدير السابق للمخابرات السعودية والسفير السابق بواشنطن، انتقادات شديدة لخطوة ترامب.

 

وقال في رسالة مفتوحة إلى ترامب نشرتها صحيفة الجزيرة السعودية اليوم الاثنين «سفك الدماء والاضطرابات ستتبع قرارك الانتهازي لتحرز مكسبا انتخابيا».

 

وأضاف «قرارك قد شجع أقصى القوى تطرفا في المجتمع الإسرائيلي لتبرير ادعاءاتهم العنجهية على كل فلسطين لأنهم يأخذون قرارك رخصة لطرد كل الفلسطينيين من أراضيهم وفرض نظام دولة عبودية عليهم».

 

وتابع «قرارك قد شجع إيران وأتباعها الإرهابيين بالادعاء بأنهم من يدافع عن الحقوق الفلسطينية».

 

وتقول إدارة ترامب إنها تعمل على مقترح سلام يضعه مبعوثها للشرق الأوسط جيسون جرينبلات ومستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر.

 

ويقول الزعماء الأوروبيون إن قرار القدس يزيد من الحاجة لخطوة أوسع نطاقا نحو السلام.

 

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان «ننتظر بالفعل منذ عدة أشهر المبادرة الأمريكية وإن لم تكن هناك خطة وشيكه سيتعين على الاتحاد الأوروبي الأخذ بزمام المبادرة».

أخبار ذات صلة

Back to top button