أجرت السلطات التي يقودها الأكراد اليوم الجمعة، انتخابات محلية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال سوريا لتمضي قدما في خططها لإقامة حكم ذاتي تعارضه حكومة الرئيس بشار الأسد و تركيا.
وتسيطر قوات كردية مع حلفائها الآن على أكبر جزء من سوريا خارج سيطرة حكومة الأسد. وانتزعت مساحات واسعة من تنظيم داعش بدعم الولايات المتحدة التي قدمت لهم السلاح والغطاء الجوي والمستشارين على الأرض رغم معارضة واشنطن لخططهم للحكم الذاتي.
ويقول قادة أكراد إن هدفهم هو الحكم الذاتي داخل سوريا وليس الانفصال. لكن نفوذهم أثار غضب أنقرة التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا منذ عقود في تركيا.
وتعهد الأسد باستعادة كل شبر من سوريا واستعاد بالفعل مساحات كبيرة بشكل سريع خلال العامين الماضيين بمساعدة روسيا وإيران. وأكدت دمشق مرارا سيادتها على الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد.
ورفض رئيس وفد الحكومة السورية لمحادثات السلام في جنيف بشار الجعفري الانتخابات. وقال «أي عمل أحادي الجانب يتم دون تنسيق مع الحكومة السورية مرفوض».
ومنذ بدأ الصراع السوري قبل أكثر من ستة أعوام استبعدت الأحزاب الكردية الكبرى من المساعي الدبلوماسية الدولية تماشيا مع رغبة تركيا وجرى استبعادهم مرة أخرى من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة والتي انعقدت مجددا في جنيف هذا الأسبوع.
وقالت هادية يوسف وهي سياسة كردية بارزة إن الإدارة التي يقودها الأكراد لن تكون ملزمة بالقرارات التي تتخذ في غيابها.
وقالت لرويترز «لسنا موجودين في هذه الاجتماعات لذلك نطور الحل على أرض الواقع»، وأضافت أن محادثات السلام لن «تصل لحلول» ما دامت لا تشمل من يديرون 30 في المائة من البلاد.
ويختار الناخبون من قرابة ستة آلاف مرشح للمجالس المحلية اليوم الجمعة، في إطار المرحلة الثانية من عملية من ثلاث مراحل تصل ذروتها بانتخاب برلمان أوائل العام المقبل. واختار الناخبون ممثلين في مجالس الأحياء في سبتمبر أيلول.
وقال شيخموس قامشلو وهو سوري كردي يبلغ من العمر 65 عاما في مركز اقتراع بالقامشلي «على الكل أن يشارك (في الانتخابات) لأن هذا مصير منطقة بأكملها».
وأضاف «هذه تجربة جديدة نتمنى لنا النجاح» ووصف التصويت بأنه «واجب وطني».
وذكرت يوسف أن الانتخابات تخضع لمراقبة من مجموعة صغيرة من الساسة من دول أخرى في الشرق الأوسط بما في ذلك مسؤول من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يدير إقليم كردستان العراق.
وقالت يوسف إن وجود المسؤول الكردي العراقي هو «نوع من الاعتراف» بالمشروع السياسي الكردي السوري. وسبق أن كانت السلطات الكردية العراقية، التي قوبلت خططها للاستقلال بهجوم سريع من دول المنطقة خلال الشهرين الأخيرين، تتعامل بعداء مع الأحزاب الكردية السورية.