شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية جديدة على قطاع غزة اليوم السبت، ردا على صواريخ أطلقت من القطاع وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إن اثنين من أفرادها قتلا في القصف.
وأطلق نشطاء فلسطينيون ثلاثة صواريخ على الأقل أمس الجمعة، من القطاع الذي تسيطر عليه حماس صوب بلدات إسرائيلية.
وكانت فصائل فلسطينية أعلنت أمس الجمعة، «يوم غضب» للاحتجاج على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلنه الأربعاء الماضى، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائراته «استهدفت أربع منشآت تابعة لتنظيم حماس الإرهابي في قطاع غزة: موقعين لصنع السلاح ومخزنا للأسلحة ومجمعا عسكريا».
وأكد مصدر بحركة حماس أن الاثنين اللذين قتلا في الضربات الجوية التي نفذت قبل الفجر من عناصرها وحثت الفلسطينيين على مواصلة المواجهة مع القوات الإسرائيلية.
وانحسرت الاحتجاجات الفلسطينية اليوم السبت، وبدت أقل حدة بكثير مما حدث في الأيام السابقة.
ورشق نحو 60 شابا فلسطينيا الجنود الإسرائيليين بالحجارة عبر الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن أحد المارة أصيب بطلق ناري من جندي إسرائيلي.
وفي مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة أضرم فلسطينيون النار في إطارات السيارات ورشقوا القوات الإسرائيلية بالحجارة فيما استخدمت القوات من جانبها الغاز المسيل للدموع. وفي القدس الشرقية تظاهر نحو 60 شخصا قرب المدينة القديمة حيث حاول حرس الحدود والخيالة تفريقهم بالغاز المسيل للدموع.
وكان فلسطينيان آخران قد قتلا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية على حدود قطاع غزة أمس الجمعة، وأصيب العشرات هناك وفي الضفة الغربية أثناء الاحتجاجات التي شارك فيها آلاف الفلسطينيين.
ونظم الآلاف في دول عربية وإسلامية احتجاجات أمس الجمعة، تعبيرا عن التضامن مع الفلسطينيين وعن الغضب من تحول ترامب عن سياسة أمريكية دامت عقودا.
وأغضب إعلان ترامب يوم الأربعاء الماضى، العالم العربي كما أثار استياء الحلفاء الغربيين الذين يقولون إن الخطوة ضربة لجهود السلام وتخاطر بتأجيج المزيد من العنف في المنطقة.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل وقال في بيان «نجدد رفضنا للموقف الأمريكي تجاه مدينة القدس… بهذا الموقف لم تعد الولايات المتحدة مؤهلة لرعاية عملية السلام».
ويقود جاريد كوشنر، وهو صهر ترامب ومستشاره المقرب، جهود استئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة منذ فترة طويلة وهي جهود لم تشهد تقدما يذكر حتى الآن.
* هدية للتطرف
قال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية اليوم السبت إن قرار ترامب يعد هدية للمتطرفين.
وأضاف قرقاش خلال حوار المنامة، وهو مؤتمر أمني يعقد في البحرين، أن مثل تلك القرارات تعتبر هدية للتطرف مشيرا إلى أن المتطرفين والمتشددين سيستخدمون ذلك لتصعيد لغة الكراهية.
ويمثل وضع مدينة القدس أحد أكبر العقبات في أي اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ أعوام طويلة.
وتعتبر إسرائيل المدينة بالكامل عاصمتها. ويريد الفلسطينيون جزءها الشرقي عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وتعتبر معظم الدول القدس الشرقية، التي ضمتها إسرائيل في حرب عام 1967 أرضا محتلة. وهي تشمل المدينة القديمة ومواقع مقدسة لدى الديانات السماوية الثلاث.
وعلى مدى عقود امتنعت واشنطن مثل غالبية دول المجتمع الدولي عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقالت إن وضعها ينبغي أن يتحدد في إطار عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
وترى إدارة ترامب أن عملية السلام في النزع الأخير وأن هناك حاجة للتخلص من سياسات عفا عليها الزمن ليتسنى تحقيق تقدم.
وقال ترامب يوم الأربعاء أيضا إنه سيفي بوعده الانتخابي وسيبدأ عملية نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، حيث لا توجد حاليا سفارة لأي دولة.